عرض مشاركة واحدة
قديم 10-30-2009   #2


الصورة الرمزية أبو فهد
أبو فهد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-30-2014 (11:43 AM)
 المشاركات : 896 [ + ]
 التقييم :  101
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: صلة الرحم في الزمن الإلكتروني



الوصل الإنساني
وهناك الوصل الإنساني؛ إذ كل الناس من آدم، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا} (النساء: 1).
وهذا يوجب وفق دستور الإسلام أن تبادر الأمة الإسلامية بوصل من تربطهم بها رابطة الإنسانية، كما قال: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} (الإسراء: 70). وليس اختلاف العقيدة في حد ذاته موجبا للقطع؛ لأنه كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ} (التغابن: 2)، فوصل العلاقات بين البشر مطلب إسلامي.
ومن الوصل الإنساني الذي حث عليه الإسلام صلة الرحم بين الشعوب، فيتواصل كل شعب مع الآخر، تعاونا على البر والخير، وسدا للفساد والشر، وسعيا للإصلاح في الأرض، تحقيقا لمقصد التعمير الذي قال عنه الله تعالى: {وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} (هود:61).
ومن تلك الدلائل على الوصل بين الشعوب، ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم من أمر المسلمين أن يستوصوا بأقباط مصر خيرا، فعن كعب بن مالك الأنصاري قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إذا فُتِحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرًا، فإن لهم دمًا ورحمًا". وفي رواية: "إن لهم ذمة ورحمًا" (الطبراني والحاكم).
ذلك أن هاجر أم إسماعيل كانت من مصر، وإسماعيل جد النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك مارية القبطية كانت من سراري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأم ابنه إبراهيم. وكانت مصر آنذاك غير مسلمة، فطلب الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتواصل المسلمون مع أهلها، وأن يستوصوا بهم خيرا، مع كونهم كانوا على غير ملة الإسلام.
ويستمر الهدي النبوي ليستوصي المسلمون في مصر الآن بأقباطها خيرا، وليصلوا رحمهم وفاء بالعهد، وحسن جوار، وحفاظا عليهم من كل أذى يصيبهم، وحرية في العقيدة فلا يجبروا على ترك دينهم، وإكرامهم في المعاملة، وكل ذلك من هدي الإسلام.


 
 توقيع : أبو فهد



رد مع اقتباس