عند طفلك كلمتك كالوعد

عند طفلك كلمتك كالوعد

عندما تتحدث مع الراشدين فإنك تحتاج إلى تأكيد كلامك بالمؤكدات كالوعد أو العهد أو التنبيه إلى التزامك عن فهم ومعرفة وحضور ذهن..
وربما يصل الأمر إلى التأكيد بالحلف أو القسم بالله العظيم.

بينما الطفل الصغير باقٍ على فطرته والتي بموجبها كل الكلام صدق وكله وعد، ففي عقله لا حاجة للإنسان بالكذب والإخلاف..


ولذلك عندما تتحدث مع طفلك الصغير حتى في سنته الأولى التي لا يستطيع الكلام فيها تأكد أنك ملتزم أمامه بكل كلمة تقولها وبكل وعد تعده به، فهو يصدقك ويعلم أنه التزام منك حتى ولو تأخر تنفيذه!.


فعندما تشترط عليه أن يأكل لقمته، مقابل أن تأخذه في جولة بالسيارة، فلا تستخفن بهذا الوعد وتقول إنه سوف ينسى أو إنه سوف ينعس وينام ولن يتذكر هذا الإتفاق عندما يصحو..
فهذا الكلام خاطئ تماماً، والصحيح أن الأبحاث العلمية في مجال علم التربية وعلم النفس الطفولي والتجربة والمشاهدة تثبت أن للطفل عقلاً باطنياً ناضجاً قد أُودعت فيه الفطرة السوية التي فطر الله الناس عليها..
فيعرف المعروف ويرتاح للخير ويكره الشر، وبالتالي فهو يفهم بعقله الباطن أنك تتكلم أمامه بمسؤولية..
وأن كلامك حق وأن وعودك سوف تنفذ..

ولذلك سيبقى عالقاً بذهنه أنك وعدته بالخروج أو بالفسحة أو بحمله على عاتقك أو أرجحته بالهواء.
فهو يصدق وعدك ويعرف أن الوفاء به مسألة وقت..

حتى تغتال أنت هذه الفطرة السليمة أو تشوهها فتخلف مواعيدك وتتناقض في كلامك وتكذب عليه.

فتصنع من نفسك مثالاً سيئاً وقدوة للشر وتصنع من طفلك كاذباً ومتناقضاً ومحتالاً، لا يحترم كلمته ولا يفي بوعده..

لذلك راقبوا أقوالكم ووعودكم لأطفالكم ولا تستخفوا بعقولهم

لا تقولوا لهم ولا تعدوهم إلا بما تستطيعون فعله وإنجازه، وإلا فأخبروهم أنكم لن تستطيعوا وأعطوهم بدائل مغرية..

لكن لا تتناسوا أو تتجاهلوا أمامهم فهم بعقولهم الباطنة وفطرتهم السليمة يفهمونكم ويستوعبون رسائلكم، فكونو صادقين معهم.

جميل ما نقلتي اختي جوود
لك الشكر والتقدير