فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
"•||"قطوف من الحكمة وبحـر الحكايا.".~. | الحكمة والمثل المنقول | |وبريقا من حديث | | القصص | | والروايات | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
حكاية ؛ قشور المانجو ..
في طفولتي شد انتباهي امر غريب جدا ، كان أبي رحمه الله دائما عندما يدخل موسم فاكهة المانجا وخصوصا عندما يحضر كمية منها الى بيتنا ، كنا نجلس حوله لنشاركه طعمها العذب ، كان يعطينا اللب الترف منها ، ويقوم هو باكل قشورها . كنت أراقب هذا التصرف الغريب منه دون أن أعلم السبب . سألته يوما لماذا تأكل قشور المانجا يا أبتي؟ نظر إلي بابتسامة وقال : آكلها انا يا ابني حتى لا تأكلها أنت لم أفهم معنى كلامه في وقتها ، وبررت الأمر بأنها قد تكون عادة قديمة اكتسبها من أيامه التي عاشها في طفولته بين احظان الفقر القاسي وخصوصا أن طعم قشور المانجا ليس سيئا ولكنه بصراحة لا يقارن بما هو تحت تلك القشور نسيت امر قشور المانجا كما نسيت كثير من الذكريات بين صفحات كتاب الزمن الى مدة قريبة عندما أهداني صديق لي فاكهة مانجا واحدة جلبها لي كهدية من بلد بعيدة ، كنت أمني نفسي بالاستمتاع بطعمها الذي ينافس شهد النحل طوال الطريق وانا متجه الى بيتي ، وبمجرد وصولي إلى البيت بدات في تقطيع تلك المانجا ومنظرها الشهي . وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي اقتربت ابنتي الصغيرة مني وقالت : أبي أريد قطعة ابتسمت من طلبها واعطيتها الجزء الذي كان بيدي ، وعلى الفور اقترب ابني يطلب مثل اخته ، ولحقتهما أختهما الثالثة تطلب حصتها تماما كما حصل اخوانها ، كانت فرحتي بالنظر لهم وهم يمرغون وجوههم بقطع المانجا والسعادة والفرح تشع من اعينهم لا توصف . وفي لحظة وجدت نفسي أمام صحن خالي إلا من بعض قشور المانجا بدأت بالتهام قشور المانجا دون تفكير الى أن توقفت فجأة لأتذكر كلمات ابي . الآن فقط بعد كل تلك السنين اتضحت لي معنى كلماته وماذا كان يقصد بعبارته الآن فقط علمت أن سعادة ابي الحقيقية لم تكن يوما في أكل قشور المانجا وإنما كانت سعادته الحقيقية في رؤيتنا ونحن ناكل أفضل جزء منها أمامه كانت فرحته الغامرة وهو يشاهدنا ونحن نحصل على أفضل وانقى واجود ما كان يقدمه إلينا في لحظتها ، وتساءلت حينها والدموع في عيني يا هل ترى كم من مانجا قدمها لنا ابي واكتفى هو بمجرد قشورها ؟ وأنا هنا لا أقصد تلك الفاكهة بذاتها ولكن اقصد كل ما ترمز له في هذه الحياة ، فالمانجا قد تكون ملبسا أو سيارة أو بيتا أو فراش أو نوما مريحا أو تعليما ، وقد تكون أيضا لمسة حنان على الكتف أو قبلة على الوجه ، فمنجا الأهل لا حدود لها ، ولا يمكن لأحد أن يقيم سعرها . انظر من حولي لأجد أبناء لا يقدرون أهلهم حق القدر ، ولا يوفون حقهم ، وكأن وظيفة الأهل في هذه الحياة هي في اختلاق الذرائع التي من شأنها أن تكدر صفو حياتهم. *رب ارحمهما كما ربياني صغيرا* وبالمناسبة : قشور المانجو مرره مفيدة / نظفوها وكلوها وفي صحتكم انتم وعيالكم .. ..
آخر تعديل ندى يوم
03-28-2020 في 10:47 AM.
|
03-30-2020 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: حكاية ؛ قشور المانجو ..
|
|
|