فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
✬ المرآه و بـرَاءة طفُولـة ، عَالم الطّفـل الجميل ✬ نَهتم بأدَق تفاصِيل أطفَالنا | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
نساء حول يوسف
نساء حول يوسف
في قصة نبي الله يوسف عليه السلام الكثير مما يُتذكر ويُذكر. هنا لمحات عن نساء كنّ حوله، نساء مختلفات، كنّ {... طرائق قددا} منهن الصالحات، ومنهن دون ذلك. كيدهن وكيدهم لو كان " للكيد" يد في الأمر... ماذا كان ليفعل... لرفع دعوى قضائية مستعجلة أمام كل من أساء له بأن حصر سلطاته، وقلم أظافر طغيانه. الكيد كيان غشوم، نهوم، يهوى غزو النفوس دون أن يضع شروطا للنفس التي يستعمرها، فكيف وبأي حق نحصره في النساء حينما نقول "كيد النساء" وحينما نقتبس الآية الكريمة {... إن كيدكن عظيم} وننسى عمدا وبمنتهى الظلم {... لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ...}! ذاكرتنا الانتقائية تنسى أن الكيد في هذه السورة طال الرجال كما طال النساء. ثم مهلا، من قال أن الكيد دائما شيء مرذول؟ هذا الكائن المؤذي له تجلٍ آخر لطيف، الكيد قد يظهر في صورة تدبير، وهذا الكيد المستنير نسب إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ}. بل أن رب العزة عز وجل وصف به نفسه حينما قال {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ}. وقد يقول قائل أن الكيد يشيع بين النساء أكثر من الرجال، ويورد الأمثلة والشواهد التاريخية والتراثية والنفسية دون أن يكلف نفسه أن يطرح السؤال الأهم: لماذا؟ إذا سلمنا بأن النساء يكدن ويمكرن ويؤذين أكثر من الرجال، لم كان ذلك؟ ولم هو مستمر؟ هل هو جزء من طبيعة المرأة التكوينية التي فرضها الله عليها؟ اللهم لا! لأنه لو كان هذا قدرنا، ولو كانت هذه خلقتنا التي كتبها الله علينا، لعنى ذلك أننا معفيات من العقاب أو العتاب تجاه أي كيد نكيده، فنكون إذا في حكم المسيّرات، وليس على المجبر حرج! وبدل التبجح والاستهزاء بشيوع الكيد ولؤم الطباع لدى كثير من النساء.. يجب أن يرفع إصبع الاتهام تجاه الآليات التي أفرزها المجتمع، والتي حملت النساء على ذلك؛ التراث المليء بالقمع، اللاشعور الجمعي، التراث والأدب والصور اللاواعية التي يبثها، حتى اللغة، كل هذه تتضافر لتكون صورة المرأة عن نفسها. حينما يشعر الإنسان أنه مغلوب على أمره، مقهور، محدود في تحركاته، منقوص الإنسانية، سيصنع هذه الآلية الخفيّة التي تمكنه من أن ينفّس عن قهره دون أن يقبض عليه، وأن ينتقم دون أن يُنقم عليه. يقمعون المرأة، ويهمشونها، ويحصرونها في أدوار هم يختارونها لها، ثم يسألون: لم هي سخيفة ولئيمة وعسرة الطباع؟! الإسلام كرم المرأة وحفظ لها حقوقها وجعلها في مكانة عالية.. والمرأة المتمسكة بما شرعه الله لها مجتنبة مانهاه عنها تحفظ نفسها وتحفظ مكانتها العزيزة الشامخة.. وليست الدعاوي المغلوطة المنكرة التي تدعو للترج والسفور ومبارزة الرجال هي ماندعو إليه... لكن المقصد ألا تكون المرأة مسلوبة الحقوق ضعيفة مغلوبة على أمرها وليكن لها رأي ومكانة ودور إجتماعي إيجابي.. امرأة العزيز ونسوة المدينة هناك من يهوى أن يستنبط صفات نفسية المرأة من خلال دراسة أفاعيل امرأة العزيز وصويحباتها! وفعل ذلك يوازي معرفة التكوين النفسي للرجل من خلال دراسة نفسية فرعون والنمرود مثلا! {مالكم كيف تحكمون}؟ إمرأة العزيز والمحيطات بها فئة معينة من فئات المجتمع، نساء مرفهات بإفراط، عاطلات عن دور محدد، اعتدن الثرثرة والتفكه بالآخرين {وقال نسوة في المدينة ...}. هذه الفئة تحمل كل مؤهلات الانحراف، ليس فقط لأنهن نساء، بل لحالة الترف المفسد، الذي لا يفرق بين الجنسين حينما يعصف. أي إنسان معرض للوثة من التفاهة والغرور والتسلي بالآخرين حينما لا يكون له دور محدد في الحياة. وهكذا كن أولئك النسوة. العجيب والمضحك أن هناك من يظن أنه بتسفيه المرأة وحبسها عن ممارسة أدوار عامة، ستكون فاضلة طاهرة، وما علم أن هذه القيود هي أسهل وسيلة لإفسادها، لأنها تشعرها بمحدوديتها، فتبحث لنفسها عن تسلية وضيعة لائقة بهذه المحدودية التي تحيطها من كل حدب وصوب. وليس الكلام تعميما فكم من شريفة عفيفة طاهرة قابعة في دارها لا تبارحها.. وكم من عفيفة شريفة طاهرة بالمثل وتمارس أدوارا اجتماعية بارزة ومهمة فالأمر ليس تعميما ولا قاعدة أساسية.. ملمح مخيف آخر في قصة يوسف مع صويحبات امرأة العزيز. فامرأة العزيز لم تكتف بالاعتراف أمامهن بفعلتها، بل أحضرته لهن ليُفتن به بدورهن، لـ"يضيع الدم بين القبائل"، و"يضيع الأبتر بين البتران" كما يقول المثل الشعبي. فهي علمت بأن إنكارهن لفعلها ليس إنكارا صادقا للمنكر وخوفا على المجتمع منه، بقدر ما هو استهزاء لئيم ولوك لسمعة الآخرين. وكان انتقامها لهن بأن فتنتهن معها. وبعد أن كانت تراود يوسف وحدها، أصبحن هن أيضا يراودنه! والدليل هو: {وإلا تصرف عني كيدهن ..} و{ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه ...}. كل هذه الملامح من نسوة كأولئك تستحق الدراسة فعلا، لا كي نشنع عليهن، بل لكي نعرف الظروف التي أنتجت هذه النوعية من النسوة الفارغات، ولكي نقارنها بظروف المرأة في عصرنا هذا، لعلنا نجتنب ونجنّب ديننا ومجتمعنا كثيرا من الشر. [ شكرا غاليتي نسيم ولا تفي على روعة التوقيع |
10-20-2015 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: نساء حول يوسف
|
|
|