عرض مشاركة واحدة
قديم 06-09-2012   #69


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (06:05 PM)
 المشاركات : 10,318 [ + ]
 التقييم :  623076150
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)




( امتحان القضاة لبعضهم )



يحكى في زمن من الأزمان أنه كان يوجد في تاريخ القضاء والعرف في شبه الجزيرة العربية أسرتين قد بلغ فيهم العرف والذكاء وسرعة البديهة وقوة الفطنة مايفوق نسبة الامتياز في خلق البشر وقيل أن هذه الظاهرة قد أصبحت غريزة فطرية في جميع أفراد هاتين الأسرتين رجالا ونساء وأطفالا .


وكانت الأسرة الأولى توجد في اليمن والأسرة الثانية توجد في الشام والمراد بالشام هو شمال الجزيرة العربية وكانوا يعرفون لدى أهل زمانهم باسم قاضي الشام وقاضي اليمن والبعض يقول شاعر الشام وشاعر اليمن وكانوا هم أيضا يسمعون عن بعضهم وكانوا الناس يغايرون بينهم ويودوا فيما لو اشتعلت بينهم قضية من القضايا ليعرفوا أيهما أقوى وأدهى من الآخر ولكن قاضي الشام كان لايهتم بما يسمع من كلام الناس أما قاضي اليمن فهو قد حمي حديده لأنه حجازي والحجازي كما هو معروف دمه فوار وغالبا يملك العقل ولايملك الصبر وفي يوم من أيامه قرر أن يسأل عن زميله قاضي الشام ويذهب إليه ليختبره وعندما وصل إلى أرضه في الشام سأل عن بيته وحل ضيفا عند أهله وكان هو غير موجود في تلك اللحظة فغابت الشمس وقدم العشاء وهو لم يعود إلى بيته . فرحبت به بنت القاضي وقالت :

ياضيفنا قم تعش وأنشدك عن أربع طعش حاضرات ثنين وغايبات ثنعش ؟

فحل لها لغزها وهو السبع السموات والسبع الأراضي .


وقال لنفسه هذا امتحان البنت فكيف بأبيها .


وبعد لحظات وصل القاضي ( قاضي الشام ) ووجد الضيف في بيته ولكن لايعلم عن الضيف شيءأكثر من إنه ضيف وعليه صفات أهل الجنوب ونطقهم أيضا وكان يحدث الضيف والضيف يحدثه طول ليلتهم وكل ما حاول أن يهي الحديث وينسحب عن الضيف ليتركه ينام قال الضيف أنا لم أرغب في النوم الآن فحدثني قليلا ثم جلس واستنأفوا الحديث مرة ثانية وهكذا حتى انهارت قوى قاضي الشام من شدة النوم وما أن أغمض عيناه ونام وهو متكيء في مجلسه قطع عنه الضيف الكلام وتركه ينام بعض الوقت حتى ذهب في غيبوبة النوم فقال وهجم عليه وأمسك بأذنيه وصار يدق رأسه على الأرض ويردد هذه العبارات بقوله :


نامي نامي أنا سيلك تحت ليلك قشع بيتك هو وعمده والبحر انفجر قم سده قم سده قم سده


فرد عليه قاضي الشام بقوة بديهته قبل أن تفتح عيناه وهو يهمهم ويقول :


أنا نامي بحرن زامي وإن خضيته جاك زبده والجراد انتشر قم عده قم عده قم عده


فغفا عنه واستيقظ من جديد وقال له ماذا حملك على هذا العمل ياضيف الرحمن فأخبره الضيف بكل شيء ثم قال وأما الآن هذا اعترافي لك بأنك أفهم مني وأعقل .





( الحكيم لاتصعب عليه الحكمة )


قالوا بعض الفضوليين من الشباب الأذكياء اليوم نود أن نمتحن أحد القضاة بقضية عمياء وأبوابها مغلقة ومفاتيحها ضايعة ونحن أصحابها خصمين أعوجين ندلي بشيء غير معقول ثم نرى بعد ذلك كيف يقضي القاضي فذهبوا إليه :


قال الأول مدعيا :

أنا اعنا الله ثم أعناك ياقاضينا ياللي بالحق ترضينا برفيقي هذا ثم أشار إليه وقال : حذفني بحذفه لاصابتني ولا أخطتني ولاتعدت وراي ولاقصرت من دوني ثم سكت .


قال الثاني وهو المدعى عليه :

أنا أبرى الله من طقه وأنفض جيبي عن حقه وإنما أنا مشر لاجاحد ولا مقر واسمعهم مثلك يصيح ولانعرف الكذب من الصحيح وإذا وردوا علي الشهود ماني جحود .


قال القاضي :

روح ودور السبوح مع بني سالم ومع مسروح وهات شاهدين لاهم مع الحيين ويحضرون ولاهم مع الموتى ويذكرون وإذا لقيتهم خلهم وإذا ما لقيتهم هاتهم فوافقوا على ذلك .


وقالوا له : إذا ذهبنا من عندك الآن انتظرنا في محلك هذا حتى نود إليك بشهودنا فقام وهم موجودين وغير مكانة فاستنكروا من حركته الأخيرة وسألوه عن سبب تغييره لمكانه .


فقال لهم : الباطل أعمى والحق بصير فإذا عدتم إليه والحق معكم فهو يدلكم وإذا هو الباطل فهو يظلكم وهذا أخير أن لاتجدوني في مكاني هذا .




( لكل سؤال جواب ولكل قضية قضاة )

فذهبوا الفضولية إلى قاضي آخر وهم يتحججون على بعضهم بحججهم المحرجة وامتحانهم الأعوج وطلب المستحيل بين أيدي القضاة وكان على القاضي لا بد أن يأتي بالحل .


قال الأول مدعيا :

أنا اعنا الله ثم أعناك ياقاضينا ياللي بالحق ترضينا برفيقي هذا الذي أطلق على جملي زهمة من راس قمعة وجفل منه بعيري وكصمه يوم شافه وارتاع ثم فز ثم فاع وانكسر منه كراع .


قال الثاني وهو المدعى عليه :

نعم هو صادق يالقاضي ولكن بعيره التهيم خشير الهيم أعور من جنب وأجنف من جنب واجرب كله هو عليه احلاه وانا علي اشراه .


حكم القاضي :

قال القاضي لصاحب البعير خصمك اعترف وإنما عليك أن تذهب وتبحث عن البعير الذي تتوفر فيه صفات بعيرك الأجرب الأجنف الأجرب المريض حتى يشتريه لك . وإذا بعيرك صحيح وسليم من العيوب قدم بيناتك ويشتري لك مثله ما دام أنه اعترف لك بحادثة الجمل .


قال المدعي :

جملي سليم وهل تكون البينة على غير عينة ياحضرة القاضي ؟


قال القاضي :

نعم دورها عند ثنين الأول كبير البطنة قليل الفطنة الهطل اللي اذنه ياصل متنه . والثاني كبير الغارب محلوق اللحية والشارب مايعرف الطيب من الذارب .


قال المدعي :

هؤلاء خصمي مايرضاهم واللي غيرهم وين القاهم ؟ لكن يعوضني الله وانت يعينك على مثلي انا ورفيقي .


 
 توقيع : مفرح التليدي



رد مع اقتباس