تواضع تكن كالنجم لاح لناظرٍ

يقول الله سبحانه وتعالى : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63


روى الإمام الحافظ الترمذي رحمه الله عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً الموطئين أكنافاً الذين يألفون ويؤلفون ).


إن من صفات عباد الله : أنهم يمشون على الأرض هونا : يمشون فى تؤدة واطمئنان ؛ تعلوهم السكينة ويحوطهم الوقار ؛ يدل عليهم خلق كريم وجانب لين ووجه طلق وكلام طيب وسمت جميل وهذه صفات أهل الجنة ؛ بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : ألا أدلكم على أهل الجنة : كل هيّن ليّن سهل طلق ؛ وفى رواية أخرى : حرم الله على النار : كل هيّن ليّن سهل طلق .


ويقول القائل


إن لله عبادا فطنا ***** طلقوا الدنيا وعافوا الفتنا


نظروا فيها فلما علموا ***** أنها ليست لحى وطنا


جعلوها لجة واتخذوا ***** صالح الأعمال فيها سفنا



هؤلا مستجيبين لقول الله تعالى { وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }لقمان18
يمثلون التواضع فى أجلى معانيه ؛ ليصدقهم ما رواه الأمام مسلم رحمه الله عن أبى هريرة رضى الله عنه قال ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل ) .


ويقول القائل


تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيع


ولا تك كالدخان يعلو بنفسه *** إلى طبقات الجو وهو وضيع



وحسب التواضع أن يكون خلق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فكان كما تقول عنه أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها : يخصف نعله بنفسه ويرقع ثوبه بيده ويحمل متاعه على ظهره ؛ وقد أراد أحد أصحابه - وكان يمشى معه-أن يحمل عنه متاعه وهو عائد من السوق فقال له صلى الله عليه وسلم : ( صاحب الشيء أحق بحمله ) .
وكانت الجارية تناديه لتسأله عن أمر دينها فيلبى طلبها ؛ ولا يتركها إلا بعد أن يجيبها عن كل أسئلتها ؛ ثم يعود بعد ذلك إلى أصحابه ؛ وكان صلى الله عليه وسلم لا يلتفت عن محدثه حتى يلتفت هو عنه ؛ وكان يقبل على أصحابه بوجهه وهو يحدثهم ؛ وكان يصافح الرجل فلا ينزع يده من يده حتى ينزعها الرجل ؛ وكان لا يتميز على أصحابه فى شيء قائلا : إن الله عز وجل يكره من عبده أن يراه متميزا على أصحابه -- وقال عنه أنس بن مالك رضى الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الناس إلى أصحابه ؛ كان لا يتقدم عليهم فى السير ؛ وكان لا يحب أن يقوموا له عند قدومه عليهم قائلا لهم : ( من أحب أن يتمثل الرجال قياما له فليتبوأ مقعده من النار ) ؛ ولكنهم كانوا لا يأبون عليه ذلك ( بمعنى كانوا يقومون له عند قدومه عليهم )------- وقد اقتدى بالرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ؛ فهذا هو عمر بن الخطاب رضى الله عنه سائرا مع الجيش فتعترض طريقه امرأة عجوز تتوكأ على عكاز لها فيقف لها عمر ؛ فتقول له :هيه ؛ هيه يا عمر ؛ كنت تدعى عميرا ثم دعيت عمر ثم خليفة خليفة رسول الله ثم أمير المؤمنين ؛ فاتق الله يا عمر فيما استرعاك الله ؛ فيبكي عمر بكاءً شديدا ؛ ويناديه أحدهم ؛ يا أمير المؤمنين : أتقف والجيش لهذه العجوز ؟ فيجيب عمر : والله لو وقفتنى سنة لوقفت لها ؛ إنها خولة بنت ثعلبة ؛ استمع الله لها من فوق سبع سماوات ؛ ألا يسمع لها عمر بن الخطاب .
وهذا هو عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه كان جالسا ذات ليلة مع أصحابه فى ضوء مصباح ؛فانطفأ المصباح فقام إليه وأصلحه بنفسه ؛ فقال له بعض جلسائه : هلا أمرت أحدنا فكفاك العمل ؛ فقال قولته الخالدة : وماذا جرى ؟ قمت وأنا عمر وجلست وأنا عمر ؛ ليس من المروءة ان يستخدم المرء جلساءه .


أسأل الله العلي القدير أن يرزقنا التواضع الجم الذي يرضي ربنا سبحانه وتعالى ...

أخوك أنا

جزاك الله خير موضوع هادف

بارك الله فيك ووفقك الله

الفتى الذهبي
تشرفت بمرورك العطر لاهنت كل الشكرلك

أخــــــــــــ اناــــــــوك.,.,
بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع
لك تحياتي.,,.,.,.,.

شكرا أخوك انا موضوع جميل بارك الله فيك

الذوق الرفيع
فارس الابداع
اسعدني مروركم بارك الله فيكم لكم كل الشكر