عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2012   #4


الصورة الرمزية شروق الامل
شروق الامل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1079
 تاريخ التسجيل :  Jun 2012
 أخر زيارة : 05-02-2014 (07:57 PM)
 المشاركات : 5,164 [ + ]
 التقييم :  23321
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونتى من القلب لفلسطين الابية



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
د. فوزي السمهوري
لم يبق شعب بين شعوب العالم محتل وطنه ومحروم من دولة مستقلة يعيش في ظلّها بحريّة وعزّة وكرامة إلاّ الشعب الفلسطيني، الذي يناضل منذ أكثر من ستة عقود من أجل حريته وتحرير وطنه.
لقد قدّم الشعب الفلسطيني ولا زال يقدّم الآلاف من الشهداء الذين مضوا على طريق الحرية والتحرير، كما قدّم آلاف الشباب الفلسطينيين، "الذين تمّ أسرهم منهم من أطلق سراحه ومنهم من لا يزال أسيراً في المعتقلات الصهيونية منذ سنوات طويلة بل والكثير منهم منذ عقود"، زهرة شبابهم من أجل الوطن.
نعم لقد تم الاتفاق على تحرير 1027 أسيرا وأسيرة حرب بين حركة حماس ومجرمي الحرب الصهاينة في عملية تبادل مع الأسير شاليط بعد سنوات طويلة راهن بها قادة الكيان الصهيوني على "قدرتهم الخارقة" بتحريره بالقوة أو بالنيل من إرادة المقاومة لحركة حماس خاصة وللشعب الفلسطيني عامة.
فماذا تعني هذه العملية التبادلية؟
1- لحركة حماس:
إنّ هذا الانجاز لحماس بقدرتها على تحرير ألف وسبع وعشرين أسيراً هو انتصار للشعب الفلسطيني على غلاة التطرّف والإرهاب الإسرائيلي في ظلّ الاحتلال الكبير لموازين القوى الذي يميل لصالح دولة الاحتلال الإسرائيلي.
كما يعني أنّ حماس ناضلت وتناضل من أجل عموم الشعب الفلسطيني بانتماءاته المختلفة، فالأسرى منتمون لجميع الفصائل الفلسطينية المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية أو خارجها.
كما يعني أنّ قادة حماس تتمتع بقدرة عالية على الصبر وعلى التعامل مع قضايا مهمة وحساسة بنَفَس طويل وببرودة أعصاب.
2- للكيان الصهيوني:
إنّ الاتفاق على إطلاق سراح الأسرى هو رضوخ حقيقي لإرادة ولشروط حركة حماس التي تصفها دائماً بأنّها حركة إرهابية.
كما يعني اعترافها بعجزها وفشلها بتحرير الجندي شاليط بالرغم من كل ما تملكه من قدرات عسكرية وسياسية وتكنولوجية.
كما يعني هزيمة حقيقية لها سياسية ومعنوية بعد فشلها العسكري إبّان العدوان الهمجي على قطاع غزة في كانون أول 2008.
كما يعني عجزها عن النيل من إرادة المقاومة والصمود للشعب الفلسطيني أمام الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كما يعني أنّ تنازلها لشروط حماس هو بداية النهاية لجبروتها وغطرستها، فقد انعكس استمرار أسر شاليط إلى قضية داخلية إسرائيلية هددت ولا زالت تهدد "الأمن والاستقرار الداخلي" للكيان الغاصب، وقد تجلّى ذلك في مسيرات الغضب لمناصري شاليط.
وأمّا الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها فتتمثل في عدد من النقاط منها:
أولاً: أنّ اللغة الوحيدة التي يفهمها قادة الكيان الصهيوني هي لغة القوة.
ثانياً: أنّ للمفاوضات أمل أن تثمر وتحقق نتائج إيجابية إذا ما اقترنت بالتسلّح بعوامل القوة والعمل على تعديل معادلات اللعبة.
ثالثاً: ضرورة وضع المصلحة الفلسطينية العليا على قمة الأهداف والأولويات، دون النظر إلى تحقيق مصالح فصائلية ضيقة.
رابعاً: أنّ المطلوب من جميع القوى الفلسطينية التوافق على برنامج عمل واستراتيجية واضحة بهدف الوصول إلى تحرير ما يمكن من فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
خامساً: الإيمان الراسخ بأنّ إرادة النضال والمقاومة أقوى من قوة وإرادة العدو مهما بلغت قوته العسكرية والسياسية المدعومة من القوى الغربية وخاصة أمريكا.
فهلاّ التمست القوى الفلسطينية طريقها الذي يؤدّي إلى التحرير والدولة مدعومة بحقّها التاريخي وبقوة الأمة العربية والإسلامية والصديقة؟


 

رد مع اقتباس