فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
قسم القرآن وعلومه هنا كل مايخص القرآن الكريم وعلومه و تفسيره وتجويده وقصصه. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
من تجليات سورة الرحمن عروس القرآن (1)
من تجليات سورة الرحمن عروس القرآن (1)
د. نبيه فرج الحصري من تجليات (توجيهات) سورة الرحمن عروس القرآن (1) يتناول الكاتب في هذا الجهد المتواضع الذي يرجو به عفو ربه، ما أفاض الله عز وجل به على قلبه وعقله ووجدانه من التأمل والتدبر من فهم أو تصوُّر فهم لسورة الرحمن (عروس القرآن) كما سمَّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي السورة الوحيدة من سور القرآن الكريم التي تبدأ مباشرةً باسم من الأسماء الحسنى لمولانا وخالقنا العظيم الرحيم الكريم وهو اسم (الرحمن) الذي بدأت به السورة المباركة في أول كلماتها، متفردة بذلك عن أي سورة من سور القرآن، وإن كانت كلها لها الجلال والإجلال والتعظيم والإكبار؛ ولكن لا ريب أن لهذا التفرد الخاص بسورة الرحمن فيما يتعلق بتلك الخاصية الكريمة حكمة وعبرة في مكنون علم الله عز وجل. أما تسميتها بعروس القرآن فقد ذكره السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن، في غضون ذكره لما رواه البيهقي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لكل شيء عروس وعروس القرآن سورة الرحمن". وقد أدَّى ذلك إلى تكون مجموعة خواطر في وجدان الكاتب تخصُّ هذه السورة التي اشتملت على كل جمال وجلال تسمو به النفوس، وتنجلي به العقول، وتسعد به النفوس، وقد أتى ذلك من ثمرات التأمل والتدبر فيما يوفقنا الله لقراءته من آيات الذكر الحكيم، وهو أمر محمود؛ إذ يقول عز وجل: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29]. ويقول عز وجل أيضًا: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، قال ابن كثير رحمه الله: أَيْ: سَهَّلْنَا لَفْظَهُ، وَيَسَّرْنَا مَعْنَاهُ لِمَنْ أَرَادَهُ، لِيَتَذَكَّرَ النَّاسُ، والمقصود أن المولى عز وجل هو من يَسَّر قراءة القرآن لقارئيه للاتِّعاظ والتدبر والذكر والتذكُّر كل على حسب قدرته الإيمانية والوجدانية، وكل ذلك يرتبط بلا شك بجلاء العقول ونُبْل الخاطر، والاجتهاد في ذلك هو بلا ريب باب من أبواب تزكية النفوس. أما مقولة تفسير القرآن، فليس لأحد أن يفسر القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لمَ؟ لأن القرآن الكريم مستودع أسرار الكون والخليقة، وليس لأحد أن يحيط بذلك من البشر إلا من اصطفاه الله عز وجل بفيض علم أو كرامة إلهام لما استقر في حكمته من أمور غيبية، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عن القرآن الكريم في حديث طويل: "كِتَابُ الله، فِيهِ نَبَأُ مَا كان قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، وَهُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ". فإذا أراد واحد من البشر تفسير القرآن فإنه من الجائز أن يدلو بدلوه في إطار فهمه أو حكمه أو رؤيته فيما يخص الماضي أو حتى الحاضر، ولكن كيف يتأتى له أن يفسر ما يخص المستقبل، ويقول عز وجل: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 59]، والقرآن الكريم بلا شك ينطوي على علم الماضي والحاضر والمستقبل، وعند هذه النقطة يتوقف القائلون بتفسير القرآن فلا يتحركون قيد أنملة؛ لأن المستقبل بيد الله عز وجل وحده. وبناءً على ذلك جنح الكثير من العلماء والمفكرين إلى استخدام مصطلح الخواطر عند التعرض لفهم أو إفهام القرآن الكريم؛ كخواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله عز وجل الذي أصَرَّ على استخدام لفظة الخواطر وليس التفسير، وكان محقًّا في ذلك وموفقًا، ومن الكتاب كذلك من استخدم مصطلح التأملات القرآنية عند التعرض لذات الموضوع؛ لانها الأقرب لمحاكاة الحقيقة من وجهة نظره. إن الكاتب في هذا التوجه وفي إطار محاولة الفهم الصحيح لنصوص القرآن ومحاولة صياغة فهمه المستقر في وجدانه ونقله للآخرين يستطرد في نواحٍ متعددة قريبة وبعيدة لمحاولة استلهام ما ينبغي أن يكتب أو يقال بخصوص النص القرآني الكريم الذي يتعرض له الكاتب، فالأمر يستدعي الكثير من إعمال الخاطر بالإضافة إلى الكثير والكثير من التأمل والتدبر، فالخواطر تتأتَّى من التأمل، وكذا فإن التأمل يرتبط بجمال الخاطر. وسورة الرحمن عروس القرآن سورة مكية، والسور المكية تهتم بنواحي العقيدة وتثبيت الإيمان في الصدور، وكذا توطين الغيبيات على النحو الإيماني الصحيح، وما إلى ذلك من سمات تختلف إلى حد ما عنها في السور المدنية التي اهتمت أكثر بفقه المعاملات والحدود وأمور القتال، وهي أمور ترتبط بوضعية الإسلام والمسلمين حين تأسيسهم لدولة الإيمان بالمدينة المنورة. وتعقب سورة الرحمن في ترتيب السور بالمصحف الشريف سورة الواقعة، ويلاحظ أن المولى عز وجل في سورة الرحمن قسم أصناف البشر يوم القيامة إلى ثلاثة أصناف وهم: الخائفون من مقام ربهم ولهم من ربهم جنتان، ويليهم في الدرجة المؤمنون العاملون بأوامر الله المجتنبين لنواهيه ولهم من ربهم جنتان كذلك من دون الجنتين الأوليين، والصنف الثالث المجرمون أصحاب النار أعاذنا الله منهم ومن مصيرهم. وقسم عز وجل نفس الأصناف الثلاثة أيضًا في سورة الواقعة التي تلي سورة الرحمن في ترتيب سور المصحف الشريف ولكن بأسماء جديدة وهم: السابقون الأولون ثم أصحاب الميمنة، وأصحاب المشئمة أعاذنا الله منهم ومن مصيرهم. ربما أنه منهج رباني لتعليم القرآن للمؤمنين وتيسيره للذكر للمدكرين وتفهيمه لمن أراد الفهم أو أراد الله له أن يكتب بأنه للقرآن الكريم من المتدبرين، والمقصود بذلك تصنيف أحوال الناس من جوانب مختلفة وفي سور مختلفة أيضًا. ويلاحظ في سورة الرحمن المباركة تكرار الآية الكريمة ﴿ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ عقب العديد من الآيات التي تناولت ذكره عز وجل لنعم وآلاء ربانية عظيمة أوجدها الله عز وجل وأتاحها لخلقه من الثقلين الإنس والجن، ولا شك أن ورود هذه الآية الكريمة بهذا التكرار وفي هذه الأماكن من سورة الرحمن له حكم ربانية عُلْيا يعلمها الله عز وجل ومن شاء من خلقه، بل ولها ضرورة كضرورة الماء والهواء والشمس للحياة.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
12-20-2024 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: من تجليات سورة الرحمن عروس القرآن (1)
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|