فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
✬ نُـون النِسـوة ، أنَاقة حــواء ✬ |عالمها ... فِي فَلسفَة جَمآلُهآ| | يطرح فيه كل ما يخص المرأة من أمور | |الأناقه وكل مايُستجد في عالم الموضة | | ازياء | |اكسسوارات | | أدوات تجميل| |و صفات للشعر و البشرة| |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||
قبر الزوجية
هو قبر؛ لأنها مدفونة فيه، بل مَوءُودة للأسف، هو يعتبرها قطعةَ أثاث، أو تحفةً على الرفِّ، قطعة ثياب ربما، أو شيئًا ماديًّا اقتناه، يظنها جمادًا ميتًا، المطلوب منها أن تجلس في قبرها: تُنظِّف البيت، تمسح الأرض، تُرتِّب الخِزانات، تُربي الأبناء، تعلمهم وتدرسهم، تغسل الثياب، وتهتم بكل شؤونه الصغيرة والكبيرة، ولا تشكو ولا تتأفَّف؛ فهو يُطعمها ويُنفِق على البيت، وهي لا تتعب في شيء ومرتاحة؛ لأنها لا تخرج للعمل (كما يرى هو مِن وجهة نظره)!
نسي أنها قد تملُّ وقد تتألم، وأنها تحتاج للأُنس به، تحتاج لحياةٍ كاملة مع رجلٍ يُدرك أن له دورًا، ويدرك أنها كائنٌ حي، وليست حيوانًا أليفًا يُربيه في قفص! ، بكى أحد الصالحين عندما ماتت زوجته وعاد لداره وقال: "الآن ماتت الدار أيضًا". إن بيوتنا تحيا برُوح الزوجة الصالحة، تلك الحبيبة التي تجعله جنة إن كانت سعيدة، وقبرًا إن كانت محطَّمة حزينة، شيء يشبه الثوب الرائع الجميل الذي لا تدبُّ فيه الحياة إلا إن ارتدَتْه فتاة جميلة، وهو بدونِها مجرد قطعة قماش لا جمال فيها، تلك الابتسامة التي تُزيِّن وجوه النساء تعدَّدت أسبابها، وأجمل الابتسامات هي ابتسامة الأم وهي تحمل طفلَها الرضيع، لكنها لن تغلب أبدًا تلك الابتسامة التي تُغرِق ملامحها وعندما تنظر لزوجها وحتى إن غاب عن البيت، فهو حاضر بطريقة أو بأخرى، فالوسائل ميسرة والهاتف موجود، وربما كلمة تقدير ومشاركة واهتمام يبقى لها أثرٌ ممتدُّ المفعول طوال فترة غيابه عن المنزل حتى يعود، فتدب الحياة في البيت بسبب رحمته وحسن خُلقه، عندها فقط ستعلم أنها أميرة ومَلِكة، سترتفع وتحلِّق فوق السحاب، ستُغرقه حبًّا هو وأبناءها، وأهلها وأهله، والجيران وأهل الحي كله ربما. إن المرأة لديها قوَّة جبارة على العطاء والحب والعطف، بركان يتفجَّر، وسيل ينهمر، عندما تعلم أن زوجها راضٍ عنها ويحبها، في بعض الأحيان مجرَّد قُبلة على رأسها بحنان تعني لها عِقدًا من الألماس، وكلمة شكر وامتنان في حضورِ أهلها وأهله تكون كالتاجِ المرصَّع بالأحجار الكريمة على رأسها، سهلةُ الإرضاء، ولا تحتاج إلا أن تشعر أنها على قيد الحياة. أما أن تُعامل كلَوْحةٍ على الحائط، أو جماد لا يتنفس، أو كائنٍ حي ولكن لا يهم أن يخرج أو يزور أحبابه، ولو تحدَّث نُسْكِته أو نتحدَّث بصوت أعلى من صوته ونتجاهله - فذاك غريب! قد تكون الزوجة مثقفة ونابهة ونشيطة، لديها طاقة، وتحتاج للتعبير عن ذاتها، فعلى الزوج أن يمنحها الفرصة، طالما أنها لا تتعدَّى الحدود، فرصة لتزور أهلها، وفرصة لتستقبل صديقاتها، أو فرصة لتذهب إلى محاضرة علمية أو دورة تثقيفية ما، فذاك حتمًا سيعود عليها وعليه وعلى الأبناء بالخير، طالما لديها القدرة على تنظيم الوقت، وترتيب الأولويات. حب الزوج لتملُّك زوجته صعب، بل حب التملك من أي طرف للآخر لا بد من التخلص منه؛ فالشخصية التحكمية مُنفِّرة، ولو خضع طرفٌ لآخرَ فسيموت وهو على قيد الحياة، لو أحبه بتلك الطريقة فذاك نوعٌ من الأنانية؛ على الزوج أيضًا أن يُخفِّف عن زوجته، ويُدخل عليها السرور. أتساءل أحيانًا: كيف يضحك زوج ملء شِدقيه ويُقَهْقِه وهو مع رفاقه، وزوجته محبوسة منذ شهور في البيت، ولم يفكر ولو للحظة في التخفيف عنها؟! بل كيف يذهب إلى بعض المطاعم المشهورة مع زملائه في العمل، ويأكل حتى تمتلئَ معدته بكل ما يشتهيه، ولا يفكر في الخروج معها ولو لمرة؟! وكيف لا يذكرها بهديَّة لأعوام وأعوام، وكأن أي شيء اشتراه لها يوم تزوَّجها كان أول وآخر عهده بهداياها؟ فُطِرت المرأة على حب هذا، فأَهْدِها ولو بالقليل؛ بل أعطِها في يدها بعضًا من المال، وأخبرها أن هذا لها لتشتري ما تحبه لها، وليس للبيت، فهذا حقها. لماذا يظن بعض الأزواج أن البيت محطَّة قطار، يعود إليها كل ليلة مرة ليأكل ويبدل ملابسه بأخرى أكثر نظافة، ويُغلق أذنيه، ويغمض عينيه، ثم ينطلق في الصباح التالي ويتركها في قبر؟! لا تجعل بيتك قبرًا للزوجية، فهناك أنثى تعيش فيه، فرفقًا بها أيها الزوج الطيِّب. منارة حب الحبُّ هو أن تغضب هي منك فتشكوَك إليك؛ لأنك حِصنها الذي تلجأ إليه خوفًا منك، وتغضب أنتَ منها فتشكوها إليها؛ لأنها خيرُ مَن يدافع عن حقِّك فيها! |
منذ 5 يوم | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: قبر الزوجية
|
|
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الساعة الآن
|