وداع في منى

الشاعر..علي طاهري..يقف على أحداث تزاحم الحجاج في منى فيبوح بهذه القصيدة ..
((وداع في منى))

أمر الإله،وحكمة القهار
تمضي لتحمل أعمق الأسرار

هذي الحياة، وكيف يأمن عيشها
قوم أذاقتهم لظى من نار!!

الأرض ضجت ،والسماء كئيبة
مما جرى في مهبط الأنوار!!

حدث،_وتصغر كل حادثة له_
غطى على الأحداث،والأخبار!!

في أرض مكة،في منى آياته
وقعت، على الحجاج،والعمار!!

قطعوا الفيافي كي يؤدوا فرضهم
رغم العناء،وغربة الأسفار!!

في أعظم الأيام بدل أنسهم
بؤسا، وشيب السعد بالأكدار!!

يتسابقون إلى الفضائل مثلما
تمضي الجياد بساحة المضمار؟؟

يتزاحمون على الجمار،شعارهم
لبيك....والتوحيد خير شعار..!

لبيك إن الحمد... وانقطع الندا
والموت جاء كموجة الإعصار..!!

ليحول الإحرام من ثوب إلى
كفن ليشهد موتة الأبرار!!

جثث على جثث تراكم بعضها
من هول ضغط بالغ، وحصار..!

صور هنا ، ومقاطع قد سجلت
أبكت صمود الطود،والأحجار..!

وتحول اليوم السعيد لمأتم
والفرحة الكبرى لدمع جاري..!!

أو هكذا تمضون؟ ..مهلا.. ودعوا
أهلا..وأحبابا.. ونظرة دار..!

كشفت لنا بعض الوجوه فأشرقت
تلك الوجوه ببسمة،ووقار..!

سأشد رحلي كل عام علني
أحظى بكم في ساعة التذكار..!

نالوا_بإذن الله_خير شهادة
في خير أرض،في ضحى الأنوار

حدثان في أم القرى،في طهرها
يتتابعان تتابع الأمطار!!

يضعان أهل الرشد _رغم عقولهم_
حيرى،مع الإيمان بالأقدار!!

ولرب نازلة تلملم صدعنا
وتعيدنا للواحد الغفار!!

وتزيل ستر الحقد ،تكشف سوءة
وتحيل مبغض صفنا كالعار!!

ياشامتا بمصاب دولتنا انجلى
كل النفاق،وزال كل غبار!!

أرميت دولتنا بعجز رجالها
وطعنت في الأبطال،والأحرار؟!!

أرضيت بوقا أن تكون لفارس
ورضيت ان تحيا كظهر حمار!!

وزرعت في أرض القداسة فتنة
مسمومة بالخبث والأفكار!!

هي دولة الإسلام! فاعقل قدرها
ومكانها في الأرض ،والأقطار!!

أمن ،و إيمان، وصفو عقيدة
وشجاعة الإكبار،والإصرار!!

خدماتها في البيت لا يحصى لها
عد!! .ولكن أعين بعوار!!

يارب فاحفظ دولة يعلو بها
دين الإله معظم الآثار!!

واكف البلاد شرور حاقدها الذي
أمسى كذئب خائن،غدار!!

واقبل _أيا رحمن من حجوا،ومن
ماتوا،وأكرمهم بطيب قرار!!

علي طاهري..جازان.