عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2015   #11


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 16 ساعات (06:05 PM)
 المشاركات : 10,318 [ + ]
 التقييم :  623076150
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة الخطب والدروس والفوائد الشرعيه






الخطبة الأولى :

الحمدلله الذي جعل الإحسان أكبر الأسباب لنيل الكرامات وأذية الخلق والإضرار بهم موجبا للعقوبات وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كامل الصفات وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أشرف المخلوقات اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه أولي الفضل والكرامات
أما بعد ..
إن ماقام به المجرمون الضالون المنحرفون من استهداف المصلين في بيوت الله التي كان آخرها قتل المصلين من رجال أمننا البواسل في مسجد قوات الطوارئ الخاصة في عسير الذي جمع فيه هؤلاء المجرمون بين أشد أنواع الفساد من قتل المسلمين المصلين حماة الضروريات الخمس حماة الدين والنفوس والأعراض والأموال والعقول.
إن ماقام به هؤلاء المجرمون المفسدون هو ماقد قام به بنوا جلدتهم في القرون الأولى.
فرأسهم هو الذي أساء الأدب والتعامل مع النبي ﷺ هو الذي جذب رداء النبي ﷺ حتى أثر ذلك في رقبته عليه الصلاة والسلام وطعن في عدل النبي ﷺ وقال يامحمد اعدل فإنك لم تعدل فقال له النبي ﷺ "ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل" وأخبر النبي ﷺ عن خروج خلف له. فقال ﷺ "فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"
وبنوا جلدتهم هم الذين قتلوا عمر رضي الله عنه وهو يصلي بالناس صلاة الفجر وقتلوا عثمان رضي الله عنه وهو يقرأ القرآن وقتلوا عليا رضي الله عنه وهو في صلاة الفجر.
عباد الله : إن هؤلاء المجرمين ومن يؤزهم من أهل الضلال والزيغ والفساد قد سائهم ما من الله به على الإسلام وجنده من نصر على بني جلدتهم في المعتقد المنحرف.
فهذا النصر والفتح سائهم فصدق قول الله فيهم ( إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط) آل عمران آية 120
وصدق قول الله فيهم ( إن تصبك حسنة تسؤهم وإن تصبك مصيبة يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ويتولوا وهم فرحون ) ( قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) ( قل هل تربصون بنا إلا احدى الحسنين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ) التوبة آية 50-51-52
ومن خبر أعمال هؤلاء القوم التخريبية والإجرامية علم أنهم يسعون في كل عصر وقطر للتربص بالمسلمين وتنغيص كل نصر للإسلام وأهله فيعلم بذلك أنهم أعداء للإسلام وأهله وأنهم كما قال فيهم النبي ﷺ "يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان"
وأنهم قد اجتمع فيهم صفات أهل الأهواء والبدع فهم يتبعون المتشابه فصدق فيهم قوله تعالى ( فأما الذين في قلوبهم فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ) آل عمران آية 7
وهم أهل هوى فصدق فيهم قوله تعالى ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا ) الفرقان آية 43
وهم الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا فصدق فيهم قوله تعالى ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبأهم بما كانوا يفعلون ) الأنعام آية 159
وهم أهل نفاق يلبسون الحق بالباطل فصدق فيهم قوله تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على مافي قلبه وهو ألد الخصام ) ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبأس المهاد ) البقره آية 204 - 205 - 206
وهم محاربون لله ولرسوله ﷺ وللمؤمنين فصدق فيهم قوله تعالى ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ) المائدة آية 33
عباد الله : إذا علمنا صفات هؤلاء الخوارج وما ورد في ذمهم في كتاب الله وصحيح سنة نبيه ﷺ
فعلينا جميعا أن نتحمل مسؤوليتنا الدينية والوطنية تجاه أمن بلادنا ومقدساتنا ووحدتنا وأن نكون جميعا يدا واحدة وصفا واحدا خلف قيادتنا وولاة أمرنا ومع رجال أمننا ضد كل من يهدد أمن وطننا ولحمته وتماسكه ومقدراته.
والله نسأل أن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن يجعل تدميرهم في تدبيرهم إنه على كل شيء قدير.

الخطبة الثانية :
الحمدلله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد.
عبادالله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله جلا وعلا قال تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله )
عباد الله لقد فصل الله لنا ذكر الأمم السابقة فقال في ذلك التفصيل ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ) الأنعام آية 55
وقال حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول ﷺ عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني .. الحديث
يتبين من هذا أنه يجب على المسلم أن يعرف طرق وأساليب أهل الزيغ والضلال ليحذرها ويحذر منها وإليكم عباد الله أوجه الاتفاق بي
ن أهل الزيغ والضلال من خوارج هذا العصر ومنهم القاعدة وداعش والحوثيون.
فقد اتفقوا جميعا في فساد العقيدة والمنهج والمسلك وذلك فيما يلي :-
أولا: بدعة التكفير فكلهم يكفرون من خالفهم.
ثانيا: استحلال دماء وأموال وأعراض من خالفهم.
ثالثا: تكفير الحكام والخروج عليهم وإثارة الفتن بالقتال وسفك الدماء وتسمية ذلك بالجهاد والجهاد في الإسلام بريء من كل ذلك.
رابعا: التغرير بالأحداث وصغار السن لتنفيذ مكائدهم ومخططاتهم الفاسدة.
خامسا: مفارقة جماعة المسلمين والخروج على ولاة أمرهم.
سادسا: السعي بالفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل.
سابعا: قتلهم لأهل الإسلام وتركهم لأهل الأوثان.
ثامنا: التخفي في الكهوف والمغارات والجبال والبعد عن أنظار الناس.
تاسعا: تعطيل الجمع والجماعات وشعائر الدين وعدم إقامتها مع المسلمين.
عاشرا: الطعن في أئمة المسلمين من حكام وعلماء.
الحادي عشر: ترويج الشائعات والأكاذيب والأباطيل في صفوف المسلمين وذلك من باب الإرجاف الذي وصف الله به أهل النفاق.
ثاني عشر: قتل النساء والأطفال وترويع الآمنين.
ثالث عشر: أمرهم لأتباعهم بقتل أنفسهم وذلك بما يقومون به من عمليات إنتحارية وزعمهم أن ذلك استشهاد.
رابع عشر: عقد البيعة لقادتهم من قبل أتباعهم ومعلوم مافي ذلك من مفارقة الجماعة والخروج على ولاة أمرهم.
خامس عاشر: التكتم والسرية في دعواتهم الضالة وتلك سمة لكل صاحب هوى وبدعة.
سادس عشر: الغدر والخيانة.
سابع عشر: كلهم بطانة لأعداء الإسلام.
ثامن عشر: تشويه سمعة الإسلام.
تاسع عشر: بث التفرق والاختلاف بين المسلمين.
عشرون: استغلال الظروف الاجتماعية لأتباعهم في تنفيذ مخططاتهم الفاسدة مثل الفقر والجهل وغير ذلك
فالحذر الحذر عباد الله من تلك الفرق والطوائف والجماعات وعلينا أن نربي أنفسنا وأجيالنا على المعتقد الصحيح والمنهج السليم.
وصلوا وسلموا على نبي الرحمة والهدى ...

كتبه أخوكم د. محمد بن أحمد بن خضي
أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة جازان
1436/10/21





 
 توقيع : مفرح التليدي



رد مع اقتباس