عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2013   #5


الصورة الرمزية مفرح التليدي

 عضويتي » 948
 جيت فيذا » Jan 2012
 آخر حضور » منذ 2 يوم (09:28 PM)
مواضيعي » 574
آبدآعاتي » 10,318
تقييمآتي » 5000
الاعجابات المتلقاة » 41
الاعجابات المُرسلة » 17
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »  ذكر
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  »
 التقييم » مفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحاب
مشروبك  »مشروبك
قناتك  » قناتك
ناديك  » اشجع


اوسمتي

مفرح التليدي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)




بالشكر تدوم النعم (1)

المقدمة

الحمدلله الذي بحمده وشكره تدوم النعم , وبطاعته تندفع العقوبات والنقم , والصلاة والسلام على رسوله وصفوته من خلقه النبي المصطفى الأكرم , وعلى آله واصحابه مصابيح الدجى وخيار الأمم , ومن اتبع سنته واهتدى بهديه فنجا وسلم , أما بعد :
أيها الإخوة المسلمون : تذكروا نعم الله عليكم وما أكثرها , تذكروا آلاء الله عليكم وما أعظمها , تذكروا فضائل الله عليكم وما أجلها , يقول تعالى : ( وأما بنعمة ربك فحدث )الآية الأخيرة من سورة الضحى . ويقول تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )الآية من سورة النحل . فتذكروا هذه النعم , وارعوها حق رعايتها , بشكر الله المنعم بها عليكم بالأفعال والأقوال وليس بالأقوال فقط , بأداء حقوقها طاعة لله , والتماسا لرضاه , وطمعا في ثوابه وما أعده لعباده الشاكرين من حسن الجزاء , وعيش السعداء , فكل نعمة أنعم الله بها على العبد لها حقوق معلومة , يتوجب عليه أن يؤديها شكرا له وامتنانا , وبهذا يكون جديرا بنعمة الله عليه , ويبارك الله له في تلك النعمة - سواءا كانت حسية أو معنوية - , ويوفقه فيها , ويجعلها عونا له على طاعته , وسببا في نجاحه وفلاحه وسعادته دنيا وآخرة , فإن الله قد وعد عباده الشاكرين له على نعمه بأن يزيدهم منها , وأن يديمها عليهم , وأن يباركها لهم , والله منجز وعده (إن الله لا يخلف الميعاد) الآية 31 من سورة الرعد . يقول تعالى : ( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) الآية من سورة إبراهيم . وهي تتضمن وعدا إلهيا عظيما من رب العزة والجلال لعباده الشاكرين له على نعمه بأنه سيزيدهم منها , ووعيدا شديدا للكافرين به وبنعمه عليهم بأن عذابه لهم سيكون شديدا , والله منجز وعده لأهل طاعته ووعيده فيمن عصاه وخالف أمره ,( إن الله لا يخلف الميعاد). فينبغي على كل إنسان أن يحذر كل الحذر من التعرض لسخط الله , وأن يشكر الله على نعمه وآلائه بأداء حقوقها طاعة له وامتنانا , وأن يتذكر أن الله قد خصه بمكارم عظيمة لم يحظ بها أي مخلوق آخر من مخلوقاته , وشرفه بمزايا جليلة لم ينلها أي كائن آخر من كائناته , وأول تلك المكارم والمزايا أنه خلقه بيديه المقدستين ؛ - يعني صنعه صناعة - ؛ وهذا لم يحصل لأي مخلوق أو كائن آخر من مخلوقات الله تعالى , فإن جميع مخلوقات الله ما علمنا منها وما لم نعلم , ما رأينا منها وما لم نرى , قال الله لها : كوني ؛ فكانت , إلا الإنسان - آدم عليه السلام الذي هو أبو جميع البشر الموجودين على هذه المعمورة - ؛ فإن الله خلقه بيديه المقدستين الكريمتين ؛ وهي المكرمة الأولى ؛ وأما المكرمة الثانية : فإنه نفخ فيه من روحه المقدسة ؛ وأما المكرمة الثالثة : فإنه علمه الأسماء كلها ؛ وأما المكرمة الرابعة : فإنه أمر ملائكته المطهرين بالسجود له - سجود تكريم لا سجود عبادة حيث كان السجود مشروعا للأنبياء والصالحين على وجه التكريم والإحترام لهم , وذالك قبل بعثة محمد صالله عليه وسلم , فلما ختم الله النبوة والرسالة بنبوة ورسالة سيد الخلق أجمعين , وخاتم النبيين , وأشرف المرسلين , أكمل برسالته الدين , فنسخ الله فيها السجود لغيره إلى يوم الدين , وذلك صيانة وحماية لجناب التوحيد من كل شبهة ينفذ منها أهل الشبهات , فيستغلونها في بذر بدع الشرك والضلال , ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " - يعني : للعظيم حقه عليها - . - ؛ وأما المكرمة الخامسة : فإنه أدخله جنته ؛ فلما نسي آدم ما أمره به الله وما نهاه عنه , وعصاه وخالف أمره , اقتضت مشيئة الله سبحانه إخراجه منها وإنزاله إلى الأرض عقوبة له , كما جاء بيانه في قوله تعالى : ( وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) الآيتان من سورة طه . وأنعم عليه بنعمة العقل والعلم والنطق والفهم , واستخلفه وذريته على هذه المعمورة إلى يوم الدين ؛ وحمله وذريته بأمانته ؛ ووعده بأن يعيده إلى جنته مع من صلح من ذريته , وسخر له ولذريته ولمنفعتهم كلما على هذه المعمورة وما يتصل بها من آياته ومخلوقاته ؛ انظروا إلى قوله تعالى : ( ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) الآية من سورة لقمان . فهذه المكارم العظمى التي خص الله بها آدم عليه السلام وشرفه بها من بين سائر مخلوقاته , يشمل شرفها ويعم فضلها جميع ذريته إلى يوم الدين , يقول تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)الآية من سورة الإسراء . وقد فصل الله لنا تلك المكارم التي خص بها الإنسان في كثير من سور القرآن الكريم في مقدمتها : سور البقرة والأنعام والأعراف والنحل وطه وغيرها . وأما نعم الله التي أنعم بها على الناس عموما فلا يحصيها إلا هو جل جلاله , وكما قال تعالى : ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) الآية من سورة إبراهيم . ويقول تعالى : ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون * الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناءاو أنزل من السماء ماءا فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون)الآيتان من سورة البقرة . والآيات التي بين الله فيها نعمه على الناس كثيرة جدا وكذالك الأحاديث . نعم أيها الإخوة إن الإنسان ظلوم لنفسه وغيره منذ أن حمل أمانة ربه على هذه المعمورة - إلا من رحم الله - وإنه لكافر بنعم الله عليه منذ وجوده على هذه المعمورة - إلا من رحم الله - وهذه سنة الله فيه منذ أن توعده عدو الله وعدوه ـ إبليس لعنه الله - عندما حسد أبونا آدم عليه السلام على تلك المكارم العظمى التي شرفه الله بها وخصه بها من بين سائر مخلوقاته , فرفض مشاركة الملائكة في تنفيذ أمرالله بالسجود له , فطرده الله من رحمته , وكتب عليه اللعنة إلى أبد الآبدين , فلما رأى عدو الله ما آل إليه أمره , أقسم لينتقمن من آدم وذريته إلى يوم الدين , كما جاء بيانه في القرآن الكريم : ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغويتهم أجمعين * ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) . والآيات الواردة في عرض قصة إبليس وجنوده مع آدم وذريته كثيرة جدا وكذالك الأحاديث , والآيات التي حذر الله فيها آدم وذريته من إبليس وجنوده كثيرة جدا وكذالك الأحاديث , يقول تعالى : ( ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله لغني عن العالمين ) . نعم أيها الإخوة المسلمون : إن من أوجب الواجبات على العباد أن يشكروا الله على نعمه , بالأقوال والأفعال وليس بالأقوال فقط , بأداء حقوقها عليهم طاعة لله وامتنانا له سبحانه , فكل نعمة ولها حقوق معلومة لا يكون العبد جديرا بها حتى يؤدي حقوقها شكرا لله الذي أنعم بها عليه وامتنانا له سبحانه , وبهذا يكون حقا من عباد الله الشاكرين الذين وعدهم بالجزاء الحسن وبالمزيد من نعمه ودوامها وتنزّل البركة فيها وتمامها.. وسأستعرض بعد هذه المقدمة المتواضعة عدداً من هذه النعم مذكرا بها وببعض حقوقها مسنمدا العون والتوفيق من الله تعالى .



 توقيع : مفرح التليدي



رد مع اقتباس