فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
الفلسفة الاسلامة والحضارة الحديثة والمعاصرة
ما كادت الفلسفة الإسلامية - بدوائرها الثلاث: علم الكلام، والتصوف، والفلسفة الخالصة - تسترد شيئا من عافيتها، بعد الحملات العنيفة التي قام بها أغلب الفقهاء والمحدثين؛ وبخاصة ما قام به الغزالي من تكفير للمشتغلين بها في كتابه «تهافت الفلاسفة»؛ حتى وقعت مرة أخرى فريسة للأحكام الجائرة بحقها! حدث ذلك حين أتى عليها حين من الدهر ظلت فيه حكرا على جموع المستشرقين الذين تناولوها بالدرس والنشر والتحقيق، لدرجة شكلت معها دراساتهم الإطار العام الذي دارت فيه موضوعاتها، وبرز فيه بعض أعلامها، وجرى فيه تقييم واسع لمعظم أعمالها. ونتيجة لذلك؛ سار أغلب الباحثين العرب بحسب المخطط الذي اتبعه دي بور في كتابه «تاريخ الفلسفة في الإسلام»، والذي نقله إلى العربية الدكتور محمد عبد الهادي أبو ريدة. كما انتشرت بين البحاثة العرب، من تلامذة المستشرقين بصفة خاصة، مجموعة من الأحكام العامة بشأن نشأتها ومراحل تطورها أصبحت - بحكم سطوة وانتشار دراسات المستشرقين - بمثابة المسلمات أو البديهيات غير القابلة للنقد أو النقض بحال من الأحوال! وعلى رأس هذه الأحكام؛ يأتي القول: إن المسلمين لم يبدعوا فكرا أو فلسفة وإنما كانوا مجرد ناقلين للإرث الفلسفي الإغريقي، وإن نتاج جهدهم في هذا السياق ظل مضطربا في عمومه حيث اختلط لديهم الفكر اليوناني بالعناصر الشرقية التي لم يحققوا في مصدرها، فضلا عن أن اهتمامهم الأكبر قد ظل منحصرا ببحث جدلية العلاقة بين الدين والفلسفة، ناهيك عن أن أبحاثهم الذوقية قد بقيت في مجملها متأثرة بالمسيحية والإرث الهندي.. إلخ، وصولا إلى القول: إن المسلمين لم يقدموا للإنسانية شيئا ذا بال في ميدان الفكر الإنساني! كان طبيعيا، والحال هذه، أن يصدر عن رواد النهضة الحديثة في بلادنا العربية والإسلامية ردود فعل قوية ومناهضة لهذا الموقف المتحامل، بحيث تسعى في مجملها لإثبات أصالة الإنتاج الفلسفي للإسلام والمسلمين، سواء من خلال بحث القضايا الفلسفية وبيان مواطن الابتكار فيها، أو تسليط الضوء على أعلام هذه الفلسفة. على أن اللافت للنظر في هذا السياق، أن الذين قاموا بمحاولات التأصيل هذه هم أنفسهم تلاميذ المستشرقين من العرب والمسلمين الذين أتموا دراساتهم في جامعات الغرب وتزودوا باللغات الأجنبية واطلعوا، بفضل ذلك، على تفاصيل تلك الحملة المغلوطة التي أشاعها بعض مستشرقي القرن التاسع عشر حتى أصبحت بمثابة الحكم القطعي. ومن ثم؛ يمكننا أن نقف على ثلاثة مناهج كبرى في دراسة الفلسفة الإسلامية، بدوائرها المتعددة، خاصة علم أصول الفقه الذي عده الشيخ مصطفى عبد الرازق من ضمن المباحث الفلسفية في الإسلام، وذلك في كتابه «تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية»، كانت بمثابة رد فعل جاد وحقيقي على دراسات المستشرقين، حيث ارتبطت بثلاثة من رواد الدرس الفلسفي الحديث، ألا وهم: محمد إقبال (ت 1938)، ومصطفى عبد الرازق (ت 1947)، وإبراهيم مدكور (ت 1996). فمنذ أن أعلن مصطفى عبد الرازق - أستاذ الفلسفة الإسلامية الأول - دعوته إلى دراسة الفلسفة الإسلامية في مظانها الحقيقية، وتلامذته الأوائل قد نفروا إلى أعنف موضوعاتها، يدرسونها في إتقان وتؤدة، ثم يقدمونها للحياة الإسلامية المعاصرة في صورة متلألئة فاتنة. ونتيجة لذلك؛ ظهرت الأبحاث الغنية العارمة من رجالات تلك المدرسة، فوضحت قواعدها وثبتت ركائزها، وانطلق كل في نطاقه يعرض لأصالة الفكر الإسلامي في ناحية من نواحي هذا الفكر الجميل. وتبعا لجهود هؤلاء الأفذاذ المتتابعة؛ انتهت الفكرة الخاطئة التي كانت تقرر عدم أصالة الفكر الفلسفي في الإسلام إلى الاندثار، بحيث لم يعد لها مجال يذكر في دراسة الفلسفة الإسلامية بعد أن شغلت حيزا كبيرا من جهد وتفكير تلامذة مصطفى عبد الرازق في العقود: الثالث، والرابع، والخامس، من القرن العشرين. فقد فهم هؤلاء الرواد الفلسفة الإسلامية، باعتبارها التعبير النهائي المتجدد لأمة الإسلام، مثلما فهموا الحياة الروحية في الإسلام، باعتبارها تحقيقا أمثل للعقيدة الإسلامية الخالصة الجامعة بين الروح والعقل في آن معا، وباعتبارها أيضا الممثل الأصيل لمبحث الأخلاق في الإسلام، وتجسيدا لمقام «الإحسان» فيه. وقد قام مصطفى عبد الرازق في كتابه بالرد على كل من: فريق المستشرقين الذين لم يمنحوا الحياة العقلية والروحية في الإسلام حقها من الدرس والتمحيص، وفريق الإسلاميين الذين انحصر جل همهم في تقدير قيمة الفلسفة الإسلامية بميزان الدين. ومن ثم؛ كان لا بد من البحث عن اتجاه، أو منهج، أو طريق ثالث، يمنح الفلسفة الإسلامية اعتبارها من جهة، ويكون بديلا عن شيوع هذين الاتجاهين من جهة أخرى. فما هي أهم ملامح هذا الاتجاه؟ وكيف انعكست تأثيراتها، سلبا أو إيجابا، على رؤى ومناهج دارسي الفلسفة طوال القرن العشرين؟! للإجابة على هذين التساؤلين علينا أن نعود لما قاله الشيخ عبد الرازق في كتابه «تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية» حين شرع في تلمس عناصر النظر العقلي الإسلامي - في سذاجته الأولى - وتتبع مدارجه خلال العصور اللاحقة للوقوف على مدى تقدمه وتطوره. وقد خلص عبد الرازق من هذا التتبع التاريخي إلى التأكيد بأن المسلمين الذين استجابوا لداعي إعمال الفكر والعقل وأقبلوا على الاجتهاد في مجال الفروع أو الأحكام، ما لبثوا أن تكونت لديهم عناصر علم إسلامي أصيل، ألا وهو علم «أصول الفقه» الذي هو في الأساس «علم فلسفي»، يعد جزءا أساسيا من أجزاء الفلسفة الإسلامية. كما خلص الشيخ أيضا إلى أن ثمة مجالا ثانيا تطور هو الآخر نتيجة النظر العقلي الذي دعا إليه القرآن وشجع عليه الرسول الكريم، ألا وهو «التصوف الإسلامي». ونتيجة لذلك، فإن ثمة مجالين أساسيين من مجالات الفلسفة الإسلامية فد نشآ وترعرعا في كنف الإسلام، بحيث اكتمل نموهما قبل أن يتعرف المسلمون بصورة مباشرة، فيما بعد، على نتاج الفلسفة الإغريقية إبان عصور الترجمة. والواقع؛ أن كثيرين من تلامذة الشيخ قد تأثروا بأفكاره التجديدية الإصلاحية يأتي في مقدمتهم: الدكتور علي سامي النشار الذي قدم كتابا رائعا حول «مناهج البحث عند مفكري الإسلام، ونقد المسلمين للمنطق الأرسطي»، رد فيه على مؤرخي المنطق الذين ينكرون أن تكون للمسلمين مكانة في نطاق علم مناهج البحث، والادعاء بأنهم قد أخذوا المنطق اليوناني، باعتباره المنهج الوحيد في أبحاثهم، ومؤكدا كذلك عدم قبول المفكرين المسلمين لمنطق أرسطو ومحاربتهم له، وأنهم وضعوا المنطق الاستقرائي كاملا - وهو المنهج التجريبي -، وأن ثمة وثائق تاريخية تثبت أن المسلمين قد استخدموا طرق التحقيق التجريبية في دراستهم للطب والعلوم الطبيعية، وأن هذا المنهج قد وصل إلى أوروبا واستفاد منه علماؤها ونسبوه إلى أنفسهم، وكان ذلك سببا في إقامتهم حضارة إنسانية رائعة. منقول من جريدة الشرق الاوسط للكاتب/ محمد حلمي عبد الوهاب
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-19-2010 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الفلسفة الاسلامة والحضارة الحديثة والمعاصرة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|