لماذا الرحيل يا آل تليد ؟

على غير ميعاد ولا إستئذان مسبق تتسلل الذكرى إلى جنبات أرواحنا كتسلل أشعة الشمس من تلك الثقوب الصغيرة في النافذة الخشبية العتيقة لبيوتنا القديمة..

لم يكفها " تلك الذكرى " ماجعلناه ملكا حصريا لها في الزاوية العميقة من الذاكرة متربعة على عرشه دون حول منا ولا قوة أمام سطوتها وتسلطها..

لكنها وبلا رحمة تنساب في كل الطرقات وتملأ جنبات الروح
توقظ الحواس وترهق الجسد..!!

الذكريات ..!!
أشخاص .. أحداث ومواقف .. علاقات .. أشياء مبعثرة هنا وهناك تركها هو أو هي
وبقيت معلقة بالنفس بعد رحيلهم.

الذكرى لا تكون إلا بعد الرحيل
نتذكر كل التفاصيل الدقيقة والكلمات العابرة والحركات البسيطة
نراهم في كل زاوية ونشم رائحة عطورهم العالقة في خيالات الروح.

هذه هي الحياة وهكذا هو الحال
كما في منتدى آل تليد..
هذا العالم الإفتراضي الصغير الذي جمع الكثير من الناس منذ عدة سنوات ..
منهم من رحل وغاب عن التواجد وربما يكون ذلك للأبد.

ومنهم من غاب لزمن وقد يكون له عودة ونرى تواجده ولو بعد حين
ومن يدري لعل ذلك يكون قريبا.

ومنهم من يغيب طويلا ثم يأتي
له هطول كالمطر الذي لا يغيب للأبد.

ومنهم الوفي المخلص الذي عانقت روحه جنبات هذا الصرح
حضوره يشبه شروق الشمس التي ماتلبث أن تغيب إلا وتشرق من جديد.

ظروفنا ليست بأيدينا هي أحيانا فوق طاقتنا وفوق احتمالنا تجبرنا على السمع والطاعة ولو حاولنا عبثا غير ذلك..

الرحيل .. في سنة الحياة وقانونها نقطة البداية للنهاية
وجواز سفر طويل الأمد قد يمتد لما لا نهاية..
الرحيل.. في الطبيعة البشرية سجل التدوين المتعب لذكرى الأحبة الذين رحلوا..!!
والمحرك الأول لشريط الذكريات بأنواعها.. الحلوة والمرة..!!

وهكذا تستمر بنا الحياة حضور وغياب ، لقاء وفراق..
ويبقى الرحيل سيد الموقف

بقلم / تليدية

" على هامش الذكرى "

هل منكم من تمثل له هذه الشيلة ذكرى جميلة.. 💕



❤❤