تذكَرة لــــــيَّ وَلكُم ،
{ وَذَكِّـرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }
قبل أَن نقول :
{رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ}




دخل أحد العباد وهو كعب القرضي على عمر بن عبدالعزيز بعد توليه الخلافة..
فجعل ينظر في وجهه ... فإذا هو وجه شاحب وبدن ناحل ..
كأن جبال الدنيا قد تساقطت عليه
فقال :يا عمر ما الذي دهاك يا عمر ما الذي أصابك
والله لقد رأيتك أجمل فتيان قريش تلبس اللين وتجلس على الوثير...
لين العيش ..نظر البشرة والله يا عمر لو دخلت عليك في
غير هذا المكان ما عرفتك!
فتنهد عمر باكياً وقال :
اما إنك لو رأيتني بعد ثلاث ليال من دفني وقد
سقطت العينان وإنخسفت الوجنتان وعاثت في الجوف الديدان

وتغير الخدان لكنت لحالي من حالي أشد إنكاراً وعجبا
..

... فبكى عمر وبكى الناس


حتى ضج مجلسه بالبكاء ...



/


\


عجبـيْ

لمن يتهافت ويْـجريْ خلف الخادعة وَهَوَ يْعلم بــ إنها فانيْة وَيْـدعَّ الآخرة وَهو يعلَم بـ إنها باقية ،، فـ أَمَا جنـةٌ وفَيْرة نْعَيْمُهَا مقَيْم ،
وَأمَا جحَيْم تصطلَيْ الأفئدة عذابُها الَيْم ، أَعَاذُنَا الله وَإيْاكم ،
فـَـ اللَّهث خَلف الدُنَيا وَزَيْنتها - دون الآخرة- ليس سوىَ سرابًا بقيعه َيْحسبهُ الضَمآن ماءً ،
وَسرَعان مَاسَيْدرك بَأنه سرآب حَيْنما َيْتلاشى من أَمَامه , وَأَخَّشىَ أَنْ يْكونْ بَعِد فَوات الأوآنْ
[فـ العمر مَهَّمَا طَال فَهوَ قصيَّر]
وَكُلمَا أزدَادَ بنَيْ آدم تعلقًا بـ الدُنيَا وَمَتاعِهَا عَنْ الآخِرةٍ وبقائُها أزداد بعدًا عَنْ الله جلَّ فِيْ عُلاَه
؛
قال رسول الله : - صلى الله عليه وسلم -
((اقتربت الساعة، ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصًا، ولا يزدادون من الله إلا بُعدًا))
كل َيْوم يْمُر ببنَيْ آدم َيْقربُه لـ أَجَلهُ وَللآخرةٍ وَلانعَلّم أهوَ قريب أمّ بعَيْد وَالمَوت يَأتَيْ بغتَه وَلاَيْستأذن مِنْ صَاحِبَهُ

قال الحسن البصري: - رحمه الله - والذي نفسي بيده، لقد أدركت أقوامًا كانت الدنيا أهون عليهم من التراب الذي يمشون عليه،،


طَوبىَ لهُم وَحُسنَ مَئَاَب هَذَا حَالَ الأَتَقَيْاء المَؤمنونْ الصَالحَونْ ،

الدُنَيْا بنْظرُهَم لَيْست سَّوىَ شجرة َيْستظلونْ بِهَا حتىَ يْأتي َيْوم الرحَيْل منْهَا كَمَا وَصَفُهَا لنْا الصَّادِق الأَميَّن .،
فــَ هَيَّ عَنْد الله لاَتُسَاويَّ جَنْاح بَاعَوضَة ،،
وَالله أنَيْ لأَرَىَ أكَمَّل النْاسَ عَقلاً الذَيْن سَخَّروَا حَيْاتهم لمَرضَاةٍ الله فقدَّ كرَّسَوا حَيْاتهم لِمَا خُلقوا له وَلَيْس لِمَا خُلق لهم،../"
ولاتُلهِهم الدُنَيا عَنْ عِبَادةٍ الله طرفَة عَيْن .. فَـــ لِأَجَّـل ذّلكَ خُـلقَّنَـا

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }( الذاريات: 56)


وَصلىَ الله علىَ الصَادق الأمَيْن


وَمن سَار علىَ نهَّجه إلىَ َيْوم الدَيْن

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ