فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
"•||"قطوف من الحكمة وبحـر الحكايا.".~. | الحكمة والمثل المنقول | |وبريقا من حديث | | القصص | | والروايات | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||
عروة/عفراء
شكَّل العنصر المادي أو معطى الثراء فيصلا أساسيا حال دون زواج الشاعر الجاهلي عروة بن حزام بن مهاصر بن مالك من ابنة عمه عفراء بنت عقال، رغم أنهما تربيا معا وتوطدت بينهما وشائج المحبة منذ طفولتهما، وتحديدا منذ وفاة والد عروة، فانتقل طفلا صغيرا إلى كنف عمه والد عفراء، بل إنه تلقى وعدا حينما اشتد عوده بأن عفراء ستكون حتما زوجة له، غير أن أمها رفضت ذلك مادامت رغبتها قد اتجهت نحو الظفر بزوج ثري لابنتها. تطلع، يقتضي من عروة نفسه تدبر سبيل نحو مهر عظيم، إن رغب حقا في الزواج بعفراء. هكذا، قصد عروة اليمن، تحديدا أحد معارفه الأثرياء هناك الذي استجاب لحاجته وأمده بمائة من الإبل سرّعت عودته ثانية إلى بنت عمه أملا في الزواج بها، لكن أمها كانت قد عقدت قرانها في فترة غيابه بثري من أثرياء الشام: “كانت عفراء قد زوجت من رجل شامي نزل في حيها فنحر وأطعم وكان ذا مال وفير مهد له سبيل الزواج. فقالت العفراء: يا عرو إن الحي قد نقضوا ... عهد الإله وحاولوا الغدرا ثم غادرت مع زوجها إلى الشام. أما، بخصوص تهييئ جواب مقنع، من طرف أمها دائما، يبرر ما فعلته قياسا لاتفاقها والتزامها السابق مع عروة، فقد خطرت إلى ذهنها حيلة ماكرة تتمثل في إخباره بموتها، بحيث شيدت قبرا حتى توهم عروة بحقيقة موت ابنتها عفراء وتضعه أمام الأمر الواقع. تحقق السيناريو بالكيفية التي رسمتها الأم، وبالفعل ذهب عروة إلى قبر حبيبته وأخذ في البكاء والنحيب، غير أن إحدى فتيات الحي، رق قلبها لحاله، وكشفت له عن حقيقة ما جرى. هكذا، صدح صارخا: وإِنّي لَتَعْروني لِذِكْراكِ رِعْدَةٌ ** لها بين جسمي والعِظامِ دَبيبُ وما هُوَ إِلاّ أَنْ أَراها فُجاءَةً ** فَأُبْهَتُ حتى ما أَكادُ أُجِيبُ وَأُصْرَفُ عن رَأْيي الّذي كُنْتُ أَرْتَئي ** وأَنسى الّذي حُدِّثْتُ ثُمَّ تَغيبُ هكذا، قرر عروة اللقاء بحبيبته، بالتالي رحيله إلى ديار البلقاء في الشام حيث تعيش، ونزل ضيفا على زوجها وأسقط خاتمه في إناء اللبن وبعث به مع إحدى الجواري إلى عفراء حتى تعلم بحضوره إلى عين المكان ورغبته في رؤيتها. بعدها، عاد عروة حزينا منكسرا منفطر الفؤاد، يجر ويلات الخيبة ثم توفي ودفن في وادي القرى قرب المدينة المنورة، فلما بلغ عفراء خبر وفاة حبيبها، شدت الرحيل إلى قبره، فبكت بجواره طويلا ثم أنشدت: أَلا أيّهـا الركـب المجدّون وَيحكم ** بِــحــقٍّ نَــعَــيــتـم عـروة بـن حـزامِ فَإن كانَ حقّاً ما تَقولونَ فَاعلَموا ** بِــأن قَـد نـعـيـتـم بـدرَ كـلّ ظـلامِ فَـلا تـهـنـأ الفـتـيـان بـعدكَ لذّة ** وَلا رَجــعــوا مــن غــيـبـةٍ بـسـلامِ وَقُـل للحـبـالى: لا تـرجَـيـن غائباً ** وَلا فـــرحـــاتٍ بـــعـــده بـــغـــلامِ وَلا بَــلَغـتـم حـيـث وجّهـتـم له ** وَنـــغّـــصـــتـــم لذّات كـــلّ طـــعــامِ
|
منذ 2 أسابيع | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: عروة/عفراء
|
|
|