قصة محزنة جدا للغايه

بسم الله الرحمن الرحيم


قصة محزنة للغايه


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد


يحدثني من أثق بعلمه وأمانته من أهل الفضل والصلاح


أحسبه والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا


أن شابا يبلغ من العمر (23) عاما من أسرة عريقة جدا


ووالده من أهل المسجد رجل صالح جدا


وقد تعلق بفتاة ذات حسب ونسب ودين


وهي كذلك أحبته حبا عظيما وتعلق


كل منهما بالآخر وطلب من والده


أن يطلب له تلك الفتاة ولاكنه رفض


لأسباب مجهوله (الله أعلم بها)


حاول مرارا وتكرارا مع والده ولاكنه


أصر على رأيه بالرفض وقال أزوجك


أي بنت تطلبها الا تلك الفتاة


فقال لن أتزوج غيرها ولا حياة لي من دونها


توسط على والده بأكثر من شخص


ولاكن لا فائده أصر الوالد على


رأـيه بالرفض وزاد تعلق ذلك الشاب


بتلك الفتاه وهي كذلك وكان حبا


عفيفا وبريئا لأبعد الحدود كما وصلني


من صاحبي الذي نقل لي القصة


وفي نهاية المطاف أصر ذلك الشاب


على أن ينتحر ويرتاح من هاذا العذاب


الذي نزل به فهو شاب فقير لا يملك


من الدنيا قليل ولا كثير وهمته عالية جدا


وفي نفس الوقت عنده جهل وضعف في الدين


فقرر أن ينتحر وأخبر بعض زملائه مسبقا


بعزمه على الانتحار فلم يصدقه زملائه


والبعض نصحه وأخبره بأن هاذا الفعل كبيرة


من كبائر الذنوب .


ووصل الى منزل والده وصلى الفجر في وقته


ثم أخذ البندق ومعه أخوه الصغير وأخبره بأنه


سوف يقتل نفسه فقال له أخوه لاتفعل أرجوك


فقال لأخيه أوصيك بهاذه الوصية ( لاتكن جبانا )


وصلى ركعتين ثم تشهد


وأطلق على نفسه النار وقتلها


ولا حول ولا قوة الا بالله أخذه بعض أقربائه


الى المستشفى ووصل وكان مغمى عليه


ثم استيقظ وشهد أن لااله الا الله ثم توفي


بعدها مباشرة رحمه الله


وقد أخبرني من نقل لي هاذه القصة


أن الشاب كان يصلي وكان بارا بوالديه


وقد دفن بعد صلاة الجمعه في مسجد جامع


في مدينة كبيره وصلى عليه أكثر من ألف مصلي


في ذلك الجامع رحمه الله



وفي هاذهي القصة قضايا هامه يجب


التنبيه عليها .



أولها :- أن الانتحار كبيرة من الكبائر دون الكفر


وصاحب الكبيرة في الدنيا مؤمن بايمانه


فاسق بكبيرته وفي الآخره تحت مشيئة الله


ان شاء عذبه وان شاء غفر له فيغسل


ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين


ويدعى له غير أن الشيخ ابن باز رحمه الله


يرى أن أهل العلم والفضل


لا يصلون عليه لأن في صلاتهم عليه


رضا بهاذا المنكر العظيم


وهاذا اجتهاد منه رحمه الله


ثانيا :- أنه يجب على المسلم أن يلجأ


الى الله دائما وأبدا ( فمن توكل على الله كفاه )


وأن يكثر من الاستغفار فمن لزم الاستغفار


جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا


ورزقه من حيث لايحتسب فيجب على المسلم


أن يعلق قلبه بالله جل في علاه مهما عظمت مصيبته .


ثالثا :- يجب على أولياء الأمور مساعدة


أبنائهم وتلبية رغباتهم ومنها تحصينهم بالزواج الشرعي


وكذلك تخفيف المهور وتيسير أمور الزواج والبحث


لأبنائهم وبناتهم عن الاكفاء فالزواج باذن الله


حصن حصين للشباب والشابات من كثير من الفتن


نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخره


رابعا :- من المعلوم أن حسنة التوحيد عند الموت


أعظم عند الله من هاذه الجريمة (الانتحار) فهاهو


أصيرم بني عبد الأشهل دخل الجنة وما صلى لله ركعه


وكذلك الغلام اليهودي الذي نطق بكلمة التوحيد


عند الموت فانقذه الله بها من النار .


خامسا :- من الخطأ الحكم بالنار على من قتل


نفسه بناءا على أحاديث خاصة بحوادث معينه


مثل قزمان الذي قتل نفسه في غزوة أحد


فقال النبي صلى الله عليه وسلم (هو في النار )


فربما يكون عنده ذنب أعظم من قتله لنفسه


فربما قاتل من أجل أن يقال بأنه شجاع


وقد ورد في الحديث الصحيح بأن أول من


تسعر بهم النار ثلاثه منهم رجل قاتل ليقال شجاعا


أو كما قال صلى الله عليه وسلم .


سادسا :- لاشك بأن الانتحار معصية عظيمه


وكبيرة من أكبر الذنوب يخشى


على من فعل ذلك ( العذاب من الله عز وجل )



نسأل الله العافية في الدنيا والآخره .


ولاحول ولاقوة الا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل .



كتبه :- مفرح بن قطمان رفيع التليدي