عدد مرات النقر : 3,040
عدد  مرات الظهور : 44,279,025 
عدد مرات النقر : 2,345
عدد  مرات الظهور : 37,589,169 منتديات طموح ديزاين
عدد مرات النقر : 7,023
عدد  مرات الظهور : 72,815,684
منتديات شبكة ابن الصحراء
عدد مرات النقر : 5,612
عدد  مرات الظهور : 62,226,119 
عدد مرات النقر : 4,041
عدد  مرات الظهور : 41,473,184 
عدد مرات النقر : 781
عدد  مرات الظهور : 36,223,119

عدد مرات النقر : 520
عدد  مرات الظهور : 38,397,7610 
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 37,626,2657 
عدد مرات النقر : 1,157
عدد  مرات الظهور : 44,279,0392

عدد مرات النقر : 3,210
عدد  مرات الظهور : 20,277,6954 
عدد مرات النقر : 285
عدد  مرات الظهور : 17,746,853

عدد مرات النقر : 417
عدد  مرات الظهور : 11,721,051 
عدد مرات النقر : 334
عدد  مرات الظهور : 11,003,387

عدد مرات النقر : 353
عدد  مرات الظهور : 9,031,913 
عدد مرات النقر : 344
عدد  مرات الظهور : 9,754,6539
- مـــدونـات الأعــضــاء هُنآ " | مساحتك الحرة| عآلمْك الهادئ "| تُهمس مآ بُدآخلك| وَ [ نُتآبْعك بـ صمْتَ ] ~ |

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-09-2012   #646


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



من بحر الحكم (24)


يغرنك صحة نفسك ، وسلامة امسك ، فمدة العمر قليلة وصحة النفس مستحيلة


 
 توقيع : مفرح التليدي



رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #647


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



من بحر الحكم (25)


ايام الدهر ثلاثة : يوم مضى لا يعود اليك ويوم انت فيه لا يدوم عليك ، ويوم مستقبل لاتدري ماحاله ولا تعرف من أهله


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #648


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



من بحر الحكم (26)


صمت تسلم به ، خير من نطق تندم عليه . من قال ما لا ينبغي ، سمع ما لا يشتهي .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #649


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



من بحر الحكم (27)


الثقة بالله أزكى أمل . والتوكل عليه أوفى عمل


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #650


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



من بحر الحكم (28)



إياك واالحسد فإنه يفسد الدين ، ويضعف اليقين ، ويذهب المروءة


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #651


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



من بحر الحكم (29)


إياك واالحسد فإنه يفسد الدين ، ويضعف اليقين ، ويذهب المروءة


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #652


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



من بحر الحكم (30)



قال الشافعي رحمه الله: كفى بالعلم فضيلة أن يدعيه من ليس فيه, ويفرح اذا نسب اليه.
وكفى بالجهل شينا أن يتبرأ منه من هو فيه, ويغضب اذا نسب اليه.


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #653


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



كان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور

كان لا يعطي الشاعر على قصيدة نقلها من غيره

وكان يحفظ ما يسمع من أول مرة ، وله غلام يحفظ القصيدة من مرتين ،

و جارية تحفظ القصيدة من ثلاث ..

فكان الشاعر يكتب قصيدة طويلة ، يدبجها طول ليلة وليلتين وثلاث

فيقول له الخليفة :

إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا ،

وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا

فيوافق الشاعر .. ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها

الخليفة من أول مرة .. فيقول له أنني أحفظها منذ زمن بعيد فيقولها له ..

ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيذكرها كاملة

ثم ينادي على الجارية التي قد حفظتها فتقولها كاملة ..

فيشك الشاعر في نفسه ..وهكذا مع كل الشعراء ..

فبينما هم كذلك إذا بالأصمعي يقدم عليهم فيشكون إليه حالهم ..

فقال : دعوا الأمر لي .. فكتب قصيدة ملونة الأبيات وات ..

وتنكر بزي أعرابي وأتى الأمير ليسمعه شعره ..

فقال الخليفة : أتعرف الشروط .. قال : نعم .. قال : هات القصيدة .. فقال :؟


صـــوت صـفـيـر الـبـلـبـل ** هــيــج قـلـبـي الـثـمـلي

المـاء والـزهـر مــعــــا ** مــع زهـــر لـخـط المـقـلي

وأنت يـا ســـيــد لـــي ** وســيــدي و مـــــولـلــي

فــكــم فــكــم تـيـمـني ** غــزيــــــــــــل عــقــيــقــــــــلي

قــطــفــتـه مــن وجـنــة ** مـــن لــثــم ورد الخـجـلي

فـــــقــــــــال لا لا لا لا ** و قــد غـــدا مــهــرولي

والــخـــود مــالـت طــربا ** مــن فـــعـــل هذا الرجلي

فــولــولــت وولـــولــت ** ولــي ولــي يـــا ويـــــــلـلـي

فـــقــالـت لا تــولــولـي ** وبــيــنــي الـلـــــــــؤلــــــــؤلــي

قــــالــت لـه حـيـن كــذا ** أنــهــض وجــــــد بـالمـقـلي

وفــتــيــة ســقــــــــونــنـي ** قــهــيـــــــــــوة كــالـعــسـلـلي

شــمــمـتــهــا بـأنــفـــــــي ** أزكـــــــى مــــــن الــقــرنــفــلي

فـي وسـط بـسـتــان حـلـي ** بـالــزهــر والــســـرور لـي

والــعــود دنــدنــدن لي ** والــطــبــل طـبـطـب طـبـلي

طـــبــطــب طــبــطـــــــب ** طــبــطــب طــبــــــــطـب لـــي

والــرقــص قــد طــاب لـي ** والـسـقـف ســقــسـق سـق لـي

شـــوا شــــوا وشــاهــش ** عـلـى ورق ســــفـــرجــــلي

وغــرد الــقــمــري يـصيح ** مـــلـــل فـــي مــلــلـــــــــــي

ولــو تــرانــي راكــبــــــــــــا ** عـلـى حــمــــــــــار أهـــــزلي

يــمــشــي عـلـى ثـلاثـــــــة ** كــمــشــيـــــــة الــعــرنــجــلي

والـنـاس تـرجـم جـمــلي ** فــي الــســوق بالــقـلـقـلـلـي

والـكـل كــعـكــــــع كـعـكـع ** خـلـفـي ومـن حــــويـلـلـي

لـكـن مــشــيــت هــاربـــا ** مـن خــشــيــــة الــعــقـنـقـلي

إلـــــى لــقــــــــــاء مـلـك ** مــعــظـــــم مـــبــجــــــــلي

يـأمــــــــــــر لـي بِـخِـلـعَــةٍ ** حـــمــراء كــالـدم دم لــــي

أجـــــــــر فــيــهـا مـاشـيا ** مــبــغــــــــددا لـلــــذيــــــــــلي

أنـــا الأديــب الألـمــعـي ** مــــن حــــي أرض الـمــوصـلي

نــظــمــت قــطــعـا زخـرفـت ** يــعــجــز عــنــهــا الأدبـلي

أقــول فـي مـــطــلــعــهـا ** صــــوت صــفــيــر الــبـلبلي


فلم يستطيع الخليفة أن يحفظها لصعوبة كلماتها وتداخل حروفها ،

فنادى الغلام فلم يستطع شيئا غير أبيات متقطعة ..

فنادى الجارية فعجزت .. عندئذ قال الخليفة

أحضر ما كتبته عليها لنعطيك وزنه ذهبا ..

قال الأصمعي ورثت عمود رخام من أبي نقشت عليه القصيدة وهو على ظهر

الناقة لا يحمله إلا أربعة من الجنود ..

فانهار الخليفة وجئ بالعمود فوزن كل ما في الخزنة ...

وعندما أراد الخروج .. عرف الخليفة أنه الأصمعي ، وعرف منه سبب حيلته ..

فاتفق معه أن يعطي الشعراء ما تيسر من أجل تشجيعهم.


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #654


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



هاذهي القصيدة الرائعه للحارث بن عباد بن ضبيعه قالها بعد مقتل ابن أخيه بجيرا

الذي قتله خاله (الزير سالم) أبو ليلى المهلل كما وجدت في بعض كتب الانساب

كل شيئ مصيره للزوالي __________غير ربي وصالح الاعمالي

وأرى الناس ينظرون جميعا__________ليس فيهم لذاك بعض احتيالي

قل لأم الأغر تبكي بجيراً ـــــــــــــــــــــــــــــــ حيل بين الرجال والأموالي

ولعمري لأبكين بجبراً ـــــــــــــــــــــــــــــ ما أتى الماء من رؤوس الجبالي

لهف نفسي على بحير إذا ما ــــــــــــــــــــــــــ جالت الخيل يوم حرب عضالي

وتساقى الكماة سما نقيعاً ـــــــــــــــــــــــ وبدا البيض من قباب الحجالي

وسعت كل حرة الوجه تدعو ــــــــــــــــــــــ يالبكر غراء كالتمثالي

يابجير الخيرات لا صلح حتى ــــــــــــــــــــ نملأ البيد من رؤوس الرجالي

وتقر العيون بعد بكاها ـــــــــــــــــــــــــ حين تسقي الدما صدور العوالي

أصبحت وائل تعج من الحر ـــــــــــــــــــــــــ ب عجيج الجمال بالأثقالي

لم أكن من جناتها علم الله ـــــــــــــــــــــــ وإني بحرها اليوم صالي

قد تجنبت وائلاً كي يفيقوا ــــــــــــــــــــ فأبت تغلب علي اعتزالي

واشابوا ذؤابي ببحير ـــــــــــــــــــ قتلوه ظلماً بغير قتالي

قتلوه بشسع نعل كليب ـــــــــــــــــــ إن قتل الكريم بالشسع غالي

يابني تغلب خذوا الحذر إنا ــــــــــــــــــ قد شربنا بكأس موت زلالي

يابني تغلب قتلهم قتيلاً ـــــــــــــــــ ما سمعنا بمثله في الخوالي

قربا مربط النعامة مني ــــــــــــــــــــ جد نوح النساء بالإعوالي

قربا مربط النعامة مني ـــــــــــــــــ شاب رأسي وأنكرتني رجالي

قربا مربط النعامة مني ــــــــــــــــــ لاعتناق الأبطال بالأبطالي

قربامربط النعامة مني ـــــــــــــــــــ واعدلا عن مقالة الجهالي

قربا مربط النعامة مني ــــــــــــــــــ ليس قلبي عن القتال بسالي

قربا مربط النعامة مني ـــــــــــــــــــــ كلما هب ريح ذيل الشمالي

قربا مربط النعامة مني ـــــــــــــــــــــ لبجير مفكك الأغلالي

قربا مربط النعامة مني ــــــــــــــــــــــــ لكريم متوج بالجمالي

قربا مربط النعامة منى ــــــــــــــــــــ للشرى والغدو والآصالي

قربا مربط النعامة مني ـــــــــــــــــ طال ليلي على الليالي الطوالي

قربا مربط النعامة منى ــــــــــــــــــ لقحت حرب وائل عن حيالي

قربا مربط النعامة مني ـــــــــــــــــــ ليس قولي يراد لكن فعالي

قربا مربط النعامة مني ــــــــــــــــــــ لا نبيع الرجال بيع النعالي

قربا مربط النعامة مني ـــــــــــــــــــ لبجير فداه عم وخالي

قرباها لحي تغلب شوساً ـــــــــــــــــ لاعتناق الكماة يوم القتالي

قرباها وقربا لأمتي درعا ـــــــــــــــــ دلاصاً ترد حد النبالي

قرباها بمزهفات حداد ـــــــــــــــــ لقراع الأبطال يوم النزالي

رب جيش لقيته يمطر الموت ــــــــــــــــ على هيكل خفيف الجلالي

سائلوا كندة الكرام وبكرا ــــــــــــــــ واسألوا مذحجاً وحي هلالي

إذ أتونا بعسكر ذي زهاء ـــــــــــــــ مكفهر الأذى شديد المصالي

فقريناه حين رام قرانا ـــــــــــــ كل ماضي الذباب عضب الصقالي

ومعنى قول ابن عباد

قربا مربط النعامة مني ـــــــــــــــــــ لبجير فداه عم وخالي

(عم) يعني الحارث بن عباد (وخالي) يعني الزير سالم (عدي بن ربيعة التغلبي)

قال بعض النسابون ان المهلل حينما قتل بجيرا لم يعرفه (لانه ولد في أول الحرب ولم يكن خاله المهلل قد رآه

ولم يعرفه ولذلك قال له (من خالك يا غلام) فلم يرد عليه بجير مخافة ان يتهم بالجبن

فقتله المهلهل وهو يقول (بل بشسع نعل كليب) فلما وصل الخبر لابن عباد قال قصيدته الشهيره

(قربا مربط النعامه) يتوعد بني تغلب والمهلهل بن ربيعه


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #655


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



هاذهي القصيده للزير سالم أبو ليلى المهلهل قالها ردا على قصيدة الحارث بن عباد

هَل عَرَفتَ الغَـداةَ مِـن أَطـلالِ-------- رَهـنِ ريـحٍ وَديْمَـةٍ مِهطـالِي

يَستَبيـنُ الحَليـمُ فِيهـا رُسومـا------- دارِسـاتٍ كَصَنعَـةِ العُـمَّـالِي

قَد رَآها وَأَهلُـها أَهـلُ صِـدقٍا-------لا يُـريـدونَ نِـيَّـةَ الإِرتِحـالِي

يا لَقَـومـي لِلَـوعَـةِ البَلبـالِي---------- وَلِقَـتـلِ الكُمـاةِ وَالأَبـطـالِي

وَلِعَيـنٍ تَبـادَرَ الـدَّمـعُ مِنهَـا------- لِكُلَيـبٍ إِذ فاقَهـا بِانْهِـمـالِي

لِكُلَيـبٍ إِذ الـرِّيـاحُ عَلَـيـهِ------- ناسِفـاتُ التُّـرابِ بِـالأَذيـالِي

إِنَّنِـي زائِـرٌ جُمـوعـاً لِبَكـرٍ------- بَيهَهُـم حـارِثٌ يُريـدُ نِضالِـي

قَد شَفَيتُ الغَليـلَ مِن آلِ بَكـرٍ------- آلِ شَيبـانَ بَيـنَ عَـمٍّ وَخـالِي

كَيفَ صَبري وَقَد قَتَلتُـم كُلَيبـاً------- وَشَقيتُـم بِقَتلِـهِ فِـي الخَوالِـي

فَلَعَمـرِي لأَقـتُـلَـن بِكُلَيـبٍ------- كُلَّ قَيلٍ يُسمَـى مِـنَ الأَقيـالِي

وَلَعَمري لَقَد وَطِئتُ بَنِـي بَك------ـرٍ بِمـا قَـد جَنَـوهُ وَطءَ النِّعـالِي

لَـم أَدَع غَيـرَ أَكلُـبٍ وَنِسـاءٍ-------- وَإِمـاءٍ حَـواطِـبٍ وَعِـيـالِي

فَاشرَبـوا مـا وَرَدتُّـمُ الآنَ مِنَّـا----- وَاصدِروا خاسِرينَ عَن شَرِّ حَـالِي

زَعَمَ القَـومُ أَنَّنـا جـارُ سـوءٍ------- كَذَبَ القَومُ عِندَنـا فِـي المَقـالِي

لَم يَرَ النَّـاسُ مِثلَنـا يَـومَ سِرنـا------ نَسلُبُ المُـلكَ بِالرِّمـاحِ الطِّـوالِي

يَومَ سِرنـا إِلَـى قَبائِـلَ عَـوفٍ------- بِجُمـوعٍ زُهـاؤوهـا كَالجِبـالِي

بَينَهُم مـالِكٌ وَعَمـرٌو وَعَـوفٌ------ وَعُقَيـلٌ وَصالِـحُ بـنُ هِـلالِي

لَم يَقُم سَيـفُ حـارِثٍ بِقِتـالٍ------- أَسلَـمَ الوالِـداتِ فِـي الأَثقـالِي

صَـدَقَ الجَـارُ إِنَّنـا قَـد قَتَلنـا------- بِقِبـالِ النِّعـالِ رَهـطَ الرِّجـالِي

لا تَمَـلَّ القِتـالَ يَا ابـنَ عَبـادٍ------ صَبِّرِ النَّفـسَ إِنَّنِـي غَيـرُ سَـالِي

يا خَليلَـيَّ قَـرِّبـا اليَـومَ مِنِّـي------ كُـلَّ وَردٍ وَأَدهَــمٍ صَـهَّـالِي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- لِكُلَيـب الَّـذِي أَشَـابَ قَذالِـي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- وَاسأَلانِـي وَلا تُطيـلا سُؤَالِـي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- سَوفَ تَبدو لَنـا ذَواتُ الحِجـالِي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------ إِنَّ قَـولِـي مُطـابِـقٌ لِفِعالِـي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- لِكُلَيـبٍ فَـداهُ عَمِّـ وَخالِـي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------ لاِعتِنـاقِ الكُمَـاةِ وَالأَبـطـالِ

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- سَوفَ أُصلِـي نِيـرانَ آلِ بِـلالِي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- إِن تَلاقَـت رِجالُهُـم وَرِجالِـي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي ------طَالَ لَيلِـي وَأَقصَـرَت عُذَّالِـي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي-------- يَا لَبَكرٍ وَأَيـنَ مِنكُـم وِصَالِـي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- لِنـضَـالٍ إِذَا أَرَادُوا نِضَـالِـي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- لِقَتيـلٍ سَفَتـهُ ريـحُ الشَّمـالِي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- مَـعَ رُمـحٍ مُثَـقَّـفٍ عَسَّـالِي

قَـرِّبـا مَربَـطَ المُشَهَّـرِ مِنِّـي------- قَـرِّبـاهُ وَقَـرِّبـا سِربَـالِـي

ثُمَّ قُـولاَ لِكُـلِّ كَهـلٍ وَنـاشٍ------- مِن بَنِي بَكـرٍ جَـرِّدُوا لِلقِتـالِي

قَـد مَلَكناكُـمُ فَكونـوا عَبيـداً------- مَا لَكُم عَن مِلاكِنا مِـن مَجَـالِي

وَخُذوا حِذرَكُم وَشُدّوا وَجِـدُّوا------- وَاصبِـرُوا لِلنِّـزالِ بَعـدَ النِّـزالِي

فَلَقَد أَصبَحَـت جَمائِـعُ بَكـرٍ------- مِثلَ عَادٍ إِذ مُزِّقَت فِـي الرِّمَـالِي

يَا كُلَيبـاً أَجِـب لِـدعـوَةِ دَاعٍ------- موجَـعِ القَلـبِ دائِـمِ البَلبَـالِي

فَلَقَد كُنتَ غَيـرَ نِكـسٍ لَـدَى ال--------بَـأسِ وَلا واهِـنٍ وَلا مِكسَـالِي

قَد ذَبَحنَا الأَطفالَ مِـن آلِ بَكـرٍ------- وَقَهَـرنَـا كُماتَهُـم بِالنِّضـالِي

وَكَرَّرنَـا عَلَيهِـمِ وَانثَنَـيـنـا------- بِسُيـوفٍ تَقُـدُّ فِـي الأَوصَـالِي

أَسلَموا كُلَّ ذَاتِ بَعـلٍ وَأُخـرَى------- ذَاتَ خِدرٍ غَـرَّاءَ مِثـلَ الهِـلالِي

يَا لَبَكـرٍ فَأَوعِـدوا مَـا أَرَدتُّـم------- وَاستَطَعتُم فَمَـا لِـذَا مِـن زَوَالِي

ومعنى قول المهلهل

قربا مربط المشهر مني -------لكليب فداه عم وخالي

وذلك لان بني بكر اخوال ربيعه ابوكليب والمهلهل

( فأم ربيعة ومرة بن ذهل بن شيبان بكريه ) وأخوال أبيك أخوال لك

وهاذا تعرفه العرب قديما وفي نفس الوقت مرة بن ذهل بن شيبان والد جساس

هو عم كليب والمهلهل لانه اخو ربيعه والد كليب والمهلهل


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #656


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)





بيت شائع.. و مجد ضائع ....


بيت شعر شاع بين الناس، تناقلوه وحفظوه عن ظهر قلب، بعضهم ينسبه لمن استخدمه في خطاب أو مناسبة، كثيرون ينسبونه لشاعر غير قائله، البعض يعرف اسم قائله وقلة قليلة تحفظ أبياتا من القصيدة التي ورد فيها، وأبيات أخرى جرت على ألسنة الناس أمثالا وحكما دون أن نتذكر القصيدة التي وردت فيها، وفي الشعر العربي هناك ما يسمى عيون ودرر الأبيات التي تناولها أكثر من شاعر في قصائدهم، وشاعت بين الناس باسم أشهرهم، وسيكون لنا في كل مرة وقفة مع بيت شعر شائع ومجد شاعر ضائع والى البيت الأول:





أعلمه الرماية كل يـوم


فلما أشتد ساعده رماني




بيت الشعر أعلاه شاع بين الناس انه انه للشاعر معن بن أوس المزني المتوفى عام 683م، وجرى على ألسنة الناس مثلا وحكمة لمن ينقلب على من علمه، وما لا يعرفه الكثيرون ان الشاعر الذي كف بصره أواخر أيامه له ما عرف باسم لامية العجم ويقول في أبيات منها :





لعمرك ما أدري وإني لأوجـل


على أينـا تغـدو المنيـة أول


وإني أخوك الدائم العهد لم أحل


إن أبزاك خصم أو نبابك منزل




أما بيت القصيدة موضوعنا 'أعلمه الرماية'، فقد ورد قبل أن يقتبسه الشاعر الذي أشتهر البيت بأسمه في قصيدة للشاعر مالك بن فهم الأزدي المتوفى عام 157م، أي قبل عصر شاعرنا معن بن أوس المزني، وقد ورد في قصيدة يقول مطلعها :





ألا من مبلـغ أبنـاء فهـم


بمألكة من الرجـل العمانـي


و بلغ منهبا و ابني خنيـس


و سعد اللات و الحي اليماني




و يأتي ذكر البيت في قصيدة الشاعر مالك بن فهم الأزدي في قوله :




جزاه الله من ولد جزاء


سليمة انه شر جزانـي


أعلمه الرماية كل يـوم


فلما أشتد ساعده رماني


وكم علمته نظم القوافي


فلما قال قافية هجانـي





وورد في قصيدة أخرى للشاعر ابن أبي حصينة واسمه الحسين بن عبدالله الذي عاش في الفترة بين 998 - 1064م في قصيدة يقول مطعلها :





ذري عذلي فشانك غير شاني


ولا تتملكي طرفـي عنانـي


وردي يا ابنة السلمي قلبـي


فقد قارفت قلبي مـا كفانـي




حتى يصل الشاعر ابن أبي حصينة إلى البيت موضوع اليوم فيقول :





لهان على ما ألقى ولكـن


تعالي فانظري بمن إبتلاني


أعلمه الرماية كـل يـوم


فلما أشتد ساعده رمانـي


أفخر الملك عش ابدا فإني


بعيشك من زماني في أمان




و أخيراً نصل إلى القصيدة التي أشتهر فيها بيت الشعر أعلاه و يقول المزني فيها :





لعمر أبـي ربيعـة مـا نفـاه


من أرض بني ربيعة من هوان


لكان هوى الغني إلـى غنـاه


وكان من العشيرة في مكـان


تكنفـه الوشـاة فأزعـجـوه


ودس من فضالة غير وانـي


فلـولا أن أم أبـيـه أمــي


وأن من قد هجاه فقد هجانـي


و أن أبي ابـوه لـذاق منـي


مرارة مبردي ولكـان شانـي


إذا لأصابـه منـي هـجـاء


يذل به الروي علـى لسانـي


أعلمـه الرمايـة كـل يـوم


فلما أشتـد ساعـده رمانـي




منقول من الأخ فهد مبارك... جريدة القبس الكويتية...





رواية أخرى بإختلاف بسيط




الصواب استد


مجمع الأمثال [ جزء 2 - صفحة 200 ]
3410 - لَمَّا اسْتَدُّ سَاعِدُهُ رَمَانِي
يضرب لمن يسىء إليك وقد أحسنت إليه قَال الشاعر :




فَيَا عَجَباً لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً


ألقَّمُهُ بأطْـراَفِ الْبَنَـانِ


أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يـوَمٍ


فَلَمَّا اسْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني


وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي


فَلَمَّا قَال قَافِيَـةً هَجَانـي


أعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْـتٍ


فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَانـي





لسان العرب [ جزء 3 - صفحة 207 ]
وأَما السَّداد بالفتح فإِنما معناه الإِصابة في المنطق أَن يكون الرجل مُسَدَّداً ويقال إِنه لذو سَداً في منطقه وتدبيره وكذلك في الرمي يقال سَدَّ السَّهْمُ يَسِدُّ إِذا استقام وسَدَّدْتُه تسديداً واسْتَدَّ الشيءُ إِذا استقام وقال أُعَلِّمُه الرِّمايَةَ كلَّ يومٍ فلما اشْتَدَّ ساعِدُه رَماني قال الأَصمعي اشتد بالشين المعجمة ليس بشيء

كتاب العين [ جزء 7 - صفحة 183 ]
والسَّدادُ : مصدر ومنه السَّديد قال :





أُعلِّمُه الرِّمايةَ كُلَّ يَـومٍ


فلما استَدَّ ساعدُه رَماني




تصحيح التصحيف وتحرير التحريف - (ج 1 / ص 24)
ويقولون: اشتدّ ساعِدُه. والصواب: اسْتَدّ بالسين المهملة، المراد به السداد في المَرْمَى، وعليه قول امرئ القيس:
أعلّمُه الرمايةَ كُلَّ يومٍ ... فلما استدّ ساعِدُه رَماني
وقد رواه بعضهم بالشين المعجمة، وأراد به القوة.
(ص) الذي رواه أبو يعقوب بن خُرّزاذ وغيره من جِلّة العلماء بالسين غير المعجمة، قال: وسمعت أبا القاسم بن أبي مخلد العُماني يأخذ على رجل أنشده بحضرته بالشين فقال: معنى استدّ: صار سديداً، والرميُ لا يوصف بالشدة، وإنما يوصف بالسداد وهو الإصابة.


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #657


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



ودنا بالطيب بـس الدهـر جحـاد طيـب
كل ما تخلص مع الناس كنـك تغشهـا

يدك لامدت وفـاء لاتحـرى وش تجيـب
كان جاتك سالمـه حـب يـدك وخشهـا

كـل ماشبيـت نـار المحبـه مـع حبيـب قام
يسحـل فـي مشاهيبهـا ويرشهـا

وكل ما واجهت لك فالزمن وجه غريب
مثل ماقال المثل دام تمشـي مشهـا

وذمـةٍ ماهيـب تنـدار للحـق المصيـب
جعل قشاش الحطب لاسرح يقتشهـا


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #658


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)




قصيدة أبو الحسن التهامي في رثاء ابنه والتي تعد من أعظم قصائد الرثاء والحكمة كاملةً

قبل أن أورد القصيدة سأذكر شيئاً من سيرة الشاعر أبو الحسن التهامي
هوعلي بن محمد بن فهد، أبو الحسن التهامي الشاعر. وهو من الشعراء المحسنين المجيدين، أصحاب الغوص. مولده ومنشؤه باليمن، وطرأ على الشام وسافر منها، إلى العراق والى الجبل، ولقي الصاحب بن عبَّاد، وقرأ عليه، وانتحل مذهب الاعتزال، وأقام ببغداد، وروى بها شعره، ثمَّ عاد إلى الشام، وتنقَّل في بلادها، وتقلَّد الخطابة بالرّملة، وتزوَّج بها. وكانت نفسه تحدّثه بمعالي الأمور، وكان يكتم نَسَبَه، فيقول تارةً إنَّه من الطالبيِّين، وتارةً من بني أميَّة، ولا يتظاهر بشيءٍ من الأَمرين. وكان متورِّعاً، صَلِفَ النفس، متقشِّفاً، يطلب الشيء من وجهه، ولا يريده إلاَّ من حِلِّه. نسخ شعر البحتري، فلما بلغ أبياتاً فيها هجوٌ امتنع من كتبها، وقال: لا أُسطِّر بخطِّي مثالبَ الناس. وكان قد وصل إلى الديار المصرية مستخفياً، ومعه كتبٌ كثيرة من حسَّان بن مفرّج بن دغفل البدوي، وهو متوجِّه إلى بني قُرَّة، فظفروا به، فقال: أنا من تميم؛ فلمَّا انكشف حاله عُلم أنه التهامي الشاعر، فاعتُقل بخزانة البنود بالقاهرة لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وأربع مائة. ثمَّ إنَّه قُتل سرًّا في سجنه، تاسع جمادى الأولى من السنة المذكورة. وكان أصفر اللون. ورُئيَ بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي. قيل له: بأيِّ الأَعمال؟ قال: بقولي في مرثية ولدٍ لي صغير، وهو: جاورتُ أعدائي وجاور ربَّهُ ... شتَّانَ بين جوارِهِ وجواري وهذه القصيدة قالها في رثاء ابنه وقد عُدت من عيون قصائد الرثاء والحكمه.

حـكـمُ المنـيَّـةِ فـــي الـبـريَّـةِ جـــار
مـــا هـــذه الـدُّنـيــا بــــدار قــــرارِ

بيـنـا يُــرى الإنـسـانُ فيـهـا مُخـبـراً
حـتَّـى يُــرى خـبـراً مــن الأَخـبــارِ

طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا
صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ

ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا
متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ

وإذا رجـــوتَ المسـتـحـيـلَ فـإنَّـمــا
تبـنـي الـرجـاءَ عـلـى شفـيـرٍ هـــارِ

فالـعـيـشُ نــــومٌ والـمـنـيَّـةُ يـقـظــةٌ
والــمــرءُ بيـنـهـمـا خــيــالٌ ســــارِ

فـاقْـضـوا مـآربـكـم عِـجــالاً إنَّــمــا
أعـمـارُكـم سَـفَــرٌ مـــن الأســفــارِ

وتراكضـوا خيـلَ الشبـابِ وبـادروا
أن تُــسْــتَــرَدَّ فــإنَّــهــنَّ عَـــــــوارِ

فالدهـر يخـدع بالمـنـى ويُـغِـصَّ إن
هَـنَّــا ويـهــدم مــــا بــنــى بــبَــوارِ

ليس الزمـانُ وإن حرصـتَ مسالمـاً
خُـلُـقُ الـزمــانِ عـــداوَةُ الأحـــرارِ

إنِّــي وُتِــرْتُ بـصـارمٍ ذي رَوْنَـــقٍ
أعـــددتُـــه لــطــلابــةِ الأوتـــــــارِ

أُثـنــي عـلـيـه بـأثــرِهِ ولــــو أنَّــــهُ
لــــو يُـغْـتَـبَــط أثـنــيــتُ بــالآثـــارِ

يـا كوكبـاً مــا كــانَ أقـصـرَ عـمـرَهُ
وكــذا تـكــون كـواكــبُ الأسـحــارِ

وهــلالَ أيَّــامٍ مـضـى لـــم يـسـتـدرْ
بــدراً ولــم يُمْـهَـلْ لـوقــتِ سِـــرارِ

عَجِـلَ الخُسـوفُ عليـه قـبـل أوانِــهِ
فـغـطَّــاهُ قــبــل مَـظِـنَّــةِ الإبـــــدارِ

واسـتُــلَّ مــــن لأقــرانِــهِ ولــداتِــهِ
كالمُـقـلَـةِ اسـتُـلَّـتْ مـــن الأشــفــارِ

فــكـــأنَّ قـلــبــي قــبـــرُهُ وكــأنَّـــهُ
فـــي طـيِّــهِ سِـــرٌ مـــن الأســـرارِ

إنْ تَحْتَـقِـرْ صـغـراً فـــربَّ مُـفـخَّـمٍ
يـبـدو ضـئـيـلَ الـشـخـص للـنُّـظَّـارِ

إنَّ الـكـواكـبَ فـــي عـلــوِّ محـلِّـهـا
لَتُـرى صِغـاراً وهـي غيـرُ صـغـارِ

وَلَـدُ المعـزَّى بعـضُـهُ فــإذا مـضـى
بـعـضُ الفـتـى فالـكـلُّ فــي الآثــارِ

أبـكـيـهِ ثـــمَّ أقـــولُ مـعـتــذراً لــــهُ
وُفِّــقْــتَ حــيــنَ تــركـــتَ ألأم دارِ

جــاورتُ أعـدائـي وجـــاورَ ربَّـــهُ
شـتَّــانَ بـيــن جـــوارهِ وجــــواري

أشكـو بعـادك لـي وأنــت بمـوضـعٍ
لـولا الـرَّدى لسمعـتَ فيـه سِـراري

ما الشـرقُ نحـو الغـرب أبعـدَ شُقَّـةً
مــن بُـعـد تـلـك الخمـسـةِ الأشـبـارِ

هيهـاتَ قـد علِقتـكَ أسـبـابُ الــرَّدى
وأبـــادَ عـمــرَك قـاصــمُ الأعـمــارِ

ولقـد جـريـتَ كـمـا جـريـتُ لغـايـةٍ
فبلغتَـهـا وأبـــوكَ فـــي المِـضـمـارِ

فــإذا نطـقـتُ فـأنــتَ أوَّلُ مَنـطـقـي
وإذا سـكـتُّ فـأنـت فــي إضـمـاري

أُخفـي مـن البُرَحـاءِ نـاراً مـثـلَ مــا
يُخفـي مــن الـنـارِ الـزنـادُ الــواري

وأُخفِّـضُ الزَّفَـراتِ وهـي صواعـدٌ
وأُكفـكـفُ العَـبَـراتِ وهــي جَــوارِ

وأكُـــفُّ نـيــرانَ الأســـر ولـربَّـمـا
غُـلِـبَ التصـبُّـرُ فارتـمـتْ بـشَــرارِ

وشهـاب زَنـد الـحـزن إن طاوعـتـهُ
وارٍ وإن عــاصــيــتــهُ مــــتــــوارِ

ثــوبُ الـرئـاءِ يـشِـفُّ عـمَّــا تـحـتـهُ
فـــإذا التـحـفـتَ بـــهِ فـإنَّــكَ عـــارِ

قـصُـرَتْ جفـونـي أم تبـاعـد بيـنـهـا
أمْ صُـــوِّرَتْ عـيـنـي بـــلا أشـفــارِ

جَفَـتِ الكـرى حـتَّـى كــأنَّ غِــرارهُ
عنـد اغتمـاضِ الطـرف حـدُّ غِـرارِ

ولــوِ استـعـارتْ رقــدةً لـدحـا بـهـا
مـــا بـيــن أجـفـانـي مـــن الـتـيَّــارِ

أُحـيـي ليـالـي الـتِّـمِّ وهــي تُميتُـنـي
ويُـمـيـتـهــنَّ تــبــلُّــجُ الأســـحــــارِ

والصـبـحُ قــد غـمـرَ النـجـومَ كـأنَّـهُ
سـيـلٌ كـمــا فـطـفـا عـلــى الـنُــوَّارِ

لـو كنـتَ تُمنـعُ خـاض دونـك فتـيـةٌ
مــنَّــا بُــحُــرَ عــوامـــلٍ وشِــفـــارِ

فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضـاً مـن دمٍ
ثـــمَّ انـثـنَـوا فـبـنَـوا سـمــاء غُـبــارِ

قــومٌ إِذا لبـسـوا الــدروع حسبتَـهـا
سُـحُـبـاً مُــــزَرَّرةً عــلــى أقــمــارِ

وتــرى سـيـوفَ الـدارعـيـنَ كـأنَّـهـا
خُـلُــجٌ تُـمَــدُّ بـهــا أكــــفُّ بــحــارِ

لـو أشـرعـوا أيمانـهـم مــن طولـهـا
طعنـوا بهـا عِـوَضَ القـنـا الخـطَّـارِ

شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها
فـــي كــــلِّ آنٍ نُـجـعَــةَ الأمــطــارِ

جنبوا الجيادَ إلـى المطـيِّ فراوحـوا
بـيـن الـســروج هـنــاك والأكـــوارِ

وكأنَّـهـم مــلأوا عِـيــابَ دروعـهــمْ
وغُـمـودَ أنصُـلِـهـم ســـرابَ قـفــارِ

وكـأنَّـمـا صَـنَــعُ الـسـوابــغِ غَــــرَّهُ
مــاءُ الحـديـدِ فـصـاغَ مــاءَ قَـــرارِ

زَرَداً وأحـكـم كــلَّ مَـوْصِـلِ حلـقـةٍ
بحَـبـابـةٍ فـــي مـوضــع المـسـمـارِ

فـتـدرَّعـوا بـمـتــون مــــاءٍ راكــــدٍ
وتـقـنَّـعـوا بـحَـبــاب مــــاءٍ جــــارِ

أُسْـــدٌ ولـكــن يــؤثــرون بــزادهــمْ
والأُســـدُ لــيــس تــديــن بـالإيـثــارِ

يتعطَّـفـونَ عـلــى الـمُـجـاورِ فـيـهـمُ
بالـمُـنْـفِـسـات تـعــطُّــفَ الآظـــــارِ

يتـزيَّـنُ الـنـادي بـحُـسـن وجـوهـهـمْ
كـتــزيُّــنِ الـــهـــالات بــالأقــمــارِ

مـن كـلِّ مَـن جعـل الظُّبـى أنصـارَهُ
وكَـرُمْـنَ فاستغـنـى عــنِ الأنـصـارِ

والـلـيـثُ إن سـاورْتَــهُ لـــم يَـتِّـكِــل
إلاَّ عــلــى الأنــيـــابِ والأظــفـــارِ

وإذا هــو اعـتـقـل الـقـنـاةَ حسبـتَـهـا
صِــــلاًّ تـأبَّـطَــهُ هِــزَبْــرٌ ضـــــارِ

زَرَدُ الـدِّلاصِ مـن الطِّعـان برمحـهِ
مـثـل الأســاور فــي يــد الإســوارِ

ويـجـرُّ ثــمَّ يـجـرُّ صـعــدَةَ رمـحِــهِ
فــي الجحـفـلِ المتضـايـقِ الـجـرَّارِ

مــا بـيـن ثــوبٍ بـالـدمـاء مُـضَـمَّـخٍ
خَــلَــقٍ ونــقــعٍ بـالـطِّــراد مُــثـــارِ

والـهُـونُ فــي ظِــلِّ الهُوَيْـنـا كـامـنٌ
وجـلالـةُ الأخـطـارِ فــي الإخـطـارِ

تــنــدى أسِــــرَّةُ وجــهــهِ ويـمـيـنـهُ
فــي حـالــةِ الإعـســارِ والإيـســارِ

يـحـوي المعـالـيَ خـالِـبـاً أو غـالـبـاً
أَبـــداً يُــــدارى دونــهــا ويُــــداري

ويـمــدُّ نـحــو المـكـرُمـاتِ أنـامــلاً
لــلــرزقِ فــــي أثـنـائـهـنَّ مــجــارِ

قـد لاحَ فـي ليـل الشـبـاب كـواكـبٌ
إن أُمـهـلـتْ آلـــتْ إلـــى الإسـفــارِ

وتلَـهُّـبُ الأحـشـاءِ شـيَّـبَ مَـفْـرقـي
هــذا الضـيـاءُ شُــواظُ تـلـك الـنــارِ

شـابَ القَـذالُ وكـلُّ غـصـنٍ صـائـرٌ
فَيـنـانـهُ الأحـــوى إلـــى الأزهـــارِ

والشبـه منجـذبٌ فلِـمْ بيـضُ الـدُّمـى
عــن بـيــضِ مـفـرقـهِ ذواتُ نـفــارِ

وتــوَدُّ لــو جعـلـتْ ســوادَ قلـوبـهـا
وســوادَ أعينـهـا خِـضـابَ عِــذاري

لا تنـفـر الظَّبـيـات مـنـهُ فـقــد رأت
كيـف اختـلافُ النبـت فـي الأطـوارِ

شـيــئــان يـنـقـشـعـان أوَّلَ وهــلـــةٍ
ظــلُّ الشـبـاب وصُحـبـةُ الأشــرارِ

لا حـبَّـذا الـشـيـبُ الـوفــيُّ وحـبَّــذا
شــرخُ الـشـبـابِ الـخـائـنِ الـغــدَّارِ

وَطَـري مـن الدُّنيـا الشبـاب ورَوقـهُ
فإذا انقضـى فقـد انقضـتْ أوطـاري

قَـصُـرَتْ مسـافـتُـهُ ومـــا حسـنـاتُـهُ
عــــنــــدي ولا آلاؤُهُ بـــقـــصـــارِ

نــزداد هـمًّـا كلَّـمـا ازددنـــا غـنًــى
فالفـقـر كــلُّ الفـقـرِ فـــي الإكـثــارِ

مـا زاد فـوق الـزادِ خُـلِّـفَ ضائـعـاً
فـــي حــــادثٍ أو وارثٍ أو عــــارِ

إنِّــي لأرحــم حـاسـدِيَّ لـحــرِّ مـــا
ضـمَّـت صـدورهـمُ مــن الأوغـــارِ

نـظـروا صنـيـع الله بـــي فعيـونُـهـمْ
فـــي جـنَّــةٍ وقلـوبـهـم فـــي نــــارِ

لا ذنبَ لـي قـد رمـتُ كتـمَ فضائلـي
فكـأنَّـنـي بَـرْقَـعْــتُ وجــــهَ نــهــارِ

وستـرتـهـا بـتـواضـعـي فتـطـلَّـعَـت
أعنـاقـهـا تـعـلـو عــلــى الأســتــارِ

ومــن الـرجــال مـجـاهـلٌ ومـعـالـمٌ
ومــن النـجـوم غـوامــضٌ ودراري

والـنـاسُ مشتبـهـون فــي إيـرادهــمْ
وتـبـايـنُ الأقـــوام فـــي الإصـــدارِ

عَمْـري لقـد أوطأتُهـم طُـرُقَ العُـلـى
فعـمُـوا ولــم يـطـأوا عـلـى آثــاري

لـو أبصـروا بعيونهـم لاستبـصـروا
لكـنَّـهـا عـمـيــتْ عــــن الإبــصــارِ

أَلا سعَـوا سـعـيَ الـكـرام فـأدركـوا
أو سـلّــمــوا لـمــواقــع الأقــــــدارِ

ذهـبَ التكـرُّمُ والوفـاءُ مـن الــوَرَى
وتـصــرَّمــا إلاَّ مـــــن الأشــعـــارِ

وفشـتْ جنـايـات الثـقـات وغيـرهـمْ
حـتَّــى اتَّهـمـنـا رؤيـــةَ الأبــصــارِ

ولربَّـمـا اعتـضـد الحـلـيـمُ بـجـاهـلٍ
لا خـيـر فــي يُمـنـى بغـيـر يـســارِ


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #659


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



المعلقات السبع (1)


تعريف للمعلقات

كان فيما اُثر من أشعار العرب ، ونقل إلينا من تراثهم الأدبي الحافل بضع قصائد من مطوّلات الشعر العربي ، وكانت من أدقّه معنى ، وأبعده خيالاً ، وأبرعه وزناً ، وأصدقه تصويراً للحياة ، التي كان يعيشها العرب في عصرهم قبل الإسلام ، ولهذا كلّه ولغيره عدّها النقّاد والرواة قديماً قمّة الشعر العربي وقد سمّيت بالمطوّلات ، وأمّا تسميتها المشهورة فهي المعلّقات . نتناول نبذةً عنها وعن أصحابها وبعض الأوجه الفنّية فيها :

فالمعلّقات لغةً من العِلْق : وهو المال الذي يكرم عليك ، تضنّ به ، تقول : هذا عِلْقُ مضنَّة . وما عليه علقةٌ إذا لم يكن عليه ثياب فيها خير ، والعِلْقُ هو النفيس من كلّ شيء ، وفي حديث حذيفة : «فما بال هؤلاء الّذين يسرقون أعلاقنا» أي نفائس أموالنا . والعَلَق هو كلّ ما عُلِّق .

وأمّا المعنى الاصطلاحي فالمعلّقات : قصائد جاهليّة بلغ عددها السبع أو العشر ـ على قول ـ برزت فيها خصائص الشعر الجاهلي بوضوح ، حتّى عدّت أفضل ما بلغنا عن الجاهليّين من آثار أدبية4 .

والناظر إلى المعنيين اللغوي والاصطلاحي يجد العلاقة واضحة بينهما ، فهي قصائد نفيسة ذات قيمة كبيرة ، بلغت الذّروة في اللغة ، وفي الخيال والفكر ، وفي الموسيقى وفي نضج التجربة ، وأصالة التعبير ، ولم يصل الشعر العربي إلى ما وصل إليه في عصر المعلّقات من غزل امرئ القيس ، وحماس المهلهل ، وفخر ابن كلثوم ، إلاّ بعد أن مرّ بأدوار ومراحل إعداد وتكوين طويلة .

وفي سبب تسميتها بالمعلّقات هناك أقوال منها :

لأنّهم استحسنوها وكتبوها بماء الذهب وعلّقوها على الكعبة ، وهذا ما ذهب إليه ابن عبد ربّه في العقد الفريد ، وابن رشيق وابن خلدون وغيرهم ، يقول صاحب العقد الفريد : « وقد بلغ من كلف العرب به )أي الشعر) وتفضيلها له أن عمدت إلى سبع قصائد تخيّرتها من الشعر القديم ، فكتبتها بماء الذهب في القباطي المدرجة ، وعلّقتها بين أستار الكعبة ، فمنه يقال : مذهّبة امرئ القيس ، ومذهّبة زهير ، والمذهّبات سبع ، وقد يقال : المعلّقات ، قال بعض المحدّثين قصيدة له ويشبّهها ببعض هذه القصائد التي ذكرت :

برزةٌ تذكَرُ في الحسـ ـنِ من الشعر المعلّقْ

كلّ حرف نـادر منـ ـها له وجـهٌ معشّ

أو لأنّ المراد منها المسمّطات والمقلّدات ، فإنّ من جاء بعدهم من الشعراء قلّدهم في طريقتهم ، وهو رأي الدكتور شوقي ضيف وبعض آخر . أو أن الملك إذا ما استحسنها أمر بتعليقها في خزانته .

هل علّقت على الكعبة؟

سؤال طالما دار حوله الجدل والبحث ، فبعض يثبت التعليق لهذه القصائد على ستار الكعبة ، ويدافع عنه ، بل ويسخّف أقوال معارضيه ، وبعض آخر ينكر الإثبات ، ويفنّد أدلّته ، فيما توقف آخرون فلم تقنعهم أدلّة الإثبات ولا أدلّة النفي ، ولم يعطوا رأياً في ذلك .

المثبتون للتعليق وأدلّتهم :

لقد وقف المثبتون موقفاً قويّاً ودافعوا بشكل أو بآخر عن موقفهم في صحّة التعليق ، فكتبُ التاريخ حفلت بنصوص عديدة تؤيّد صحّة التعليق ، ففي العقد الفريد ذهب ابن عبد ربّه ومثله ابن رشيق والسيوطيوياقوت الحموي وابن الكلبي وابن خلدون ، وغيرهم إلى أنّ المعلّقات سمّيت بذلك; لأنّها كتبت في القباطي بماء الذهب وعلّقت على أستار الكعبة ، وذكر ابن الكلبي : أنّ أوّل ما علّق هو شعر امرئ القيس على ركن من أركان الكعبة أيّام الموسم حتّى نظر إليه ثمّ اُحدر ، فعلّقت الشعراء ذلك بعده .

وأمّا الاُدباء المحدّثون فكان لهم دور في إثبات التعليق ، وعلى سبيل المثال نذكر منهم جرجي زيدان حيث يقول :

» وإنّما استأنف إنكار ذلك بعض المستشرقين من الإفرنج ، ووافقهم بعض كتّابنا رغبة في الجديد من كلّ شيء ، وأيّ غرابة في تعليقها وتعظيمها بعدما علمنا من تأثير الشعر في نفوس العرب؟! وأمّا الحجّة التي أراد النحّاس أن يضعّف بها القول فغير وجيهة ; لأنّه قال : إنّ حمّاداً لمّا رأى زهد الناس في الشعر جمع هذه السبع وحضّهم عليها وقال لهم : هذه هي المشهورات ، وبعد ذلك أيّد كلامه ومذهبه في صحّة التعليق بما ذكره ابن الأنباري إذ يقول : وهو ـ أي حمّاد ـ الذي جمع السبع الطوال ، هكذا ذكره أبو جعفر النحاس ، ولم يثبت ما ذكره الناس من أنّها كانت معلّقة على الكعبة . »

وقد استفاد جرجي زيدان من عبارة ابن الأنباري : « ما ذكره الناس » ، فهو أي ابن الأنباري يتعجّب من مخالفة النحاس لما ذكره الناس ، وهم الأكثرية من أنّها علقت في الكعبة .

النافون للتعليق :

ولعلّ أوّلهم والذي يعدُّ المؤسّس لهذا المذهب ـ كما ذكرنا ـ هو أبو جعفر النحّاس ، حيث ذكر أنّ حمّاداً الراوية هو الذي جمع السبع الطوال ، ولم يثبت من أنّها كانت معلّقة على الكعبة ، نقل ذلك عنه ابن الأنباري . فكانت هذه الفكرة أساساً لنفي التعليق :

كارل بروكلمان حيث ذكر أنّها من جمع حمّاد ، وقد سمّاها بالسموط والمعلّقات للدلالة على نفاسة ما اختاره ، ورفض القول : إنّها سمّيت بالمعلّقات لتعليقها على الكعبة ، لأن هذا التعليل إنّما نشأ من التفسير الظاهر للتسمية وليس سبباً لها ، وهو ما يذهب إليه نولدكه .

وعلى هذا سار الدكتور شوقي ضيف مضيفاً إليه أنّه لا يوجد لدينا دليل مادّي على أنّ الجاهليين اتّخذوا الكتابة وسيلة لحفظ أشعارهم ، فالعربية كانت لغة مسموعة لا مكتوبة . ألا ترى شاعرهم حيث يقول :

فلأهدينّ مع الرياح قصيدة منّي مغـلغلة إلى القعقاعِ

ترد المياه فـما تزال غريبةً في القوم بين تمثّل وسماعِ؟

ودليله الآخر على نفي التعليق هو أنّ القرآن الكريم ـ على قداسته ـ لم يجمع في مصحف واحد إلاّ بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) (طبعاً هذا على مذهبه) ، وكذلك الحديث الشريف . لم يدوّن إلاّ بعد مرور فترة طويلة من الزمان (لأسباب لا تخفى على من سبر كتب التأريخ وأهمّها نهي الخليفة الثاني عن تدوينه) ومن باب أولى ألاّ تكتب القصائد السبع ولا تعلّق .

وممّن ردّ الفكرة ـ فكرة التعليق ـ الشيخ مصطفى صادق الرافعي ، وذهب إلى أنّها من الأخبار الموضوعة التي خفي أصلها حتّى وثق بها المتأخّرون .

ومنهم الدكتور جواد علي ، فقد رفض فكرة التعليق لاُمور منها :

1 ـ أنّه حينما أمر النبي بتحطيم الأصنام والأوثان التي في الكعبة وطمس الصور ، لم يذكر وجود معلقة أو جزء معلّقة أو بيت شعر فيها .

2 ـ عدم وجود خبر يشير إلى تعليقها على الكعبة حينما أعادوا بناءَها من جديد .

3 ـ لم يشر أحد من أهل الأخبار الّذين ذكروا الحريق الذي أصاب مكّة ، والّذي أدّى إلى إعادة بنائها لم يشيروا إلى احتراق المعلّقات في هذا الحريق .

4 ـ عدم وجود من ذكر المعلّقات من حملة الشعر من الصحابة والتابعين ولا غيرهم .

ولهذا كلّه لم يستبعد الدكتور جواد علي أن تكون المعلّقات من صنع حمّاد ، هذا عمدة ما ذكره المانعون للتعليق .

بعد استعراضنا لأدلة الفريقين ، اتّضح أنّ عمدة دليل النافين هو ما ذكره ابن النحاس حيث ادعى أن حماداً هو الذي جمع السبع الطوال .

وجواب ذلك أن جمع حماد لها ليس دليلا على عدم وجودها سابقاً ، وإلاّ انسحب الكلام على الدواوين التي جمعها أبو عمرو بن العلاء والمفضّل وغيرهما ، ولا أحد يقول في دواوينهم ما قيل في المعلقات . ثم إنّ حماداً لم يكن السبّاق إلى جمعها فقد عاش في العصر العباسي ، والتاريخ ينقل لنا عن عبد الملك أنَّه عُني بجمع هذه القصائد (المعلقات) وطرح شعراء أربعة منهم وأثبت مكانهم أربعة .

وأيضاً قول الفرزدق يدلنا على وجود صحف مكتوبة في الجاهلية :

أوصى عشية حين فارق رهطه عند الشهادة في الصحيفة دعفلُ

أنّ ابن ضبّة كـان خيرٌ والداً وأتمّ في حسب الكرام وأفضلُ

كما عدّد الفرزدق في هذه القصيدة أسماء شعراء الجاهلية ، ويفهم من بعض الأبيات أنّه كانت بين يديه مجموعات شعرية لشعراء جاهليين أو نسخ من دواوينهم بدليل قوله :

والجعفري وكان بشرٌ قبله لي من قصائده الكتاب المجملُ

وبعد أبيات يقول :

دفعوا إليَّ كتابهنّ وصيّةً فورثتهنّ كأنّهنّ الجندلُ

كما روي أن النابغة وغيره من الشعراء كانوا يكتبون قصائدهم ويرسلونها إلى بلاد المناذرة معتذرين عاتبين ، وقد دفن النعمان تلك الأشعار في قصره الأبيض ، حتّى كان من أمر المختار بن أبي عبيد و إخراجه لها بعد أن قيل له : إنّ تحت القصر كنزاً .

كما أن هناك شواهد أخرى تؤيّد أن التعليق على الكعبة وغيرها ـ كالخزائن والسقوف والجدران لأجل محدود أو غير محدود ـ كان أمراً مألوفاً عند العرب ، فالتاريخ ينقل لنا أنّ كتاباً كتبه أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة في حلف خزاعة لعبد المطّلب ، وعلّق هذا الكتاب على الكعبة . كما أنّ ابن هشام يذكر أنّ قريشاً كتبت صحيفة عندما اجتمعت على بني هاشم وبني المطّلب وعلّقوها في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم .

ويؤيّد ذلك أيضاً ما رواه البغدادي في خزائنه من قول معاوية : قصيدة عمرو بن كلثوم وقصيدة الحارث بن حِلزه من مفاخر العرب كانتا معلّقتين بالكعبة دهراً .

هذا من جملة النقل ، كما أنّه ليس هناك مانع عقلي أو فنّي من أن العرب قد علّقوا أشعاراً هي أنفس ما لديهم ، وأسمى ما وصلت إليه لغتهم; وهي لغة الفصاحة والبلاغة والشعر والأدب ، ولم تصل العربية في زمان إلى مستوى كما وصلت إليه في عصرهم . ومن جهة أخرى كان للشاعر المقام السامي عند العرب الجاهليين فهو الناطق الرسمي باسم القبيلة وهو لسانها والمقدّم فيها ، وبهم وبشعرهم تفتخر القبائل ، ووجود شاعر مفلّق في قبيلة يعدُّ مدعاة لعزّها وتميّزها بين القبائل ، ولا تعجب من حمّاد حينما يضمّ قصيدة الحارث بن حلزّة إلى مجموعته ، إذ إنّ حمّاداً كان مولى لقبيلة بكر بن وائل ، وقصيدة الحارث تشيد بمجد بكر سادة حمّاد ، وذلك لأنّ حمّاداً يعرف قيمة القصيدة وما يلازمها لرفعة من قيلت فيه بين القبائل .

فإذا كان للشعر تلك القيمة العالية ، وإذا كان للشاعر تلك المنزلة السامية في نفوس العرب ، فما المانع من أن تعلّق قصائد هي عصارة ما قيل في تلك الفترة الذهبية للشعر؟

ثمّ إنّه ذكرنا فيما تقدّم أنّ عدداً لا يستهان به من المؤرّخين والمحقّقين قد اتفقوا على التعليق .

فقبول فكرة التعليق قد يكون مقبولا ، وأنّ المعلّقات لنفاستها قد علّقت على الكعبة بعدما قرئت على لجنة التحكيم السنوية ، التي تتّخذ من عكاظ محلاً لها ، فهناك يأتي الشعراء بما جادت به قريحتهم خلال سنة ، ويقرأونها أمام الملإ ولجنة التحكيم التي عدُّوا منها النابغة الذبياني ليعطوا رأيهم في القصيدة ، فإذا لاقت قبولهم واستحسانهم طارت في الآفاق ، وتناقلتها الألسن ، وعلّقت على جدران الكعبة أقدس مكان عند العرب ، وإن لم يستجيدوها خمل ذكرها ، وخفي بريقها ، حتّى ينساها الناس وكأنّها لم تكن شيئاً مذكوراً .


 

رد مع اقتباس
قديم 07-09-2012   #660


الصورة الرمزية مفرح التليدي
مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 5 يوم (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: مدونة أبو مسلم (قصص وفوائد ونوادر)



المعلقات السبع (2)



معلقة امرؤ القيس


قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ

بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها

لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا

وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ

كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا

لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ

يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ

وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ

فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا

وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ

إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا

نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً

عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي

ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ

وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ

ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي

فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ

فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا

وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ

ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ

فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي

تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً

عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ

ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ

فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ

إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ

بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ

ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ

عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ

أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ

وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي

وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ

وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ

فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ

وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي

بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ

وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا

تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ

تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً

عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي

إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ

تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّـلِ

فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا

لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ

فَقَالـَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ

وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي

خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا

عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ

فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى

بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَـتْ

عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ

مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْرُ مُفَاضَــةٍ

تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــلِ

كَبِكْرِ المُقَـانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ

غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ

تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي

بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ

وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِـشٍ

إِذَا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلاَ بِمُعَطَّــلِ

وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ

أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ

غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ

تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَــلِ

وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ

وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ

وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا

نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ

وتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ

أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِـلِ

تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَــا

مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ

إِلَى مِثْلِهَـا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَــةً

إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ

تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا

ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَـلِ

ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ

نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ

عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ

وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ

ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي

بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ

فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ

بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ

وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا

عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ

وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ

بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا

قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ

كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ

ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ

وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا

بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ

مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً

كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ

كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ

عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِـزَامَهُ

إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ

مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى

أَثَرْنَ الغُبَـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ

يُزِلُّ الغُـلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَـوَاتِهِ

وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ

دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ

تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ

لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَا نَعَـامَةٍ

وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ

ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَـدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَـهُ

بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ

كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى

مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ

كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـادِيَاتِ بِنَحْـرِهِ

عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ

فَعَـنَّ لَنَا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَـهُ

عَـذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذَبَّـلِ

فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ

بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ

فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ

جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ

فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ

دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ

فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ

صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ

ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ

مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ

فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ

وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ

أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ

كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ

يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ

أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ

قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ

وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ

عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ

وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ

فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ

يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ

ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ

فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ

وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ

وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ

كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ

كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ

كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً

مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ

وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ

نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ

كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَّبَـةً

صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ

كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً

بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ




 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(قصص, أبو, مدونة, مسلم, وفوائد, ونوادر)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
انشروا سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم وردوا على الافتراءات الكاذبة ابوعلى - منتدى السـيرة النبويه 7 03-30-2024 07:34 PM
سيرة الإمام مسلم رحمه الله نسيم الجنوب - القسـم الاسلامـي 2 12-09-2016 08:47 PM


الساعة الآن 04:09 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون