- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
شتان شتان
كانت مهنتي الأمن ومراقبة السير ومساعدة المحتاجين . . كان عملي متجددا وعشت مرتاحا . . أؤدي عملي بجد وإخلاص . . ولكني عشت مرحلة متلاطمة الأمواج . . تتقاذفني الحيرة في كل اتجاه لكثرة فراغي وقلة معارفي .. ثم بدأت أشعر بالملل . . ولم أجد من يعينني على ديني . . بل العكس هو الصحيح . . مللت من المشاهد المتكررة في حياتي العملية للحوادث والمصابين . . ولكن كان يوم مميز. .في أثناء عملنا توقفت أنا وزميلي على جانب الطريق . . نتجاذب أطراف الحديث .فجأة سمعنا صوت ارتطام قوي . .أدرنا أبصارنا . . فإذا بها سيارة مرتطمة بسيارة أخرى كانت قادمة من الاتجاه، المقابل . . هبينا مسرعين لمكان الحادث لإنقاذ المصابين . .حادث لا يكاد يوصف . . شخصان في السيارة في حالة خطيرة. . أخرجناهما من السيارة . . ووضعناهما ممددين . . أسرعنا لإخراج صاحب السيارة الثانية . . وجدناه قد فارق الحياة . . عدنا للشخصين فإذا هما في حال الاحتضار..هب زميلي يلقنهما الشهادة. . قولا . لا إله إلا الله . . لا إله إلا الله . .لكن لسانيهما ارتفعا بالغناء . . أرهبني الموقف . . وكان زميلي على عكسي يعرف أحوال الموت . . أخذ يعيد عليهما الشهادة . .وقفت منصتا . . لم أحرك ساكنا . . شاخص العينين أنظر. . لم أر في حياتي موقفا كهذا. . بل قل لم أر الموت من قبل وبهذه الصورة . . أخذ زميلي يردد عليهما كلمة الشهادة . . وهما مستمران في الغناء. .لا فائدة. . بدأ صوت الغناء يخف شيئا فشيئا. . سكت الأول وتبعه الثاني . .لا حراك . .فارقا الدنيا . حملناهما إلى السيارة. . وزميلي مطرق لا ينبس ببنت شفه . . سرنا مسافة قطعها الصمت المطبق . مزق هذا السكون صوت زميلي . . فذكر لي حال الموت وسوء الخاتمة . . إن الإنسان يختم له إما بخير أو بشر. . وهذا الختام دلالة لما كان يعمله الإنسان في الدنيا غالبا . وذكر لي القصص الكثيرة التي رويت في الكتب الإسلامية وكيف يختم للمرء على ما كان عليه بحسب ظاهره وباطنه . . قطعنا الطريق إلى المستشفى في الحديث عن الموت والأموات .. وتكتمل الصورة عندما أتذكر أننا نحمل أمواتا بجوارنا . . خفت من الموت واتعظت من الحادثة. . وصليت ذلك اليوم صلاة خاشعة.. ولكن مع مرور الأيام نسيت هذا الموقف بالتدريج . . بدأت أعود إلى ما كنت عليه . . وكأني لم أشاهد الرجلين وما كان منهما. . ولكن للحقيقة أصبحت لا أحب الأغاني ولا أتلهف عليها كسابق عهدي . . ولعل ذلك مرتبط بسماعي لغناء الرجلين حال احتضارهما . . ومن عجائب الأيام . .بعد مدة تزيد على ستة أشهر. . حصل حادث عجيب . . شخص يسير بسيارته سيرا عاديا . . وتعطلت سيارته . . في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة.. ترجل من سيارته . . لإصلاح العطل في أحد العجلات . . وعندما وقف خلف سيارته. . لكي ينزل العجلة السليمة. . جاءت سيارة مسرعة وارتطمت به من الخلف . . سقط مصابا إصابات بالغة.. حضرت أنا وزميل آخر غير الأول . . وحملناه معنا في السيارة وقمنا بالاتصال بالمستشفى لاستقباله . . شاب في مقتبل العمر. . متدين يبدو ذلك من مظهره . . عندما حملناه سمعناه يهمهم . . ولعجلتنا في سرعة حمله لم نميز ما يقول .. ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا . .سمعنا صوتا مميزا. ... !نه يقرأ القرآن . . وبصوت ندي . . سبحان الله لا تقول هذا مصاب . . الدم قد غطى ثيابه . . وتكسرت عظامه . . بل هو على ما يبدو على مشارف الموت . . استمر يقرأ بصوت جميل .. يرتل القرآن . . لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة . . كنت أحدث نفسي وأقول سألقنه الشهادة مثل ما فعل زميلي الأول . . خاصة وأن لي سابق خبرة كما أدعي . . أنصتُّ أنا وزميلي لسماع ذلك الصوت الرخيم . . أحسست أن رعشة سرت في جسدي. . وبين أضلعي . . فجأة . . سكت ذلك الصوت . . التفت إلى الخلف . . فإذا به رافع إصبع السبابة يتشهد. . ثم انحنى رأسه . . قفزت إلى الخلف . .لمست يده ..أنفاسه .لا شيء ..فارق الحياة . . نظرت إليه طويلا. . سقطت دمعة من عيني . . أخفيتها عن زميلي . . التفتُّ إليه وأخبرته أن الرجل قد مات . . انطلق زميلي في البكاء . . أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف . . أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثرا ... وصلنا المستشفى . .أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجل . . الكثيرون تأثروا من حادثة موته وذرفت دموعهم . . أحدهم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه . . الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يصلى عليه ليتمكنوامن الصلاة عليه . في الغد غص المسجد بالمصلين . . صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة . . وبعد أن انتهينا من الصلاة حملناه إلى المقبرة . . أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة . . وجهوا وجهه للقبلة . . باسم الله وعلى ملة رسول الله . .بدأنا نهيل عليه التراب . اسألوا لأخيكم التثبيت فإنه يسأل . .استقبل أول أيام الآخرة . . وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا . . تبت مما عملت عسى الله أن يعفو عما سلف وأن يثبتني على طاعته وأن يختم لي بخير.. وأن يجعل قبري وقبر كل مسلم روضة من رياض الجنة
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-26-2018 | #2 |
|
جُزيتي خيراً اختي نسيم
بارك الله فيك .. |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-26-2018 | #3 |
|
رد: شتان شتان
جزاك الله خير الجزاء وبارك فيك وفي جهودك
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-26-2018 | #4 |
|
رد: شتان شتان
قصتين كلاهما محزنتين مع فارق الجوهر لكل منهما نسأل الله ان يتجاوز عنا وعنهم جميعا
ويحسن خاتمتنا شكرا نسيم لجمال ما جلبتي وفقك الله واسعدك |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-27-2018 | #5 |
|
رد: شتان شتان
شكرا لكم على تواجدكم
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-27-2018 | #6 |
|
رد: شتان شتان
يعطيك العافية نسيم
وجزاك الله خير |
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
02-27-2018 | #7 |
|
رد: شتان شتان
شكرا اختي ندى
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العطر واحد بس الأذواق شتان !! | فزاع | - "تحليقات في فضاءات همس القصيد" | 4 | 05-12-2016 12:16 PM |
شبان يمزقون لوحة إحدى المرشحات في الانتخابات البلدية: ماعندنا حريم للترشيح | جنوبية | - منتدى الأخبار المحلية والعالمية ALTALEED- News | 6 | 01-16-2016 11:28 PM |
إجتماع لقبائل آل مقبول وآل شبان بالربوعة للتنسيق والتشاور | آل تليد نيوز | آل تـلـيـــد نـيـــــــوز | 1 | 03-30-2015 07:52 AM |
شتان بينهما شتان ...! | هدوء المحيط | -معرض الصور العامة ~ | 16 | 08-04-2011 03:52 AM |