من نبيك ؟

من نبيك؟

سؤالٌ تُسألُ عنه في قبرك حين تكون وحيداً فريداً لا أنيس ولا جليس، من نبيك؟
نبيي محمدٌ بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ولد يتيماً وذاق مرارة اليتم،
عصمه الله في صباه فلم يتورط في معصية قط، حبب إليه الخلاء فكان يخلو بربه في غار حراء،
نزَل عليه جبريل الأمين بكتابٍ عظيمٍ معجزٍ للثقلين الإنس والجن جميعاً، فكانت أول آية نزلت منه:
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق َ} [العلق: 1].
تنزل آية: { اقْرَأْ } على رجل لا يقرأ ولا يكتب لكنه علَم العالم وأبهر الفلاسفة والمنطقيين،
جاء بالتوحيد الخالص فحطم الأوثان والأصنام في قلوب العرب قبل أن يهدمها على أرض الواقع وأمام الناظرين.
من نبيك؟
إنه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا بعبادة الله وترك عبادة الاصنام،
وأمرنا بالصدق والعدل والرحمة وجميل الأخلاق كلها، ونهانا عن الشرك والظلم وقبيح الأخلاق كلها،
عاداه أهله وقومه فأيده الله بالمعجزات فانشق له القمر، وظللته الغمامة وسبح بين يديه الحجر،
ونبَع الماء من كفيه وسلَم عليه الشجر،
فكان أتباعه يزيدون ولا ينقصون وفي المعارك يتقدمون ولا يتأخرون.

أثنى عليه ربه وشهد لأصحابه فقال تعالى : {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ . وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ . تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا .
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ . ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ . وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ .
وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } [الفتح:29].

وصار اسمه يرفع فوق المآذن مقرونا باسم الله كل يوم خمس مرات: ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله )،
فهل شهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فمن شهد له بلسانه، وصدق بقلبه، وإتبعه فيما أمر، واجتنب ما نهى عنه وزجر، أجاب بطلاقةٍ حين يسأل في قبره :من نبيك؟

قد يعترف إنسان لرسول الله في الدنيا، وربما ملأ الدنيا وعظا لكنه في قبره لا يستطيع نُطقاً ولا جواباَ،
منعه النفاااق، ولا يدخل أحد جنة الله جل وعلا إلا إذا شهد للنبي بالرسالة ولجميع الأنبياء والمرسلين.

قال تعالي: { لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ . وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا . غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير ُ} [البقرة: جزء من الآية 285].

وروى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )(رواه مسلم: 222) .

هذا هو نبيي صلَى الله عليه وسلَم الذي مهما كتبت عنه فلن أُحصي شمائله ودلائل نبوته.
ومن عَجب أن يُخرِجه رجال قريشٍ من بلده التي فيها وُلِد، وعلى تُربتها نشأ، ثم هم يقفون حوله بعد عشر سنواتٍ في حجة الوداع ليأخذوا منه المناسك، وليتعلموا منه الدين.

ويقيم عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم الحجة بقوله: «إنكم ستلقون ربكم فماذا أنتم قائلون عني؟»
(حجة الوداع) ، يقولون: يارسول الله نشهد أنك بلغت وأديت.

والأعجب من ذلك أن يشهد لرسول الله المنصفون من المستشرقين وأصحاب العقول حتى قال أحدهم: إن العالم اليوم بحاجة الى محمد بن عبدالله!
فاللهم إنا نشهد أنه بلغ الرسالة، وأدَى الأمانة، ونصح الأمة.
صلى الله عليه وسلم.

عليه أفضل الصلاة والسلام

جزاك الله خيرا
وبارك فيك ورفع قدرك
وغفر ذنبك وأعانك على ذكره وشكره وحسن عبادته
وجعلك من أحب خلقه إليه
وأدخلك جنته بلا حساب ولا عقاب

جزاك الله خيراً السوسن
ونفع بكـِ وبـ طرحــكك

جزاك الله كل خير*
وجعلهافي موازين حسناتك*

بارك الله لك وأنار قلبك
ورزقك الفردوس الأعلى من الجنة
دمتي بخير