05-05-2011
|
#2
|
رد: ██▓▒░░ وأ نــــذرهــم يــــــوم الحســـــــرة ░░▒▓██
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-06-2011
|
#3
|
رد: ██▓▒░░ وأ نــــذرهــم يــــــوم الحســـــــرة ░░▒▓██
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قــال تعَالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ( 70 ) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
إننا في حاجة شديدة لتذكر هذا اليوم " يوم الحسرة " في عصر طغت فيه الماديات والشهوات وأنصرف كثير من الناس عن منهج رب الأرض والسماوات .
قست القلوب وتحجرت العيون وهُجر كتاب علام الغيوب ، بل قُرئ والقلوب لاهية ساهية في لجج الدنيا وأوديتها سابحة .
زينا جدران بيوتنا بآيات القرآن ولم نزين حياتنا به ، يقرأه البعض منا على الأموات! ثم لا يحكمونه في الأحياء .
غفلنا وهذه مصيبة والمصيبة الأوهى والأمَّر أننا لا نشعر أننا غفلنا ، هبت رياح المعصية فأطفأت شموع الخشية من قلوبنا وطال علينا الأمد .
لهذا كله كان لابد من الوقوف على بعض مشاهد الحسرة في الآخرة عسى أن ننتهي عن الذنوب وتلين منا القلوب وتستيقظ وتخشع وتذل النفوس وننتبه من الغفلة فأصل المصائب وارتكاب الذنوب وفعل المعايب الغفلة عن الآخرة .
فذكر اليوم الآخر يُطهر القلوب من الحسد والفرقة والاختلاف .
وذكر الآخرة يهدد الظلمة ليكفوا ويرتعدوا ويُعزي المظلومين ليسكنوا فكلً يأخذ حقه لا محالة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء فلا ظلم ولا هضم .
ذكر الآخرة يمسح على قلوب المستضعفين والمضطهدين والمظلومين مسحة يقين تسكن معه القلوب لأنهم يتطلعون لما أعده الله للصابرين من نعيم ينسى معه كل خير وبلاء وسوء وعناء ، ويهون عليهم ويعزيهم ما أعده الله للظالمين من بؤس يُنسى معه كل هناء .
فهيا معي يا عباد الله إلى مشاهد الحسرة أسأل الله ألا تكونوا من أهل الحسرة علَّ ذلك تصلح به القلوب وتتجه إلى علام الغيوب وتنقاد الجوارح إلى العمل الصالح .
قال تعَالى :وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } ( مريم 39 )
أنه يوم الحسرة ........ وما أدراك ما الحسرة ؟
إنه إنذار وإخبار وتخويف وترهيب بيوم الحسرة حين يُقضى الأمر
إنه يوم يُجمع الأولون والآخرون في موقف واحد يسألون عن أعمالهم
فمن آمن وأتبع سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً
ومن تمرد وعصى شقي شقاء لا يسعد بعده أبداً وخسر نفسه وأهله وتحسر وندم ندامة تتقطع منها القلوب وتتصدع منها الأفئدة أسفاً
وأي حسرة أعظم من فوات رضا الله وجنته واستحقاق سخطه وناره
إنها حسرة لأنه لم يستعد للميعاد ولم يستكثر من الزاد وتحسر لأنه لا إلى دنياه راجع ولا في حسناته زائد .
فيا للندم والحسرة حيث لا ينفع ندم ولا حسرة
وأنذرهم يوم الحسرة يوم يجاء بالموت كما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري :
" كأنه كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار فيُقال : يا أهل الجنة هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم هذا الموت
ثم يُقال يا أهل النار هل تعرفون هذا ؟ فيشرئبون وينظرون ويقولون : نعم
قال : فيُؤمر به فيذبح ، ثم يُقال :
يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل النار خلود فلا موت ".
قال تعَالى : وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }آه ساعتها من تأوهٍ لا ينفع ومن دموعٍ لا تشفع ومن صراخ لا يُسمع .............
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
05-06-2011
|
#4
|
05-06-2011
|
#5
|
رد: ██▓▒░░ وأ نــــذرهــم يــــــوم الحســـــــرة ░░▒▓██
10) حسرات واستغاثة أهل النار
وتأمل في حال الخلائق وقد قاموا من دواهي القيامة ما قاموا قد شُدت أقدامهم إلى النواصي واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي ، ينادون من أكنافها ويصيحون في نواحيها وأطرافها
يا مالك قد حق علينا الوعيد يا مالك قد اثقلنا الحديد يا مالك قد نضجت منا الجلود
فتقول الزبانية : لا خروج لكم من دار الهوان فاخسأوا فيها ولا تكلمون ولو أخرجتم منها لكنتم إلى ما نُهيتم عنه تعودون ، فعند ذلك يقنطون وعلى ما فرطوا في جنب الله يتأسفون ولا ينجيهم الندم ولا يغنيهم الأسف بل يكبون على وجوههم مغلولين ، طعامهم نار وشرابهم نار ولباسهم نار ومهادهم نار
قول رب العالمين(لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ }
ويُلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيُغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يُغني من جوع ويستغيثون بالطعام فيُغاثون بطعام ذي غُصة فيستغيثون بشراب
فيُرفع إليهم الحميم بكلاليب الحديد فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم ، فإذا دخل الشراب بطونهم قطَّع ما في بطونهم فيقولون : ادعوا خزنة جهنم فيدعون خزنة جهنم :
قال تعَالى : {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } ( غافر 49 : 50 )
فيقولون ادعوا مالكا فيدعون فيقولون :
قول رب العالمين يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ } ( الزخرف 77 )
فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم فيقولون :
قول رب العالمين رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ }(1) فيجيبهم :
قول رب العالمين اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ } ( المؤمنون 106 : 108 )
منتهى الحسرة وقصارها وإلي من بعد ذلك سيذهبون إذ قد هانوا على رب العالمين .
فعند ذلك يئسوا من كل خير وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل
قول رب العالمين : رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ } ( غافر 12 )
فيقول الله تعالى مجيباً لهم : ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ }
ثم قول رب العالمين :رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ} فيجيبهم الله تعالى:
أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ } ( إبراهيم 44 )
فيقولون : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ } فيجيبهم الله تعالى :
(أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ }( فاطر 37 )
ثم قول رب العالمين رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ }فيجيبهم الله تعالى : اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ } ( المؤمنون 106 : 108 )
فلا يتكلمون بعدها أبداً وذلك غاية شدة العذاب .
قال مالك بن أنس رضي الله عنه قال زيد بن أسلم في قوله تعالى :
{سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ } ( إبراهيم 21 )
قال صبروا مائة سنة ثم جزعوا مائة سنة ثم صبروا مائة سنة ثم قالوا :
سواءٌ علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص .
11) الحسرة الكبري وتحاور أهل الجنة وأهل النار
فإنه إذا استقر أهل النار في النار يذوقون عذابها ويشربون من أنهار الجنة ويأكلون من ثمارها
قول رب العالمين وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ } ( الأعراف 44 )
12) الحسرة الأعظم : كلام أهل النار لأهل الجنة
وحسرة أعظم حين ينادي أهل النار أهل الجنة
قول رب العالمين وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }( الأعراف 51)
13) حسرة الظالمين المفسدين في الأرض الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا حين يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم بغير علم وحين يسمعون عند قول الله تعالى :
فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ }
14) حسرة أعظم المشاهد المُخزية
بعدما استقر أهل الجنة في الجنة واستقر أهل النار في النار تبدأ المحاورات والمناقشات والمجادلات بين أهل النار ...
ومن أعظم المشاهد المُخزية حسرة في يوم القيامة يوم يبدأ الظالمون بعضهم من بعض ويلعن بعضهم بعض ويتنصل ويتبرأ التابع من المتبوع والعكس ، فذاك قول الله تعالى :
ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاء أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِن لاَّ تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولاَهُمْ لأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ }( الأعراف 38 )
فيا حسرة الأتباع والأعوان عندما يقولون لسادتهم إنا كنا لكم تبعاً فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار
قول رب العالمين وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ }
( غافر 47)
فإذا بالسادة أذلة قد عنت وجوههم للحي القيوم لا يملكون لأنفسهم شيئاً ولا يستطيعون يقولون :
(إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ } ( غافر 48 )
وهنا تبدأ الحسرات والزفرات والآهات عندما يقول التابعون للمتبوعين :
قال تعَالى :{لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ } ( سبأ 31 )
أي حُلتم بيننا وبين الإيمان ، زينتم لنا الكفران فتبعناكم فأنتم المجرمون وبالعذاب أنتم جديرون وله مستحقون ....
ويريد هؤلاء الضعفاء أن يحملوهم تبعة الإغواء الذي صار بهم إلى هذا البلاء ويضيق الذين استكبروا بهم ذراعاً إذ هم في البلاء سواء ....
عندئذ يردون عليهم ويجيبونهم في ذلة مصحوبة بفظاظة وفحشاء :
قول رب العالمين أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم} ( سبأ 32 )
نعم زينا لكم الحرام لكننا لم نقهركم عليه فما لكم علينا من سلطان نعم عرضنا عليكم الأفلام الساقطة الخليعة ولم نحملكم على مشاهدتها
نعم عرضنا عليكم المجلات الهابطة والقصة الخليعة ولم نحملكم على مشاهدتها
نعم عرضنا عليكم الملابس الخليعة الماجنة ولم نحملكم على لبسها بل أنتم أشتريتموها
فهل يعذر المسلم في إتباعه للمفسدين المضلين ........... كلا والله لا يعذر
لأن المفسدين المتسلطين لن يعذروه بين يدس الله يوم القيامة فهم يقولون
قول رب العالمين أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ } ( سبأ 32 )
ثم يدرك الجميع أن هذا الحوار البائس لا ينفع هؤلاء ولا هؤلاء إلا براءة بعضهم من بعض علم كل منهم أنه ظالم لنفسه مستحق للعذاب فتندم حين لا ينفع الندم وتمنى لو كان على الحق والإيمان والهدى قول رب العالمين وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ } ( سبأ 33)
15) وأخيراً خطبة إبليس القاسمة
قضي الأمر وانتهى الجدل وسكت الحوار ، قام إبليس يخطب فيهم خطبته الشيطانية القاسمة يصبها على أوليائه :
قال تعَالى : وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ } ( إبراهيم 22 )
طعنة أليمة نافذة لا يملكون أن يردوها عليه وقد قضي الأمر وفات الأوان :
قول رب العالمين وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي } ثم يُأنبهم على أن أطاعوه :
قول رب العالمين فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ } نفض يده منهم وهو الذي وعدهم ومنَّاهم ووسوس لهم وأما الساعة فلا هم يستطيعون أن يدفعوا عنه العذاب ولا هو يستطيع أن يدفع عنهم العذاب : قول رب العالمين إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } ( إبراهيم 22 )
فيا للحسرة والندم ...........!!!
فيا حسرة المقصرين ويا حسرة العاصين لذات تمر وتبعات تبقي ، تريدون نيل الشهوات والحصول في الآخرة على الدرجات ...... جمع الأضداد غير ممكن يا تراب
فدع الذي يفني لما هو باق ............ واحذر ذلت قدمك وخف حلول ندمك وأغتنم شبابك قبل هرمك
جعلنا الله وإياكم من الرابحين السعداء يوم يخسر المبطلون الأشقياء ويتحسر المتحسرون التعساء
إن ربي ولي النعماء وكاشف الضر والبلاء
عباد الله في يوم القيامة يبحث كل إنسان عن أي وسيلة مهما كانت ضعيفة واهية لعلها تصلح لنجاته من غضب الله ولذلك تكثر المناقشات والمحاورات بين الآباء والأبناء والأزواج والزوجات والكبار المتسلطين والصغار التابعين بين الأغنياء الجبارين والفقراء المنافقين كلٌ يحاول إلقاء التبعة على غيره لكن حيث لا تنفع المحاورات ولا الخصومات ولا التنصل من التبعات ثم لا يكون إلا الحسرات .
فما آن لنا أن نحذر منه كل ناعق ملبس خائن يمكر بالليل والنهار قبل أن تقول نفس يا حسرتي .
أما آن للضعفة الأتباع أن يتبرءوا من متبوعيهم الظالمين المفسدين فلا يكونوا أداة لهم في ظلم في دماء أو أعراض طمعاً في جاه أو حطام فإنهم سينقلبون عليهم يوم القيامة ويلعن بعضهم بعضاً حيث لا ينفع لعن ولا ندم .
أما آن للمرأة المسكينة في زماننا اليوم أن تنتبه لهذه المواقف فتتبرأ في دنياها اليوم من كل ناعق لها باسم الحرية والتمدن ومتابعة الأزياء والموضات حتى لا تتحسر يوم الحسرة الكبرى عندما يتبرأ منها شياطين الأنس والجن الذين أضلوها ثم لا يغنوا عنها من عذاب الله من شيء إلا الخصام والتلاعن المذكور في كتاب الله :
وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا(67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا }
( الأحزاب 67 : 68 )
أما آن الأوان لأتباع الطوائف الضالة المبتدعة أن يفيقوا ويدركوا خطر هذه المتابعة التي ستنقلب حسرة كبرى وعداوة ولعنة بينهم وبين متبوعين يوم القيامة :
قول رب العالمين يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ } ( العنكبوت 25 )
أما آن لأهل المعاصي أن يعلنوها توبة عاجلة نصوحا قبل الممات وقبل يوم الحسرات يوم تشهد الأعضاء والجوارح وتبدو السوآت والفضائح .
واعلم أخي الحبيب / أختي أن الله عزَّ وجلَّ لا يقنط أحداً من رحمته فبابه دائماً مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها وإلى تغرغر الروح .
وهيا بنا نتواعد على طاعة الله ليكون موعدنا في جنة الرحمن التي فيها ما لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وحتى تنعم برؤية وجه الله عز وجل ونكون في صحبة نبينا صل الله عليه وسلم .
قصة
يقول أحد المشايخ : كان يسكن بجوارنا عائلة صغيرة وكان من أفرادها شاب لم يتجاوز العشرين من عمره وكان مولعاً بالأغاني ولعاً شديداً إلى درجة أنه كان يحب إحدى المغنيات لا يحب صوتها فحسب بل كان يحب المرأة بذاتها .
وكنت أتعمده واتعهده بالنصح كلما سنحت لي الفرصة فأحياناً أرغبه في الجنة وأحياناً أخوفه من النار وكنت إذا نصحته تغرورق عيناه بالدموع وأحياناً يبكي وكان بعد كل نصيحة يعاهدني أن لا يعود إلى الأغاني ولكن لا يلبث أن ينكث العهد ويخلف الوعد .
وذات ليلة ذكرته بالجنة والنار فأخذ يبكي بكاء شديداً حتى رحمته ولكنني أحسست أن هذه المرة سيكون لنصيحتي تأثيراً فقلت له : أعطني يدك فأعطاني يده فقلت له : عاهد الله ثم عاهدني أن لا تعود فقال لي : أعاهد الله ثم أعاهدك أن لا أعود .
ثم جاءني في الصباح ومعه أشرطة الأغاني وقال لي يا أخي خذ هذه الأشرطة كَسِرهَا أحرقها أفعل بها ما تشاء المهم أن تخلصني منها خلصني من مرض قلبي الذي طالما أغفلني عن الصلوات وعن رب الأرض والسماوات ... فقلت : سبحان مُقلب القلوب ما الذي حدث ؟
فقال لي : بعد أن تركتك البارحة ذهبت إلى بيتنا ثم نمت فرأيت في المنام أنني كنت أسير على شاطئ البحر فإذا بأحد أصحابي مقبل عليَّ يركض فلما وصل إليَّ بادرني بالسؤال : أتحب المرأة الفلانية ؟ فقلت : له بشوق : نعم ، فقال : إنها هناك تغني فانطلقت أركض واركض واركض أريد أن أراها فقد أحببتها حباً شديداً فلما اشتد بي التعب إذا بي أراها وهي تغني فوقفت أنظر إليها واستمع إلى صوتها معجب بها فبينما أنا كذلك إذ بيد تلامس كتفي فالتفت فإذا وجه منير كالقمر ليلة البدر تزينه لحية عليه آثار الصلاح وتلا علىَّ قوله تعالى :
أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ( الملك 22 )
وأخذ يرددها بصوت شجي عذب وأخذ يبكي حتى تأثرت أنا فأخذت أبكي معه ونحن نردد الآية فاستيقظت من نومي فجأة وأنا أرددها وأبكي ثم دخلت على أمي فلما رأتني على هذه الحال تأثرت وأخذت تبكي معي.
يقول الشيخ : وبعد ذلك أصبح الشاب يكره الأغاني كرهاً شديداً وأصبح يتلذذ بالقرآن تلذذاً عجيباً أراه في الدموع التي تنزل من عينيه حين يقرأه
الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور
فينبغي للمؤمن أن يكون فيها على جناح سفر
يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم.
ولو أنا إذا متنا تُركنا.. لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بُعثنا.. ونُسأل بعدها عن كل شيء
فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداً يبلغه إلى رضوان الله تعالى
والفوز بالجنة والنجاة من النار وعذاب القبر.
إنما الدنيا إلى الجنة والنـــــار طريق والليالي متجر الإنسان والأيام سوق
زيادة المرء في دنياه خسران .... وربحه غير محض الخير خسرانُ
يا عامراً لخراب الدار مجتهداً .... بالله هل لخراب الدار عمرانُ
فيا عجباً ممن آثر الحظ الفاني الخسيس على الباقي النفيس
وممن باع جنة عرضها السماوات والأرض بسجنٍ ضيقٍ في هذه الدنيا الفانية!
ويا عجباً ممن باع سماع خطاب الرحمن .. بسماع المعازف والغناء !
فتذكر يا غافلاً عن الآخرة وتفكر في الموت وما بعده
فكفى به قاطعاً للأمنيات, وحارماً للملذات, ومفرقاً للجماعات
كيف والقدوم على عقبه لا تدري المهبط بعدها إلى النار أم إلى الجنة
نسأل الله لنا ولكم ولوالدينا حسن الخاتمه والفوز بالجنه
فهيا أخي الحبيب أخي العاصي :
أكتب قصة الرجوع بقلم النزوع بمداد الدموع واسع بها على قدم الخضوع إلى باب الخشوع وسل رفعها فرب سؤال مسموع .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن
| | | |