فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
حديث: إن مما أخاف عليكم بعدي
حديث: إن مما أخاف عليكم بعدي
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح حديث: إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: جَلَسَ رَسُولُ اللّهِ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَالَ: «إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي، مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا»، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللّهِ، فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ؟ تُكَلِّمُ رَسُولَ اللّهِ وَلاَ يُكَلِّمُكَ؟ قَالَ: وَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ، وَقَالَ: «إن هذَا السَّائِلَ» وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ، فَقَالَ: «إِنَّهُ لاَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، وَإِنَّ يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ، إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ، فَإِنَّهَا أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ رَتَعَتْ، وَإِنَّ هذَا الْمَالَ خَضِرَ حُلْوَةٌ. وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلَ، أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللّهِ: وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ». شرح ألفاظ الحديث: ((زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا)): المراد بزهرة الدنيا ما فيها من أنواع المتاع مما يفخر الناس بحسنه مع قلة بقائه، فكل ما في الأرض من متاع فهو من زهرة الدنيا، ولذا جاء رواية لمسلم: ((قالوا: وما زهرة الدنيا يا رسول الله؟ قال: بركات الأرض)). ((فَقَالَ رَجُلٌ: أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟)): مقصود هذا الرجل أن زهرة الدنيا هي نعم من الله تعالى أخذها الإنسان بوجه حلال، فهل تعود هذه النعم نعمًا على الإنسان؟ وسؤاله استفهام إرشاد لا إنكار. ((وَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ)): فهموا ذلك بالقرائن التي يعرفونها حين ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي. ((فَأَفَاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ)): الرُحضاء: بضم الراء وفتح الحاء وهو العرق، وقيل هو كثير العرق، وقيل هو عرق الحمى. ((إن هذَا السَّائِلَ)): في بعض الروايات: (أين هذا السائل)، وفي بعضها: (أنى هذا السائل)، وكلاهما استفهام بمعنى واحد، وأما رواية: (إن هذا السائل) فليست استفهام، وإنما مدح وتقديره: إن هذا هو السائل الفطن، ولذا قال الراوي: "(وكأنه يحمَده). ((إِنَّهُ لاَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرّ ِ)): ومعناه أن الخير لا يأتي إلا بالخير كما في رواية أخرى لمسلم، ولكن زهرة الدنيا ليست بخير، لِما تؤدي إليه من فتنة ومنافسة واشتغال بها عن كمال الإقبال على الآخرة، ثم ضرب النبي- صلى الله عليه وسلم – إيضاحًا لذلك مثلين: 1- ((وَإِن يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ)): (الرَّبِيعُ): هو الجدول الذي يسقى به الزروع، وهو نهر صغير يتفرع من النهر الكبير، وبفضل هذا الجدول الصغير يكون سببًا في إنبات الزروع والأعشاب. ومعنى: (يُلِمُّ): بضم أوله وكسر اللام؛ أي يقرب من القتل، وفي رواية مسلم الأخرى: (يقتل حبطًا أو يُلم)، وحبطًا: بفتح الحاء والباء: هو انتفاخ البطن من كثرة الأكل، والدابة إذا وافقت مرعى طيبًا أكثرت من الأكل حتى تنتفخ فتموت. هذا هو المثال الأول، وهو مثال ضرب به النبي - صلى الله عليه وسلم – (للمفرِّط) في جمع الدنيا ومنع الحقوق، ووجه الشبه: أنه كما ينبت هذا الربيع زروعًا وأعشابًا، فتأتي الماشية مفتونة بكثرته، فتأكل كثيرًا حتى تنتفخ بطونها، وتجاوز حد الاحتمال، فتموت أو تقارب الموت، فكذلك جامع الدنيا والمال، فهو كمرتع فتنت به النفوس، وهكذا المال تطلبه النفوس وتميل إليه، وتفتن به، فيكون فيه من جمع الحرام ومنع الحقوق ما يهلك في الآخرة أو يقارب هلاكه. 2- ((إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ فَإِنَّهَا أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ، فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ رَتَعَتْ)): (آكِلَةَ الْخَضِر): الخضر نوع من الكلأ يعجب الماشية. (امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا): تثنية خاصرة، وهما جانبا البطن. (اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ): استقبال الشمس بعد الأكل للماشية من أحسن حالاتها سكونًا وسكينة؛ لتستكمل مصلحة هضم ما في بطنها، وهذا بخلاف ما في المثال الأول، فهي تأكل من غير اقتصاد حتى تصاب بالانتفاخ فتموت. (فَثَلَطَتْ): أي ألقت ما في بطنها رقيقًا. (ثُمَّ رَتَعَتْ): أي رجعت لتأكل أخرى، وفي هذا بيان أن تأخذ من هذه الخضرة وزهرة الدنيا باقتصاد. وهذا المثال الثاني وهو مثال ضربه النبي - صلى الله عليه وسلم – (للمقتصد) في أخذه من الدنيا، ووجه الشبه: أنه كما أن هذه الماشية أخذت من الكلأ الشيء اليسير من غير تفريط يضرها لاحقًا، ثم تستقبل الشمس ليكون أسرع في الهضم، ثم تثلطه وتبوله، ثم ترجع وتأكل مرة أخرى ما يكفيها، فكذلك هو المقتصد من هذا المال وزهرة الدنيا، فإنه لا يحمله ما فيها من فتنة على أخذها بغير حق، ولا أيضًا يلهث خلفها لئلا تُهلكه، وإنما يأخذ اليسير، وإن أخذ كثيرًا فإنه يفرِّقه في وجوهه وحقوقه كما تثلطه الدابة، فهذا لا يضره ما أخذ من الدنيا؛ لأنه مقتصد ومؤدٍّ للحقوق، ولذا مدح النبي - صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك من صرف المال في حقه، فأعطى المسكين واليتيم وابن السبيل. ((وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ)): أي هذا المال الذي لم يُؤَدَّ حق الله فيه سيكون شهيدًا على صاحبه، وكيفية الشهادة قد تكون على ظاهرها بأن يُنطق الله تعالى هذا المال الصامت فيشهد على صاحبه، أو يكون ماله كأمثال الحيوانات التي في مانع الزكاة تطؤه بأظلافها، والتي كالشجاع الأقرع، أو يشهد عليه الموكلون بكتْب ما أنفق وأحصى ومنع، والله أعلم؛ [انظر: المفهم حديث (918)]. من فوائد الحديث: الفائدة الأولى: الحديث فيه ذم المنافسة في حطام الدنيا وزهرتها والافتتان بذلك، وأن هذا أمر خشاه النبي - صلى الله عليه وسلم – على أمته لأنه - صلى الله عليه وسلم – يدرك ما في هذه الدنيا من زخرف وزينة يتقاتل عليها الناس ويفتنون بها، ولذا ولكثرة من يقع في ذلك بعد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حذَّر منها. الفائدة الثانية: في الحديث دلالة على حسن وحرص الصحابة على طلب العلم والبيان فيه، والسؤال عما أشكل عليهم وتعارض عندهم، ومن ذلك قول الرجل: ((أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ)). الفائدة الثالثة: في الحديث حسن تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم – وذلك من وجهين: الأول: ثناؤه لمن سأله واستشكله، وذلك حينما يكون السؤال مهمًّا، وهذا يؤخذ من رواية: ((إن هذا سؤال))؛ أي إن هذا هو السؤال، وحمده النبي - صلى الله عليه وسلم – بعد ذلك، وهكذا ينبغي للمعلم حينما يسأله أحد طلابه سؤال ينم عن حرصٍ وجودة في طرح السؤال، ليلفت انتباه السائل ومن حوله، ويشجعه على تحريك ذهنه حين تلقِّي العلم. والثاني: تقريب النبي - صلى الله عليه وسلم – الجواب، وذلك بضرب مثالين للمفرط والمقتصد، وضرب المثال في تعليم النبي - صلى الله عليه وسلم – كثير، وذلك أدعى لفهم المتعلم، وأقرب في وضوح المقصود. الفائدة الرابعة: في الحديث الحث على إعطاء المسكين واليتيم وابن السبيل وصرف المال في وجوه الخير، فإن هذا المال نعم المال هو. الفائدة الخامسة: في آخر الحديث بيان لعاقبة ما خافه النبي - صلى الله عليه وسلم – على أمته من بعده، فإن من اغترَّ وافتتن بحطام الدنيا عَمِيَ قلبه وبصره عن إدراك الحق، فأخذ المال بغير حق، فربما ألهته الدنيا وحطامُها عن الإقبال على الآخرة، فأضاع حق الله تعالى في ذلك، وربما أخذ المال الحرام فتعامل بالربا أو الرشوة، أو أكل مال اليتيم، وغيرها من المكاسب المحرمة، ولن يشبع من ذلك لأنه مفتون، فكان كالذي يأكل ولا يشبع، وفي هذا ضربُ مثالٍ، ثم هذا المال يكون عليه شهيدًا يوم القيامة، نسأل الله تعالى السلامة والعافية
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
منذ 3 ساعات | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: حديث: إن مما أخاف عليكم بعدي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الساعة الآن
|