PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 298

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 298

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 298

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 298

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 298

PHP Warning: Invalid argument supplied for foreach() in ..../includes/class_postbit_alt.php(474) : eval()'d code on line 298

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865

PHP Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at ..../includes/class_core.php:3735) in ..../external.php on line 865
منتديات قبائل ال تليد - قسم القرآن وعلومه https://www.al-taleed.com/vb/ هنا كل مايخص القرآن الكريم وعلومه و تفسيره وتجويده وقصصه. ar Thu, 09 May 2024 23:26:18 GMT vBulletin 60 http://al-taleed.com/vb/taleed/misc/rss.jpg منتديات قبائل ال تليد - قسم القرآن وعلومه https://www.al-taleed.com/vb/ كيف نتدبر القرآن العظيم؟ https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46209&goto=newpost Wed, 08 May 2024 12:47:53 GMT كيف نتدبر القرآن العظيم؟ د. محمود بن أحمد الدوسري إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ... كيف نتدبر القرآن العظيم؟
د. محمود بن أحمد الدوسري

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:

مَنْ أقبل على القرآن العظيم، واستشعر أنَّه خطاب من الله تعالى موجَّه إليه، يحمل في طيَّاته مفاتيح سعادته في الدُّنيا والآخرة، وأنَّه إنْ تدبَّر القرآن واتَّبعه سيتغيَّر حاله إلى أحسن الأحوال الإيمانيَّة لا محالة، فمِثْل هذا الشَّخص لا يحتاج إلى مَنْ يدلُّه على وسائل تُعينه على الانتفاع بالقرآن؛ لأنَّه قد أصبح مهيّأ للمضيِّ نَحْو الصِّراط المستقيم. غير أنَّه من الصَّعب علينا - في البداية - أن نكون كذلك؛ بسبب ما ورثناه من أنماط التَّعامل الخاطئ مع القرآن، ممَّا جعل برزخاً بيننا وبين الانتفاع بالقرآن.



وهناك سبل لتدبُّر القرآن يُحَصِّل بها مَنْ أراد التَّدبُّر مُبتغاه، ويجني بها قلبُه لطائفَ ومعارفَ وأحوالاً ما كان ليحصل عليها، بل لم تخطر له على بال؛ وبدون هذه السُّبل - المساعِدة على التَّدبُّر - سيتعثَّر دون غايته، ويتعذَّر عليه مُبتغاه، وإنْ أدرك شيئاً فإنَّما هو قليل، لا يشفي عليلاً ولا يروي غليلاً، وفي ذلك يقول الزَّركشي رحمه الله: «مَنْ لم يكن له عِلْمٌ، وفَهْمٌ، وتقوى، وتدبُّرٌ لم يُدرك من لذَّة القرآن شيئاً»[1].



أما والأمر كذلك: فإنَّنا - لكي نصل إلى شيء من لذَّة القرآن - نحتاج معرفة السُّبل المُعينة على التَّدبُّر، وهي تنطلق من قاعدة: «تيسير القرآن للذِّكر»، فما دام القرآن مُيسَّراً للذِّكر فلا بدَّ أن تكون وسائلُ الانتفاع به مُيسَّرةً، ولكن تحتاج منَّا إلى جدٍّ واجتهاد، وبذلٍ وعزمٍ وصبرٍ، وهذا هو الفرق بين أهل العلم وغيرهم من عوامِّ النَّاس الذين حظُّهم من القرآن تلاوتُه، ولا علم لهم بتفسيره، الذي هو مفتاح التَّدبُّر[2]. وما يأتي تفصيلٌ لأهمِّ سبل تدبُّر القرآن العظيم:



1- تحسين التِّلاوة:

أَمَرَ الله تعالى بترتيل القرآن - الباعث على تدبُّره وتفهُّمه - في قوله: ﴿ وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]. وحثَّ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم على التَّغنِّي بالقراءة وتحسينها، في قوله: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرآنِ»[3]. قال ابن كثير رحمه الله: «المطلوب شرعاً، إنَّما هو التَّحسين بالصَّوت، الباعث على تدبُّر القرآن وتفهُّمه، والخشوع والخضوع، والانقياد للطَّاعة»[4]. وبيَّن القرطبي رحمه الله أنَّ التَّرتيل طريق إلى التَّدبُّر، في قوله: «التَّرتيل أفضل من الهذِّ؛ إذْ لا يصحُّ التَّدبُّر مع الهذِّ»[5]. «والإسراع في القراءة يدلُّ على عدم الوقوف على المعاني.



فظهر أنَّ المقصود من التَّرتيل إنَّما هو حضور القلب، وكمال المعرفة»[6]. وكذا قال النَّووي رحمه الله: «قال العلماء: والتَّرتيل مستحبٌ للتَّدبُّرِ وغيرِه؛ لأنَّ ذلك أقربُ إلى التَّوقير والاحترام، وأشدُّ تأثيراً في القلب»[7]. وأيَّد ذلك السُّيوطي رحمه الله بقوله: «تُسَنُّ القراءة بالتَّدبُّر والتَّفهم، فهو المقصود الأعظم، والمطلوب الأهمُّ»[8].



والسَّبب في كراهة جمهور أهل العلم القراءةَ بالألحان: «لخروجها عمَّا جاء القرآن له من الخشوع والتَّفهُّم»[9]. والله تعالى تعبَّد الناسَ بتدبُّر القرآن، كما تعبَّدَهم بالتِّلاوة، قال الله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]. فالمقصود الأعظم من إنزال القرآن، هو التَّدبُّر والتَّفكر في آياته، والعمل به؛ لا مجرَّد التِّلاوة مع الإعراض عنه[10].



2- قراءة اللَّيل:

ممَّا يعين على تدبُّر القرآن، والتَّأمُّل في آياته ومواعظه وعبره، صلاةُ اللَّيل والقراءة فيه، وفي ذلك يقول المولى تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 6]. عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: «وقولُه: ﴿ وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾: هُوَ أَجْدَرُ أَنْ يَفْقَهَ في القُرآنِ»[11]؛ «لأنَّ قيام اللَّيل أصوبُ قراءة، وأصحُّ قولاً من النَّهار؛ لسكوت الأصوات في اللَّيل، فيتدبَّر في معاني القرآن»[12].



وذكر ابن عاشور رحمه الله الحِكْمةَ من اختصاص اللَّيل بالقيام، فقال: «والمعنى: أنَّ صلاة اللَّيل أوفقُ بالمصلِّي بين اللِّسان والقلب، أي بين النُّطق بالألفاظ، وتفهُّم معانيها؛ للهدوء الذي يحصل في اللَّيل، وانقطاع الشَّواغل. وأعون على المزيد من التَّدبُّر»[13].



ومن أجل ذلك كان جبريل عليه السلام يدارس النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم القرآن كلَّ ليلة من رمضان، قال ابن حجر رحمه الله - عن هذه المدارسة المباركة: «المقصود من التِّلاوة الحضور والفهم؛ لأنَّ اللَّيل مظنَّةُ ذلك، لما في النَّهار من الشَّواغل والعوارض الدُّنيوية والدِّينية»[14].



* شواهد على فضل قراءة اللَّيل: من أوضح الشَّواهد الدَّالة على فضل قراءة القرآن باللَّيل: ثناء الله تعالى على تلاوة اللَّيل: ﴿ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ ﴾ [آل عمران: 113]. وقوله صلّى الله عليه وسلّم - عن شفاعة القرآن لصاحبه يوم القيامة: «يَقُولُ القُرآنُ: رَبِّ مَنَعْتُهُ النَّومَ بِاللَّيلِ، فَشَفِّعْنِي فِيْهِ»[15].



3- الإنصات عند سماعه:

أمَرَ الله تعالى عبادَه المؤمنين بالاستماع والإنصات عند قراءة القرآن؛ كي ينتفعوا به، ويتدبَّروا ما فيه من الحِكَم والمصالح[16]، فقال تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]. والمعنى - كما قال الطَّبري رحمه الله: «أصْغُوا سمعَكم؛ لتتفهَّموا آياته، وتعتبروا بمواعظه، وأنصتوا إليه؛ لتعقلوه، وتتدبَّروه، ولا تَلْغَوا فيه فلا تعقلوه؛ ليرحَمَكم ربُّكم باتِّعاظكم بمواعظه، واعتباركم بِعِبَرِه»[17]. فالملازم للاستماع والإنصات - عند تلاوة القرآن - سينال «خيراً كثيراً، وعلماً غزيراً، وإيماناً مستمرّاً متجدِّداً، وهدىً متزايداً، وبصيرة في دينه»[18].



4- حُسْن الابتداء والوقف:

مِمَّا يُعين على تدبُّر القرآن والتَّفكُّر في معانيه، مراعاة حسن الابتداء والوقف أثناء التِّلاوة، وهناك بعض الآيات لها تعلُّق بما قبلها أو بعدها، وكثير من القرَّاء لا يُراعون حسن الابتداء أو الوقف، ولا يتفكَّرون في ارتباط الكلام بعضه ببعض، ولا يتأمَّلون معاني الآيات، بل جلُّ عملهم هو التَّقيُّد بالأعشار والأحزاب والأجزاء، ممَّا يُفَوِّتُ فَهْمَ كثير من الآيات على وجهها الصَّحيح.



♦ نماذج من الابتداء والوقف الممنوع:

فمن أمثلة الأجزاء: قوله تعالى: ﴿ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ النِّسَاءِ ﴾ [النساء: 24]. وقوله تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ﴾ [يوسف: 53]. وقوله تعالى: ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ ﴾ [العنكبوت: 24]. وقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [الأحزاب: 31]. وقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ ﴾ [يس: 28]. وقوله تعالى: ﴿ إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ﴾ [فصلت: 47].



ومن أمثلة الأحزاب: قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة:203]. وقوله تعالى: ﴿ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ ﴾ [آل عمران: 15]. قال النَّووي رحمه الله: «فكلُّ هذا وشبهه، ينبغي ألاَّ يُبدأ به ولا يُوقف عليه؛ فإنَّه متعلَّق بما قبله، ولا يغترنَّ بكثرة الفاعلين له من القرَّاء الذين لا يُراعون هذه الآداب، ولا يتفكَّرون في هذه المعاني؛ ولهذا المعنى قالت العلماء: قراءة سورة قصيرة بكمالها أفضل من قراءة بعض سورة طويلة بقدر القصيرة، فإنَّه قد يخفى الارتباط على بعض النَّاس في بعض الأحوال»[19].



5- فَهْم المعاني:

ذمَّ الله تعالى مَنْ أعرض عن فَهْم كتابه فقال سبحانه: ﴿ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا ﴾ [النساء: 78]. والجهل بمعاني القرآن يصرف عن تدبُّره وتلذُّذ القلب بقراءته، وفي ذلك يقول الطَّبري رحمه الله: «إنِّي لأعجب ممَّنْ قرأ القرآن ولم يعلم تأويله، كيف يلتذُّ بقراءته؟!»[20].



وقد تعجَّب القرطبيُّ رحمه الله أيضاً - ممَّنْ قَصَد التَّدبُّر والعملَ بالقرآن مع جهله بمعناه، قائلاً: «وينبغي له أن يتعلَّم أحكامَ القرآن، فيفهم عن الله مرادَه، وما فرض عليه، فينتفع بما يقرأ، ويعمل بما يتلو، فكيف يعمل بما لا يفهم معناه؟! وما أقبحَ أنْ يُسْأل عن فِقْهِ ما يتلوه ولا يدريه، فما مَثَلُ مَنْ هذا حالُه إلاَّ كمَثَل الحمار يحمل أسفاراً»[21].



وفي هذا السِّياق يقول ابن الجوزي رحمه الله: «كان الفقهاء في قديم الزَّمان هم أهلَ القرآن والحديث، فما زال الأمر يتناقص حتى قال المتأخِّرون: يكفينا أنْ نعرِفَ آياتِ الأحكام من القرآن، وأنْ نعتمِدَ على الكتب المشهورة في الحديث... ثم استهانوا بهذا الأمر أيضاً، وصار أحدُهم يحتجُّ بآيةٍ لا يعرفُ معناها؛ وإنَّما الفقه استخراجٌ من الكتاب والسُّنَّة، فكيف يَسْتَخرِج من شيء لا يَعْرِفه؟!»[22].



والقرآن العظيم قد يُسِّرَتْ معانيه كما يُسِّرَتْ ألفاظُه، قال السِّعدي رحمه الله - مُعلِّقاً على قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]. «ولقد يسَّرنا وسهَّلنا هذا القرآن الكريم، ألفاظه للحفظ والأداء، ومعانيه للفهم والعلم؛ لأنَّه أحسنُ الكلام لفظاً، وأصدقُه معنى، وأبينه تفسيراً. فكلُّ مَنْ أقبل عليه، يسَّر اللهُ عليه مطلوبه غاية التَّيسير، وسهَّله عليه. ولهذا كان عِلْمُ القرآن، حفظاً وتفسيراً، أسهلَ العلوم، وأجلَّها على الإطلاق. وهو العلم النَّافع، الذي إذا طلبه العبد، أُعِينَ عليه»[23].



وتعلُّم معاني القرآن أَولى من تعلُّم حروفه؛ وفي هذا الشَّأن يقول ابن تيميَّة رحمه الله: «دخل في معنى قوله: «خَيْرُكْمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرآنَ وَعَلَّمَهُ»[24] تعليمُ حروفِه ومعانيه جميعاً؛ بل تعلُّم معانيه هو المقصود الأوَّل بتعليم حروفه، وذلك هو الذي يزيد الإيمان كما قال جُندب بن عبد الله، وعبد الله ابن عمر وغيرهما: تعلَّمنا الإيمان، ثمَّ تعلَّمنا القرآن، فازددنا به إيماناً»[25].



والفرق بين معرفة الألفاظ والمعاني، كالفرق بين اللَّيل والنَّهار؛ وفي ذلك يقول إياس بن معاوية رحمه الله: «مَثَلُ الذين يقرؤون القرآن ولا يعرفون التَّفسير: كمَثَل قومٍ جاءهم كتاب من مَلِكِهم ليلاً، وليس عندهم مصباح، فتداخلتهم روعةٌ لا يدرون ما في الكتاب، ومَثَلُ الذي يعرف التَّفسير: كمَثَل رجلٍ جاءهم بمصباح، فقرؤوا ما في الكتاب»[26]. وقد أحسن القائل:

إنَّ العلومَ وإنْ جَلَّتْ مَحَاسِنُها
فَتَاجُها مَا بِهِ الإيمانُ قَدْ وَجَباَ
هُوَ الكِتَابُ العَزِيزُ، اللهُ يَحْفَظُهُ
وبعدَ ذَلِكَ عِلْمٌ فَرَّجَ الكُرَبَا
واتْلُ بِفَهْمٍ كتابَ اللهِ، فِيْهِ أَتَتْ
كُلُّ العُلومِ، تَدَبَّرْهُ تَرَ العَجَبَا[27]


6- الوقوف عند المعاني:

والمقصود بذلك: أن يقف القارئ عند المعنى فلا يتجاوزه إلى غيره، متأمِّلاً له، ومتفكِّراً فيه. ومن أبلغ الشَّواهد وأوضحها: ما رواه حذيفة رضي الله عنه - حيث قال: «صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ البَقَرَةَ. ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ فَقَرَأَهَا. يَقْرَأُ مُتَرَسِّلاً، وَإِذَا مَرَّ بَآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بَتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ. ثُمَّ رَكَعَ»[28].



وصِفةُ الوقوف عند المعاني: «أنْ يشغل قلبَه بالتَّفكير في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كلِّ آية، ويتأمَّل الأوامر والنَّواهي، ويعتقد قبول ذلك؛ فإنْ كان ممَّا قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرَّ بآية رحمةٍ استبشر وسأل، أو عذاب أشفق وتعوَّذ، أو تنزيه نزَّه وعظَّم، أو دعاء تضرَّع وطلب»[29].



«وينبغي للتَّالي: أن يستوضح من كلِّ آية ما يليق بها، ويتفهَّم ذلك، فإذا تلا قولَه تعالى: ﴿ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾ [الأنعام: 1]، فليعلمْ عظمته، ويتلمَّح قدرتَه في كلِّ ما يراه، وإذا تلا: ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ﴾ [الواقعة: 58]، فليتفكرْ في نطفةٍ متشابهةِ الأجزاء، كيف تنقسم إلى لَحم وعَظْم، وإذا تلا أحوالَ المكذِّبين، فليستشعرِ الخوفَ من السَّطوة إنْ غَفِل عن امتثال الأمر. وينبغي لتالي القرآن: أنْ يعلم أنَّه المقصود بخطاب القرآن ووعيده، وأنَّ القَصَص لم يُرَدْ بها السَّمَرُ[30] بل العِبَرُ، فحينئذٍ يتلو تلاوة عبدٍ، كاتَبَه سيِّدُه بمقصودٍ، وليتأملِ الكتابَ، ويعمل بمقتضاه»[31].



7- ترديد الآية المؤثِّرة في القلب:

ممَّا يُعين على تدبُّر القرآن والتَّفكُّر في معانيه: ترديدُ الآية المؤثِّرة في القلب، وهذا التَّرديد من أبرز صور الوقوف عند المعاني، ولنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسوة حسنة. عن أبي ذَرٍ رضي الله عنه قال: «قَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم بِآيةٍ حَتَّى أَصْبَحَ يُردِّدُها، وَالآية: ﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]»[32].



قال ابن القيِّم رحمه الله: «فلو عَلِمَ النَّاس ما في قراءة القرآن بالتَّدبُّر، لاشتغلوا بها عن كلِّ ما سواه، فإذا قرأه بتفكُّر حتَّى إذا مرَّ بآيةٍ - وهو محتاج إليها في شفاء قلبه - كرَّرها ولو مائة مرَّة، ولو ليلة، فقراءة آيةٍ بتفكُّر وتفهُّم، خير من قراءة ختمةٍ بغير تدبُّر وتفهُّم، وأنفعُ للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان، وذوقِ حلاوة القرآن»[33]. وقال ابن قدامة رحمه الله: «وإنْ لم يحصلِ التَّدبُّر إلاَّ بترداد الآية، فَلْيردِّدْها»[34]. وقال بِشْر بن السريّ رحمه الله: «إنَّما الآيةُ مِثْلُ التَّمرة، كلَّما مضغتَها استخرجتَ حلاوتها». فحُدِّث به أبو سليمان، فقال: «صدق؛ إنَّما يؤتى أحدُكم من أنَّه إذا ابتدأ السُّورة أراد آخرها»[35].



♦ نماذج من ترديد الآية: وردت نقولٌ كثيرة ومتنوِّعة عن السَّلف الصَّالح في ترديدهم لبعض الآيات، ومن أبرزها ما يلي:

أ- عن مسروق رحمه الله: «أنَّ تَمِيماً الدَّاري رضي الله عنه رَدَّدَ هذه الآيةَ حتَّى أصبحَ: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [الجاثية: 21]»[36]. وكذا قام بها الرَّبيع بن خُثَيم رحمه الله[37].



ب- عن عبَّاد بن حمزة رحمه الله قال: «دخلتُ على أسماءَ رضي الله عنها وهي تقرأ: ﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 27]، فَوَقَفَتْ عليها، فجعَلَتْ تستعيذُ وتدعو، قال عبَّاد: فذهبتُ إلى السُّوق فقضيتُ حاجتي، ثمَّ رجعتُ، وهي فيها بَعْدُ، تستعيذُ وتدعو»[38].



ج- عن رجلٍ؛ من أصحاب الحسن البصريِّ رحمه الله قال: «بينا أنا ذات ليلةٍ عند الحَسَنِ فقام من اللَّيل يصلِّي، فلم يَزَلْ يردِّدُ هذه الآيةَ، حتَّى أسْحَرَ: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34]، فلمَّا أصبح، قلنا: يا أبا سعيد، لَمْ تكنْ تُجاوِزُ هذه الآيةَ سائر اللَّيلة، قال: إنَّ فيها مُعْتَبَراً، ما ترفَعُ طَرْفاً ولا تَرُدُّ، إلاَّ وقَعَ على نِعْمَةٍ، وما لا نعلمُ من نِعَمِ اللهِ أكثر»[39]. قال النَّووي رحمه الله: «وقد بات جماعة من السَّلف، يتلو الواحد منهم الآيةَ الواحدة، ليلةً كاملةً أو معظَمَها، يتدبَّرها عند القراءة»[40]. وقال ابن القيِّم رحمه الله: «وهذه كانت عادة السَّلف، يردِّد أحدُهم الآيةَ إلى الصَّباح»[41].



8- معرفة أساليب القرآن:

مَنْ لم يعرفْ أساليب القرآن، سيجد نفسَه غريباً عن آيات القرآن، وتراكيب جُمَله، وسيعاني لفهمها ما يعاني، ومعرفةُ هذه الأساليب ممَّا يعين على تدبُّر القرآن، وهي كثيرة ومتنوِّعة، من أبرزها ما يلي:

أ- خَتْم الآيات بأسماء الله الحسنى؛ ليدلَّ على أنَّ الحُكْم المذكور له تعلُّق بذلك الاسم الكريم[42].



ب- ومن أساليب القرآن: احتواؤه على أحسن طرق التَّعليم، وإيصال المعاني إلى القلوب بأيسر طريق وأوضحِه، ومن أبرز أنواع تعليمه العالي: ضَرْب الأمثال، فتُوَضَّح المعاني النَّافعة، وتُمَثَّل الأمور المحسوسة؛ كأنَّها تُرى رأي العين، وهذا من عناية الله تعالى ولطفه بعباده[43].



وقد ذَكَر الزَّركشي رحمه الله اثنين وأربعين أسلوباً من أساليب القرآن؛ منها: التَّوكيد، والحذف، والتَّقديم، والاستطراد، والالتفاف، والتَّضْمين، والتَّعبير عن المستقبل بلفظ الماضي وعكسه، والتَّوسُّع، والإعراض، والتَّورية، والطِّباق[44].



ج- ومن أساليب القرآن: الحذف. وقد ذكر ابن القيِّم رحمه الله أمثلةً على ذلك، فقال: «وهو - سبحانه - يَذْكُر جوابَ القَسَمِ تارةً، وهو الغالب، وتارةً يحذِفُه، كما يَحْذِفُ جوابَ (لو) كقولِه تعالى: ﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾ [التكاثر: 5]، وقولِه: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ﴾ [الرعد: 31]، ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ ﴾ [الأنفال: 50]، ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ ﴾ [الأنعام: 30]، ومِثْلُ هذا حَذْفُه من أحسن الكلام؛ لأنَّ المراد: أنَّك لو رأيتَ ذلك لرأيتَ هولاً عظيماً. وهذه عادة النَّاس في كلامهم إذا رأوا أموراً عجيبة، وأرادوا أن يُخبروا بها الغائب عنها، يقول أحدُهم: لو رأيتَ ما جرى يوم كذا»[45].



د- ومن أساليب القرآن: الالتفات، وهو - كما قال الزَّركشي رحمه الله: «نَقْلُ الكلامِ من أسلوبٍ إلى أسلوبٍ آخَرَ تطريةً واستدراراً للسَّامع، وتجديداً لنشاطه، وصيانةً لخاطره من الملال والضَّجر بدوام الأسلوب الواحد على سمعه»[46].



والالتفات له أنواع كثيرة؛ ومنها: الالتفات من المتكلِّم إلى الخطاب، كقوله: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ﴾ [الفتح: 1-2]، ولم يقل: لنغفر لك. من المتكلِّم إلى الغَيبة، كقوله: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ﴾ [الكوثر: 1-2]، ولم يقل: فصلِّ لنا. من الخطاب إلى المتكلِّم، كقوله: ﴿ قُلْ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴾ [يونس: 21]. من الخطاب إلى الغَيبة، كقوله: ﴿ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ ﴾ [يونس: 22]، ولم يقل: وجرين بكم. من الغَيبة إلى المتكلِّم، كقوله: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴾ [مريم: 88-89]. من الغَيبة إلى الخطاب، كقوله: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ ﴾ [آل عمران: 106][47].



ه- ومن أساليب القرآن في الحث:

1- التَّذكير بالآمر وعظمته.

2- التَّشويق للأجر وكثرتِه، كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الصف: 10].

3- التَّذكير بمنزلة المأمور وحاجته إلى ربِّه.

4- التَّهييج، قال ابن كثير رحمه الله - في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ﴾ [غافر: 55]. «هذا تهييج للأمَّة على الاستغفار»[48].

5- الاعتبار بحياة الأنبياء وأعيان الصَّالحين.



و- ومن أساليب القرآن في النَّهي: التَّبغيض للفعل، أو التَّهكُّم بأصحابه أو السُّخرية منهم، أو ذِكْرُ عاقبة مَنْ فَعَلَه في الدُّنيا، أو وصْفُ خسارته في الآخرة، أو عطفُه على ما هو أشنع منه، وما هو مكروه عند النُّفوس، أو الاعتبار بالأمم الظَّالمة وأعيان المعاندين. قال القرطبيُّ رحمه الله - عند تفسير قوله تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ﴾ [الجمعة: 5]. «وفي هذا تنبيهٌ من الله تعالى لمَنْ حَمَل الكتابَ أن يتعلَّم معانيه، ويَعْلَمَ ما فيه؛ لئلاَّ يلحقَه من الذَّمِّ ما لحق هؤلاء»[49].



ز- ومن الأساليب المُشْتَرَكة في الحثِّ والنَّهي: التَّشبيه، والكناية، والتَّضمين، والمقارنة، والقَصَص، والتَّأكيد، والتَّخصيص، والتَّفصيل والإجمال، والتَّقديم والتَّأخير، والالتفات، والتَّلميح، وضَرْب الأمثال، وبيان الحِكْمة، وخَتْم الآية بما يناسبها من أسماء الله وصفاته، وخَتْم السُّور بما يناسبها[50].



ي- ومن أساليب القرآن: اختلاف مساق إيراد القَصَص، بقول الشَّاطبيُّ رحمه الله عن ذلك: «وبالجملة: فحيث ذُكِرَ قَصَصُ الأنبياءِ - عليهم السَّلام - كنوحٍ وهودٍ وصالحٍ ولوطٍ وشعيبٍ وموسى وهارونَ؛ فإنَّما ذلك تسلية لمحمَّدٍ - عليه الصَّلاة والسَّلام - وتثبيت فؤاده؛ لما كان يلقى من عناد الكفَّار وتكذيبهم له، على أنواعٍ مختلفة، فَتُذْكَرُ القصَّة على النَّحو الذي يقع له مثله، وبذلك اختلف مساق القصَّة الواحدة بحسب اختلاف الأحوال»[51].



♦ وبعد: فما درجة أهميَّة تدبُّر القرآن في عقولنا؟ وما نسبة التَّدبُّر في واقعنا العملي فيما نقرؤه في المسجد قبل الصَّلوات؟ وهل نحن نربِّي أبناءنا وطلاَّبنا على التَّدبُّر في حِلَق القرآن؟ أم أنَّ الأهمَّ الحِفْظُ وكفى، بلا تدبُّر ولا فَهْم؛ لأنَّ التَّدبُّر يُؤخِّر الحفظَ؟ ما مقدار التَّدبُّر في دروس العلوم الشَّرعية في المدارس، خاصَّةً دروسَ التَّفسير؟ وهل يربِّي المُعلِّم طلاَّبَه على التَّدبُّر، أم على حفظ معاني الكلمات فقط؟



تُرى: ما مرتبة دروس التَّفسير في حِلَق العلم في المساجد: هل هي في رأس القائمة، أم في آخرها - هذا إنْ وُجِدَت أصلاً؟ ما مدى اهتمامنا بالقراءة في كتب التَّفسير من بين ما نقرأ؟ ومتى نقتنع أنَّ فوائد التَّدبُّر وأجرَه أعظمُ من التِّلاوة كهذِّ الشِّعر؟ أسئلةٌ تبحث عن إجابة؛ فهل من مُجيب؟[52].


[1] البرهان في علوم القرآن (2/ 171).

[2] انظر: العودة إلى القرآن (ص167)؛ تدبر القرآن، سليمان السنيدي (ص97).

[3] رواه البخاري، (4/ 2351) (ح7527).

[4] فضائل القرآن (ص195).

[5] تفسير القرطبي (15/ 192).

[6] التفسير الكبير (30/ 153-154).

[7] التبيان في آداب حملة القرآن (ص46) باختصار.

[8] الإتقان في علوم القرآن (1/ 283).

[9] صحيح مسلم بشرح النووي (6/ 80).

[10] انظر: مفتاح دار السعادة (ص215).

[11] رواه أبو داود (2/ 32) (ح1304)؛ والبيهقي في «الكبرى» (2/ 500) (ح4414)؛ وحسَّنه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (1/ 357) (ح1304).

[12] عون المعبود شرح سنن أبي داود (4/ 133).

[13] التحرير والتنوير (29/ 245-246).

[14] فتح الباري شرح صحيح البخاري (9/ 45).

[15] رواه أحمد في «المسند» (2/ 174) (ح6626)؛ والحاكم في «المستدرك» (1/ 740) (ح2036)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (2/ 720) (ح3882).

[16] انظر: فتح القدير (2/ 280).

[17] تفسير الطبري (6/ 201).

[18] تفسير السعدي (1/ 314).

[19] التبيان في آداب حملة القرآن (ص151-152). وانظر: تدبر القرآن (ص31-37).

[20] معجم الأدباء (5/ 256).

[21] تفسير القرطبي (1/ 21).

[22] تلبيس إبليس (ص145).

[23] تفسير السعدي (5/ 139).

[24] رواه البخاري، (3/ 1620) (ح5027).

[25] مجموع الفتاوى (13/ 403).

[26] تفسير ابن عطية (1/ 40)؛ تفسير القرطبي (1/ 26).

[27] انظر: تفسير القرطبي (1/ 41).

[28] رواه مسلم، (1/ 536) (ح772).

[29] الإتقان في علوم القرآن (1/ 283).

[30] أي: الحديث والخبر.

[31] مختصر منهاج القاصدين (ص56).

[32] رواه ابن ماجه (1/ 429) (ح1350)؛ وحسَّنه الألباني في «صحيح سنن ابن ماجه» (1/ 401) (ح1118).

[33] مفتاح دار السعادة (ص187).

[34] مختصر منهاج القاصدين (ص56).

[35] البرهان في علوم القرآن (1/ 471).

[36] رواه الطبراني في «الكبير» (2/ 50) (رقم 1251).

[37] رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (2/ 224) (رقم 8371) (7/ 145) (رقم 34847).

[38] رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (2/ 25) (رقم 6037).

[39] رواه ابن أبي الدُّنيا في «التَّهجُّد وقيام اللَّيل» (1/ 159) (رقم 53).

[40] الأذكار (ص87). وانظر: المجموع (2/ 187)؛ التبيان في آداب حملة القرآن (ص108).

[41] مفتاح دار السعادة (ص187).

[42] انظر: القواعد الحسان لتفسير القرآن (ص51).

[43] انظر: المصدر نفسه (ص65).

[44] انظر: البرهان في علوم القرآن (2/ 397) وما بعدها.

[45] التبيان في أقسام القرآن (ص3-4).

[46] البرهان في علوم القرآن (3/ 314).

[47] انظر: المصدر نفسه (3/ 315-324).

[48] تفسير ابن كثير (4/ 85).

[49] الجامع لأحكام القرآن (18/ 94).

[50] انظر: البرهان في علوم القرآن (3/ 284)؛ مناهل العرفان في علوم القرآن (ص277).

[51] الموافقات (3/ 859). وانظر: تدبر القرآن (ص132-139).

[52] انظر: تدبر القرآن: لماذا وكيف؟ إبراهيم بن عبد الرحمن التركي، مجلة البيان (عدد 144) (شعبان 1420هـ) (ص23).
]]>
قسم القرآن وعلومه انسان نادر https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46209
معنى كلمة ازواجا في الاية 88 من سورة الحجر https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46181&goto=newpost Tue, 07 May 2024 08:20:42 GMT السؤال معنى كلمة ازواجا في الاية 88 من سورة الحجر الجواب الحمد لله. معنى أزواجاً في الآية الكريمة: لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا... السؤال
معنى كلمة ازواجا في الاية 88 من سورة الحجر
الجواب
الحمد لله.

معنى أزواجاً في الآية الكريمة: لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ [الحجر: 88]

أي أصنافاًـ وأمثالاً وأشباهاً.

فزوج الشي هو مثيله ونظيره.

قال الزجاج: (أَزْوَاجًا مِنْهُمْ) أي ‌أمثالاً ‌في ‌النِّعَم معاني القرآن (3/ 186).

وقال القرطبي: "ومعنى أَزْوَاجًا مِنْهُمْ أي: أمثالًا في النعم، أي: الأغنياء بعضهم أمثال بعض في الغنى، فهم أزواج" "تفسير القرطبي" (10/ 56).

وقال الشوكاني: "والأزواج الأصناف، قاله ابن قتيبة. وقال الجوهري: الأزواج: القُرناء". فتح القدير للشوكاني (3/ 171).

وقال الأمين الشنقيطي رحمه الله: والمراد بالأزواج هنا: الأصناف من الذين متعهم الله بالدنيا «أضواء البيان" (3/ 237).

والمعنى: بعد أن ذكر الله في الله التي قبلها نعمة إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم القرآن والسبع المثاني.
قال له: لا تتطلع إلى ما أعطى الله أصنافاً من الأغنياء من متاع الدنيا.

قال ابن كثير رحمه الله: «لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم أي: استغن بما آتاك الله من القرآن العظيم، عما هم فيه من المتاع والزهرة الفانية» «تفسير ابن كثير" (4/ 548).

وقال القاسمي رحمه الله: «لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ يعني: قد أوتيت النعمة العظمى، التي كل نعمة، وإن عظُمت، فهي إليها حقيرة؛ وهي القرآن العظيم.

فعليك أن تستغني، ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به، من زخارف الدنيا وزينتها، أصنافا من الكفار، متمنيا لها؛ فإنه مستحقر بالإضافة إلى ما أوتيته" تفسير القاسمي محاسن التأويل (6/ 344).

وقال الأمين الشنقيطي رحمه الله: «لما بين تعالى أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - السبع المثاني والقرآن العظيم، وذلك أكبرُ نصيب، وأعظم حظ عند الله تعالى، نهاه أن يمد عينيه إلى متاع الحياة الدنيا الذي متع به الكفار؛ لأن من أعطاه ربُّه جل وعلا النصيب الأكبر، والحظ الأوفر؛ لا ينبغي له أن ينظر إلى النصيب الأحقر الأخس" "أضواء البيان" (3/ 237).

والله أعلم. ]]>
قسم القرآن وعلومه انسان نادر https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46181
تفسير سورة العصر ابن باز رحمه الله تعالى https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46180&goto=newpost Tue, 07 May 2024 08:18:55 GMT تفسير سورة العصر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد: أيها... تفسير سورة العصر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

أيها المستمعون الكرام؛ حديثي معكم اليوم في تفسير سورة العصر.

يقول الله جل وعلا: بسم الله الرحمن الرحيم وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] هذه السورة العظيمة مع قصرها قد اشتملت على بيان أسباب الربح وأسباب الخسران، فالرابحون هم الذين تخلقوا بهذه الأخلاق الأربعة من: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، هؤلاء هم الرابحون في الدنيا والآخرة.

والإيمان يقتضي أن يكون هناك علم بمضمونه، إذ الإيمان إنما يتحقق عن علم المؤمن بما أوجب الله عليه وما أخبر الله به ورسوله من أمر الآخرة وما كان وما يكون حتى يؤمن بذلك على بصيرة، فالإيمان يقتضي أن يكون هناك علم وبصيرة، ثم العمل الصالح وهو أداء الفرائض وترك المحارم، ثم التواصي بالحق والتواصي بأداء الواجبات وترك السيئات، والحرص على كل خير، والحذر من كل شر، ثم التواصي بالصبر على ذلك، إذ لا يمكن أن يؤدي العبد الإيمان على التمام، ويؤدي الأعمال الصالحات على التمام، ويؤدي التواصي بالحق والدعوة إلى الحق إلا بصبر على ذلك وعناية بهذا الأمر.

فالصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فالمؤمن يحتاج إلى الصبر في إيمانه وعمله ودعوته إلى الله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر وغير ذلك.

وقد أقسم الله  بالعصر -وهو الزمان الذي هو محل أعمال بني آدم من خير وشر- على أن بني الإنسان في خسران، يعني في نقص في أيامهم ولياليهم، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا إلا الذين تخلقوا بهذه الأخلاق الأربعة من: الإيمان، والعمل الصالح، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر.

فالواجب على كل ذي لب، الواجب على طالب النجاة، الواجب على الخائف من الله والراغب بما عنده أن يهتم بهذه الأمور الأربعة، وأن يعنى بها وأن يجتهد في تحقيقها، وذلك بالإيمان بالله ورسوله إيمانا صادقا يثمر العمل الصالح ويثمر التواصي بالحق ويثمر التواصي بالصبر.

فالمؤمن هو الذي عرف الله وآمن به سبحانه وآمن برسله عليهم الصلاة والسلام، وصدقهم فيما أخبروا به وآمن بما كان وما يكون على حسب ما أخبر به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وعلى حسب ما دل عليه كتاب الله ، هذا هو المؤمن، وهذا الإيمان الصحيح المتركز على الأدلة الشرعية يثمر العمل الصالح، فكل إيمان صادق يدعو إلى العمل والاجتهاد في الخير والتواصي بالحق والتواصي بالصبر عليه، وكلما حصل نقص في العمل أو في التواصي والدعوة أو في الصبر فما ذاك إلا من نقص الإيمان ومن ضعف الإيمان، وعلى حسب قوة الإيمان وكمال العلم يكون عمل الإنسان ويكون اجتهاده في الخير ويكون حذره من الشر، ويكون نصحه للعباد وتواصيه معهم بالحق وتواصيه معهم بالصبر.

والله  يقسم من خلقه ما شاء لتأكيد المقام، وبيان أن ما أقسم عليه مهم جدا، فقد أقسم  بالسماء ذات البروج، وبالشمس وضحاها، وبالضحى، وبالتين، وبغير ذلك ليدل عباده على أن ما أقسم به من آكد الأمور ومن مهمات الأمور، وفيما أقسم به  آيات وعبر ودلائل على قدرته سبحانه، وأنه رب العالمين وأنه الخلاق العليم، وأنه المستحق لأن يعبد ويعظم ويطاع جل وعلا، فالعصر الذي هو الليل والنهار ويطلق أيضا على آخر النهار هو محل أعمال بني آدم، وهو من آيات الله ، وهكذا السماء وبروجها، وهكذا الأرض، وهكذا التين والزيتون، وهكذا جميع ما أقسم الله به سبحانه كله من آياته ، ومن براهين قدرته العظيمة وحكمته، وأنه رب العالمين، وأنه المستحق لأن يعظم ويجل .

أما المخلوق فليس له أن يقسم إلا بالله ، العبد ليس له أن يقسم إلا بربه  كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت، وقال عليه الصلاة والسلام: من حلف بالأمانة فليس منا، وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك وكثير من الناس عندهم تساهل بهذا الأمر، تجد بعض الناس يقسم بشرف فلان وحياة فلان، وبالنبي عليه الصلاة والسلام، وبالأمانة وبالكعبة وبغير ذلك، وهذا نقص في الإيمان وضعف في التوحيد، لأن القسم بغير الله من الشرك الذي حرمه الله.

فيجب عليك أيها المؤمن أن تحذر هذا المنكر، وأن تعود به لسانك الحلف بالله وحده، وأن تحذر الحلف بغيره  كائنا من كان، فالله سبحانه هو الذي يعلم حالك، ويعلم صدقك وكذبك، ويعلم سريرتك وهو الذي يقدر أن يثيبك ويعاقبك جل وعلا، فعليك أن تقسم به وحده وأن تؤدي حقه ، وأن تكون في سائر أحوالك مستقيما على الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر عليه، وبهذا تربح الربح الكامل وتسعد في الدنيا والآخرة، وتنجو من عذاب الله الذي أوعد به من أعرض عن هذه الخصال ولم يستقم عليها.

والصلاة والزكاة والصيام والحج وسائر ما أمر الله به ورسوله كله داخل في الإيمان والعمل الصالح، والدعوة إلى الله  والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوجيه الناس إلى الخير وإرشادهم إلى أسباب النجاة وتحذيرهم من أسباب الهلاك كل هذا داخل في التواصي بالحق والصبر عن محارم الله، والصبر على طاعة الله والصبر على كل ما شرعه الله، كل هذا داخل في قوله: وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:3].

فعلينا معشر المسلمين أن نجاهد أنفسنا في هذا الأمر أن نجاهدها في الإيمان حتى نؤمن إيمانا صادقا بالله ورسوله، بكتب الله، بالملائكة، باليوم الآخر، بالقضاء والقدر، وحتى نصدق إيماننا بالأعمال الصالحات، ومن الإيمان أيضا أن نؤمن بما أخبر الله به ورسوله من أخبار الماضين وأخبار يوم القيامة وأخبار الجنة والنار إلى غير ذلك، فكل ما أخبر الله به ورسوله عليه الصلاة والسلام مما صح عن رسول الله فعلينا أن نؤمن به ونصدق به على حسب علمنا إجمالا وتفصيلا.

كما أن علينا نتيجة هذا الإيمان وثمرة هذا الإيمان علينا أن نصدق إيماننا بالعمل الصالح بأداء فرائض الله وترك محارم الله والوقوف عند حدود الله، وعلينا أيضا أن نحقق هذا الإيمان بالدعوة إلى الله والتوجيه إليه وإرشاد العباد إلى ما خلقوا له، وتحذيرهم من أسباب الهلاك والتواصي معهم على كل خير، وعلى ترك كل شر، وعلينا مع ذلك أن نصبر على ذلك، وأن نتواصى بالصبر، فهذا هو طريق النجاة وسبيل السعادة.

وكلما أخل الإنسان بشيء من هذه الأمور ناله من الخسران بحسب ذلك، فإن ضعف إيمانه حتى أخل بشيء من الأعمال الصالحات بأن ضيع بعض الواجبات أو ركب بعض المحارم صار ذلك نقصا عليه ونوعا من الخسران الذي يحصل له، وهكذا إذا ضعف تواصيه بالحق أو ضعف صبره صار نقصا في إيمانه وصار من أسباب الخسران الذي يناله بقدر ذلك.

فعلى المؤمن أن يحافظ غاية المحافظة على كل ما أوجب الله عليه، وأن يحذر كل ما حرم الله عليه حرصا على تمام الربح وحذرا من سائر أنواع الخسران.

والله جل وعلا هو المسؤول  أن يوفقنا والمسلمين جميعا لما فيه رضاه، وأن يهدينا صراطه المستقيم، وأن يرزقنا تمام الربح والسلامة من الخسران، إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه. ]]>
قسم القرآن وعلومه انسان نادر https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46180
تفسير قوله تعالى: (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46142&goto=newpost Sat, 04 May 2024 14:33:29 GMT تفسير قوله تعالى: (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا)
تفسير القرآن الكريم


♦ الآية: ﴿ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾.

♦ السورة ورقم الآية: النساء (99).

♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: قال تعالى: ﴿ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾.

♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَأُولئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ، يَتَجَاوَزَ عَنْهُمْ ﴾، وَعَسَى مِنَ اللَّهِ وَاجِبٌ، لِأَنَّهُ لِلْإِطْمَاعِ، وَاللَّهُ تعالى إذا أطمع عبدا أوصله إِلَيْهِ، ﴿ وَكانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴾، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كُنْتُ أَنَا وَأُمِّي مِمَّنْ عَذَرَ اللَّهُ، يَعْنِي الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَكَانَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو لِهَؤُلَاءِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي الصَّلَاةِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ أَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّعِيمِيُّ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَنَا مُعَاذُ بْنُ فُضَالَةَ أَنَا هِشَامٌ عَنْ يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَالَ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ: قَنَتَ اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ اللَّهُمَّ أَنْجِ الوليد بن الْوَلِيدَ اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدُ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يوسف» يجهر بذلك. ]]>
قسم القرآن وعلومه انسان نادر https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46142
تفسير يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ر https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46141&goto=newpost Sat, 04 May 2024 14:30:39 GMT تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم ... تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين}

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

تفسير قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾


قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ [البقرة: 208 - 210].



قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾.



قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «إذا سمعت الله يقول ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ فأرعها سمعك فهو خير يأمر به أو شر ينهى عنه»[1].



﴿ ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ﴾ قرأ ابن عامر وأبو جعفر وابن كثير والكسائي (السَّلم) بفتح السين، وقرأ الباقون ﴿ السِّلْمِ ﴾ بكسرها.



ومعنى القراءتين واحد، والمعنى: ادخلوا في الإسلام كافة. قال الشاعر:

وعدت عشيرتي للسَّلم لما
رأيتهموا تولّوا مدبرينا
فلست مبدِّلًا بالله ربًّا
ولا مستبدلًا بالسَّلم دينًا[2]


والإسلام هو الاستسلام لله تعالى بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك، أي: الاستسلام لله ظاهرًا وباطنًا.



﴿ كَافَّةً ﴾: حال من «السلم»، أي: ادخلوا في الإسلام جميعًا، أي: التزموا وامتثلوا جميع شرائع الإسلام وأحكامه الظاهرة والباطنة، فعلًا للمأمورات واجتنابًا للمنهيات. وهذا هو مقتضى الإيمان الذي وصفهم الله تعالى وشرفهم به، وفي هذا حض وحث لهم على الاستقامة حقًّا على الإيمان والإسلام والثبات على ذلك والاستزادة منه؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ﴾ [النساء: 136].



ويحتمل أن تكون ﴿ كَافَّةً ﴾ حالًا من الواو في قوله: ﴿ ادْخُلُوا ﴾، أي: ادخلوا جميعًا في الإسلام، أي: ككلم.



ولا مانع من حمل الآية على الاحتمالين معًا، إذ لا تنافي بينهما، فهم مأمورون بتطبيق أحكام الإسلام كلها، ومأمورون بالدخول في الإسلام كلهم.



﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾ أمرهم بالدخول بالإسلام كافة، ثم نهاهم عما يصدهم عن ذلك، وهو اتباع خطوات الشيطان.



قرأ نافع وأبو عمرو وحمزة وخلف وأبو بكر عن عاصم بإسكان الطاء: ﴿ خُطْوَات ﴾، وقرأ الباقون بضم الطاء: ﴿ خُطُوَاتِ ﴾.



و﴿ خُطُوَاتِ ﴾: جمع «خطوة»، وهي في الأصل: ما بين قدمي الماشي.



و﴿ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ﴾: طرقه ومسالكه وما هو عليه وما يأمر به من الكفر والاستكبار والخروج عن طاعة الله والفحشاء والمنكر.



كما قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ ﴾ [البقرة: 169].



﴿ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ الجملة تعليل للنهي السابق، و«إنَّ» للتوكيد، فيها توكيد شدة عداوة الشيطان للمؤمنين.



و«العدو»: ضد الولي، وهو من يحب لك الشر، و«مبين»: بيِّن العداوة ظاهرها ومظهرها، ولهذا يجب الحذر منه، واتخاذه عدوًا، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6].



قوله تعالى: ﴿ فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.



نهى الله عز وجل عن اتباع خطوات الشيطان لعداوته البينة للمؤمنين، ثم أتبع ذلك بالتحذير عن الميل والعدول عن الحق بعد بيانه، والوعيد لمن فعل ذلك في إشارة واضحة إلى أن ذلك من أعظم الاتباع لخطوات الشيطان.



قوله: ﴿ فَإِنْ زَلَلْتُمْ ﴾ الفاء: عاطفة، و«إن»: شرطية، و﴿ زَلَلْتُمْ ﴾ فعل الشرط، وجوابه: ﴿ فَاعْلَمُوا ﴾.



﴿ زَلَلْتُمْ ﴾: وقعتم في الزلل، وهو الخطأ والميل والعدول عن الحق.



فمعنى ﴿ زَلَلْتُمْ ﴾ أخطأتم وعدلتم وملتم عن الحق، وسمي العدول والميل عن الحق زللًا؛ لأن فيه الهلكة، نسأل الله تعالى العافية.



﴿ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾ «ما»: مصدرية، و﴿ الْبَيِّنَاتُ ﴾: صفة لموصوف محذوف، أي: الآيات البينات، أي: الواضحات في ألفاظها ومعانيها وأحكامها، والمعجزات والدلائل على الحق.



والمعنى: فإن عدلتم عن الحق من بعد مجيء البينات إليكم، أي: عن علم ويقين منكم.



﴿ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾: جواب الشرط، وفيه تحذير وتهديد ووعيد لمن مال وعدل عن الحق، كما قال تعالى: ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 30]؛ أي: فاعلموا أن الله عزيز القهر والغلبة والقوة والامتناع، لا يُعجزه شيء من الانتقام ممن عصاه، ولا يفوته هارب، ولا يغلبه غالب، لا تضره معصية العاصي، كما لا تنفعه طاعة المطيع.



﴿ حكيمٌ ﴾ أي: ذو الحكم التام في كل ما قدره من أحكام كونية؛ من إضلال من ضل من الخلق من هؤلاء وغيرهم، وهداية من اهتدى، وغير ذلك، وهو ذو الحكم التام في كل ما شرعه، وذو الحكم العدل في جزائه ومعاقبة من عصاه، وإثابة من أطاعه، وذو الحكمة البالغة في قدره وشرعه وجزائه.



قوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾.



نهى الله عز وجل في الآيتين السابقتين من اتباع خطوات الشيطان، وحذر من الميل والعدول عن الحق، وتوعد من فعل ذلك، ثم أكد حصول هذا الوعيد وقربه، فقال: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾ الآية.



قوله: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ ﴾ (هل): للاستفهام الإنكاري، ويفيد النفي المحقق، أي: ما ينظرون، وفيه التفات من الخطاب إلى الغيبة للتنبيه.



و﴿ يَنْظُرُونَ ﴾ بمعنى «ينتظرون»، أي: ما ينتظر هؤلاء الذين عدلوا عن الحق ﴿ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾ الآية؛ لأن «نظر» إذا عديت بـ«إلى» فهي بمعنى النظر بالعين، كما قال تعالى: ﴿ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 77]، وإذا لم تعدّ فهي بمعنى الانتظار، كما في قوله هنا: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ ﴾.



﴿ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ ﴾ «إلا»: أداة حصر، و«أن» والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول ﴿ يَنْظُرُ ﴾ أي: إلا إتيان الله يعني: يوم القيامة؛ لفصل القضاء بين العباد، كما قال تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ﴾ [الأنعام: 158]، والإتيان بمعنى المجيء، كما قال: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [الفجر: 22]، وهو إتيان ومجيء حقيقي يليق بجلاله وعظمته عز وجل.



﴿ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾ «في» هنا بمعنى «مع»، والمعنى: إلا أن يأتيهم الله مع ظلل من الغمام، أي: مصاحبًا لهذه الظلل، ولا يصح أن تكون «في» للظرفية؛ لأن الله- سبحانه وتعالى- أجل وأعظم وأعلى وأكبر من أن يحيط به شيء من مخلوقاته؛ كما قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255]، وقال تعالى: ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [سبأ: 23] ،وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]، وقال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ﴾ [الرعد: 9].



وقوله: ﴿ ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ ﴾ «ظلل» جمع (ظلة)، أي: ظلة داخل ظلة، وهي ما يستر من الشمس، فهي في غاية الإظلام والهول والمهابة.



و«الغمام» جمع «غمامة» وهو السحاب، أو السحاب الأبيض الرقيق، قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا ﴾ [الفرقان: 25].



﴿ وَالْمَلَائِكَةُ ﴾ قرأ أبو جعفر «والملائكةِ» بالجر عطفًا على ظلل، وقرأ الباقون «والملائكةُ» بالضم عطفًا على لفظ الجلالة «الله»، أي: وتأتيهم الملائكةُ.



كما قال تعالى في سورة الفجر: ﴿ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ﴾ [الفجر: 22]، «الملك» جنس الملائكة، أي: والملائكة ﴿ صَفًّا صَفًّا ﴾، أي: صفًا بعد صفٍ.



﴿ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾: يحتمل أن تكون الواو: عاطفة، والجملة في محل نصب معطوف على قوله: ﴿ أَنْ يَأْتِيَهُمُ ﴾، فيكون قوله: ﴿ قُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ مما ينتظر، أي: هل ينتظرون إلا إتيان الله في ظلل من الغمام، وإتيان الملائكة، وقضاء الأمر.



ويحتمل أن تكون الواو استئنافية فالجملة مستأنفة وجاء التعبير بصيغة الماضي؛ لقربه وتحقق وقوعه، وجاء بصيغة ما لم يسم فاعله؛ تعظيمًا للأمر، كما في قوله تعالى: ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [هود: 44].



وانقضاء الأمر: انتهاؤه، والأمر هو الشأن، أي: وانتهى شأن الخلائق وحسابهم، وفصل بينهم، وانتهى كل شيء، فلا اعتذار ولا استعتاب، وجوزي كلٌ بعمله، وصار كلٌّ إلى مصيره، ومأواه، أهل الجنة إلى الجنة، نسأل الله من فضله، وأهل النار إلى النار، نسأل الله السلامة.



كما قال تعالى في سورة الزمر: ﴿ وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ * وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الزمر: 69- 75].



﴿ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾.

قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب: «تَرجِعُ الأمور» بفتح التاء وكسر الجيم، وقرأ الباقون: ﴿ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴾ بضم التاء وفتح الجيم.



«إلى الله» متعلق بـ «ترجع»، وقدم عليه؛ لإفادة الحصر والاختصاص، أي: وإلى الله وحده، لا إلى غيره ترد الأمور كلها أمور الدنيا والآخرة الدينية والدنيوية، الكونية والشرعية والجزائية، وإليه سبحانه يرد الخلائق كلهم وعليه حسابهم وغير ذلك، كما قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 123]، وقال تعالى: ﴿ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 53]، وقال تعالى: ﴿ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 40] ،وقال تعالى: ﴿ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ﴾ [الغاشية: 25، 26].


[1] أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» (3 /902)- الأثر (9027).

[2] البيتان لامرئ القيس الكندي يدعو بها قومه كندة إلى الرجوع إلى الإسلام لما ارتدوا مع الأشعث بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، انظر: «جامع البيان» (3 /597)، «الوحشيات» ص (75).
]]>
قسم القرآن وعلومه انسان نادر https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46141
لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46020&goto=newpost Tue, 16 Apr 2024 08:12:34 GMT ،، قال تعالى (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ... ،،

قال تعالى
(لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)
لهذه الايه سبب نزول


وهو

لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك» بالحديبية
«تحت الشجرة» هي سمرة، وهم ألف وثلثمائة
أو أكثر ثم بايعهم على أن يناجزوا قريشا وأن
لا يفروا من الموت «فعلم» الله «ما في قلوبهم»
من الصدق والوفاء «فأنزل السكينة عليهم
وأثابهم فتحا قريبا» هو فتح خيبر بعد
انصرافهم من الحديبية.





وكانت بالحديبية ، وهذا خبر الحديبية
على اختصار : وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
أقام منصرفه من غزوة بني المصطلق في شوال ،
وخرج في ذي القعدة معتمرا ، واستنفر الأعراب
الذين حول المدينة فأبطأ عنه أكثرهم ، وخرج النبي -
صلى الله عليه وسلم

،، ]]>
قسم القرآن وعلومه السفيره https://www.al-taleed.com/vb/showthread.php?t=46020