فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
قسم القرآن وعلومه هنا كل مايخص القرآن الكريم وعلومه و تفسيره وتجويده وقصصه. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم
تفسير: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته)
محمد حسن نور الدين إسماعيل تفسير قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحديد: 28]. سورة الحديد مدنية، وآياتها تسع وعشرون، روى ابن كثير رحمه الله في تفسيره عن العرباض بن سارية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، وقال: ((إن فيهن آية أفضل من ألف آية))[1]، والآية المشار إليها في الحديث - والله أعلم - هي قوله تعالى: ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3]. استعمل الإيمان هنا استعمالاً لقبيًّا؛ إذ المراد بـ"﴿ الذين آمنوا ﴾": اليهود والنصارى؛ إذ هم يؤمنون بالله ولقائه وكتبه ورسله في الجملة (أيسر التفاسير - الجزائري ج2 ص: 1591). قال الإمام البغوي في تفسير هذه الآية: الخطاب لأهل الكتابين من اليهود والنصارى، يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى، اتقوا الله في محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ ﴾ محمد ﴿ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ ﴾ نصيبين ﴿ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾؛ يعني: يؤتكم أجرين لإيمانكم بعيسى عليه الصلاة والسلام والإنجيل، وبمحمد صلى الله عليه وسلم[2]. ويحسن هنا أن نذكر الآيتين اللَّتين قبل هذه الآية، وهما قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ * ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً[3] ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 26، 27]. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: يخبر الله تعالى أنه منذ بعث نوحًا عليه السلام، لم يرسل بعده نبيًّا ولا رسولاً إلا من ذريته، وكذلك إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن، لم يُرسَل رسولٌ إلا وهو من سلالته كما قال تعالى في الآية الأخرى: ﴿ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ﴾ [العنكبوت: 27]، حتى آخر أنبياء بني إسرائيل، وهو عيسى عليه السلام، الذي بشَّر من بعده بمحمد صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا قال: ﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ ﴾ وهو الكتاب الذي أوحاه الله إليه ﴿ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ ﴾ وهم الحواريون ﴿ رَأْفَةً ﴾؛ أي: رقة، وهي الخشية ﴿ وَرَحْمَةً ﴾ بالخلق، وقوله: ﴿ وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ﴾؛ أي: ابتدعها أمة النصارى ﴿ مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ﴾؛ أي: ما شرعناها وإنما التزموها من تلقاء أنفسهم، وقوله: ﴿ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ ﴾ فيه قولان: أحدهما: أنهم قصدوا بذلك رضوان الله؛ قاله سعيد بن جبير وقتادة. والآخر: ما كتبنا عليهم ذلك؛ إنما كتبنا عليهم ابتغاء رضوان الله. وقوله: ﴿ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ﴾؛ أي: فما قاموا بما التزموه حق القيام، وهذا ذم لهم من وجهين: أحدهما: الابتداع في دين الله ما لم يأمر به الله. والثاني: في عدم قيامهم بما التزموه مما زعموا أنه قربة يقربهم إلى الله. وعن أبي سعيد الخدري أن رجلاً جاءه فقال: أوصني، فقال: سألتُ عما سألتَ عليه رسولَ الله من قبلك: ((أوصيك بتقوى الله تعالى؛ فإنه رأس كل شيء، وعليك بالجهاد؛ فإنه رهبانية الإسلام، وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن؛ فإنه روحك في السماء وذكرك في الأرض))[4]. وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث يؤتون أجرهم مرتين: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيِّه وآمن بي فله أجران، وعبد مملوك أدَّى حق الله وحق مواليه فله أجران، ورجل أدَّب أَمَتَه فأحسن تأديبَها ثم أعتقها وتزوَّجها فله أجران))[5]. وقال سعيد بن جبير: لما افتخر أهل الكتاب بأنهم يؤتون أجرهم مرتين، أنزل الله هذه الآية في حق هذه الأمة: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ ﴾ [الحديد: 28]؛ أي: ضعفين، وزادهم: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾؛ يعني: هدى يتبصر به من العمى والجهالة، ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ ففضلهم بالنور والمغفرة، وهذه الآية كقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29]. وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَثَل المسلمين واليهود والنصارى، كمَثَل رجل استأجر قومًا يعملون له عملاً إلى الليل، فعملوا إلى نصف النهار، فقالوا: لا حاجة لنا إلى أجرك الذي شرطتَ لنا، وما عملنا لك، فقال لهم: لا تفعلوا، أكملوا بقية عملكم، وخذوا أجركم كاملاً، فأبوا وتركوه، فاستأجر أجراء بعدهم، فقال: اعملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت لهم من الأجر فعملوا، حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا: لك ما عملنا، ولك الأجر الذي جعلت لنا فيه، قال: أكملوا بقية عملكم؛ فإنما بقي من النهار شيء يسير، فأبوا، فاستأجر قومًا أن يعملوا له بقية يومهم، فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس، واستكملوا أجر الفريقين كليهما، فذلك مَثَلهم ومثل ما قبلوا من هذا النور))[6]. ولهذا قال تعالى: ﴿ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّه ﴾ [الحديد: 29]؛ أي: ليتحقَّقوا أنهم لا يقدرون على رد ما أعطاه الله، ولا إعطاء ما منع الله[7]، ﴿ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم ﴾ [الحديد: 29] قال ابن جرير: ﴿ لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ ﴾؛ أي: ليعلم، وعن ابن مسعود أنه قرأها: (لكى يَعْلَمَ)؛ لأن العرب تجعل (لا) صلة في كل كلام دخل في أوله أو آخره جحد غير مصرح، فالسابق كقوله: ﴿ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ﴾ [الأعراف: 12]، ﴿ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُون ﴾ [الأنعام: 109][8]. قال الشيخ أبو بكر الجزائري في قوله تعالى: ﴿ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ ﴾: في الدنيا وهو الهداية الإسلامية؛ إذ الإسلام صراط مستقيم، صاحبه لا يضل ولا يشقى، وتمشون به في الآخرة على الصراط إلى دار السلام الجنة، ﴿ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾ ذنوبكم الماضية والحاضرة ﴿ واللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾؛ وذلك ليعلم أهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين رفضوا الإيمان بمحمد والدخول في الإسلام، أنهم لا ﴿ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ ﴾؛ أي: أي لا يقدرون على الحصول على شيء من فضل الله إلا بإذن الله؛ إذ الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والظاهر: أن المراد من الفضل هنا خصوص النبوة والرسالة، وأن أهل الكتاب من اليهود يريدون حصر النبوة والرسالة في شعب إسرائيل؛ فلذا جحدوا نبوة ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وكفروا بها، فناداهم تعالى بعنوان الإيمان الذي يدَّعونه، وأمرهم بتقواه بترك الكذب والاحتيال، وأمرهم بالإيمان برسوله ووعدهم مضاعفةَ الأجر إن هم آمنوا، وكان هذا إعلامًا منه تعالى أن أهل الكتاب لا يقدرون على حصر الفضل فيهم ومنعه عن غيرهم، فقد نبأ وأرسل من بني عمِّهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وهم كارهون منكرون مكذبون، وهم بين خيارين، إما الإيمان بمحمد والفوز بالجنة والنجاة من النار، وإما الإصرار على إنكار رسالته والكفر به مع الخسران في الحياتين، ولا يهلك على الله إلا هالك[9]. ما يستفاد من الآيات الكريمات: 1- بيان منَّة الله على عباده بإرسال الرسل. 2- بيان سنة الله في الناس، وهو أنه أرسل الرسل لهداية الناس، فمنهم من يهتدي ومنهم من يضل. 3- ثناء الله على عيسى ابن مريم عليه السلام وأتباعه بحق من الحواريين إلى أن غيرت الملوك دين المسيح، وضل الناس وأصبحوا فاسقين عن دين الله تعالى. 4- تحريم البدع والابتداع، وأنه لا رهبانية في الإسلام، ولكن يُعبَدُ الله بما شرع. 5- أعظم نصيحة تقدم لأهل الكتاب لو أخذوا بها تضمنها نداء الله لهم وما وعدهم به. 6- فضل الإيمان والتقوى؛ إذ هما سبيل الولاية والكرامة في الدنيا والآخرة. 7- إبطال مزاعم أهل الكتاب في احتكار الجنة لهم، وإعلامهم بأنهم محرومون منها ما لم يؤمنوا برسول الله، ويتقوا الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه. [1] أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي رحمهم الله تعالى، وقال الترمذي: حسن غريب. [2] مختصر تفسير البغوي - ص: 935. [3] نسبة إلى الراهب، وهو الخائف من الله، والأصل أن يقال: الراهبية، فزيدت فيها النون كما زيدت في رباني، ونصراني، وشعراني، ولحياني. [4] رواه أحمد رحمه الله تعالى، وحسنه الألباني رحمه الله تعالى - ص. ج رقم 2543. [5] أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى. [6] رواه البخاري رحمه الله تعالى. [7] كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد))؛ رواه مسلم رحمه الله تعالى. والجَدُّ: الحظ والعظمة والغنى؛ أي: لا ينفعه ذلك، وإنما ينفعه العمل الصالح، أما معنى (تعالى جَدُّك)؛ أي: علا جلالك وعظمتك. [8] مختصر تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى - الصابوني، ج3 ص 456، 457. [9] أيسر التفاسير - الجزائري ج 2.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-09-2024 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله ي
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|