رد: تألمت فتعلمت
يحكى أن هناك بسمة تائهة على شاطئ مهجور ... التقت بدمعة هاربة من مركب غارق ... اجتمعتا الاثنتين ...على جسر تحت منارة عالية ... كلاهما تبحثان عن بقعة مضيئة ... لعلها تحمل نور طال انتظاره ...
جمعهما الصمت ... جمال البحر ... ذلك الآفق المجهول ... تلك المراكب العائدة ... لعله نور لآمل مهاجر طال غيابه ... لعله انتظار لحياة أو موت لحياة ...
تناهيد كثيرة ... وهمسات صامتة بعيون دمعة مخنوقة ... تحاكي بسمة ضائعة ... وطيور النورس تحلق قريبة منهما... تصدر أصواتا كالبكاء أحيانا ... كصراخ قلب جريح بلا دم , رغم فاجعة ألم النزيف ...
وأمواج البحر تتكسر ما بين رمال الشاطئ الحزين ... وصخور كخطوط الحياة بتعرجاتها ... موج البحر رغم غضبه وهديره ... يصبح هادئ مسالم عندما يلامس الرمال ... كأنه يقذف غضبه على الشاطئ ليرتاح ... وليجفف دمعة بصمت بعد صريخ البكاء ...
والغيوم تغزل أشكالا ضاحكة باكية كأنها مرأة ناطقة لما في مسرح الحياة... وتحاول غيوم الحيرة أن تحجب شعاع الآمل ببلاهة وسذاجة ... ولكنها سرعان ما تزول ...
أمسكت كلا من الدمعة والبسمة ريشة ... وكتبت كلاهما حروفا متفرقة ... ورسوما ... ورموزا ... وبموجة عارمة ذهب ما نقش ... كما تنتهي الحياة ...
وهبت نسمة ... نسمة واحدة ... حملت كلا من الدمعة والبسمة على جناح طير واحد ... بدرب نور واحد ... والمنارة تتبسم والندى يحيط بها .
|