فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
اتجعل من المظاهر سنداً للحكم على الناس
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا تجعل من المظاهر سنداً للحكم على الناس أناس أصبح المظهر عندهم معيار ليحكموا على الشخص فلقد أضحى المستوى الإجتماعي والوظيفة التي يشغلها الناس، واللباس معيار من معايير الحكم عليهم,فلو كان الرجل صاحب مكانة إجتماعية ووظيفة مرموقة فأي شخص سألته عنه سيكيل له المديح ويبالغ في الإطراء عليه،وربما هو لا يعرفه أصلاً،بل يحكم عليه من مظهره ووظيفته والمكانة الإجتماعية التي يحتلها واللباس الجميل والسيارة الفارهة التي يركبها، لا تجعل من المظاهر سنداً للحكم على الناس، أو تصنيفهم،فكم من صاحب سيارة فارهة تساوي الملايير،وملابس غالية،لايساوي عند الله جناح بعوضة, وكم من صاحب ثياب مرقعة ثيابه بالية،غير ذي شأن،لا يؤذن له، بل يحجب ويُطرد لحقارته عند الناس، ولكنه عند الله ليس بمحتقر،بل هو عند الله عظيم،ولو أقسم على الله لأبره، وعلى النقيض من ذلك يُحَقر ذلك الرجل الفقير المسكين الذي لا مكانة إجتماعية له ويرتدي أرث الثياب، أناس أصبحوا يحكمون على الناس بالمظاهر،كما يقال كم معك كم تساوي، هذا فقط معيار ضعفاء الأبصار والبصيرة، فالمسلم خُلق وأخلاق وتقوى لله عزوجل، الحكم على الناس بالمظاهر،عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال،قال رسول الله،صلى الله عليه وسلم(رُب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبرَّه)رواه مسلم، المعنى،أنه لو حلف على شيء أن يقع،ثقة بالله وحسن ظن به لأبره الله ، ومعنى القسم في الحديث،الدعاء، قال الرسول صلى الله عليه وسلم(إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره )رواه البخاري لأنه يقسم على الله في شيء يرضاه الله عز وجل ، إحساناً في ظنه بالله عز وجل، فإن اللسان من نعم الله العظيمة،ولهذا ينبغي لكل مسلم أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام،إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومن فلتات اللسان الخطيرة على المسلم،التألي على الله عز وجل، أما من أقسم على الله تألياً،واستكباراً على عباد الله، وإعجاباً بنفسه،فهذا لا يبر الله قسمه،لأنه ظالم ،ومن ذلك قصة الرجل العابد،الذي كان يمر برجل مسرف على نفسه، فقد روى مسلم في صحيحه،عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم(حدث أن رجلاً،قال،والله لا يغفر الله لفلان، وأن الله تعالى قال،من ذا الذي يتألى علّي أن لا أغفر لفلان،فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك)استفهام وإنكار،رواه مسلم في صحيحه، نتيجة سيئة والعياذ بالله،لم يبر الله بقسمه،بل أحبط عمله، لأنه قال ذلك إعجاباً بعمله،وإعجاباً بنفسه،واستكباراً على عباد الله عز وجل، جاء في الحديث عن سهل بن سعد الساعدي،قال،مر رجل على رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فقال النبي،صلى الله عليه وسلم (ما تقولون في هذا الرجل،قالوا رأيك في هذا،نقول هذا من أشرف الناس،هذا حري إن خطب أن يخطب،وإن شفع أن يشفع، وإن قال أن يسمع لقوله،فسكت النبي صلى الله عليه وسلم،ومر رجل آخر،فقال النبي صلى الله عليه وسلم،ما تقولون في هذا، قالوا،نقول والله يا رسول الله ،هذا من فقراء المسلمين،هذا حري إن خطب لم ينكح،وإن شفع لا يشفع،وإن قال لا يسمع لقوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم،لهذا خير من ملء الأرض مثل هذا)أخرجه البخاري،وابن ماجة، هذا هو المعيار الحقيقي الذي يقاس به الناس، قال الحافظ ابن حجر،في الحديث(وأن السيادة بمجرد الدنيا لا أثر لها،وإنما الاعتبار في ذلك بالآخرة)صحيح البخاري، كما تقدم(أَن العيش عيش الآخرة) لاتحكم على الناس بالمظاهر،بل لا بد من المعايشة والتثبت والتحقق، جاء رجل يشهد لرجل بالصلاح عند أمير المؤمنين عمر،رضي الله عنه،فقال له،أأنت جاره الأدنى الذي يعرف مدخله ومخرجه، قال، لا، قال،أسافرت معه في سفر طويل يسفر عن أخلاق الرجال، قال، لا، قال،أعاملته بالدينار وبالدرهم،الذي به يظهر ورع المرء من شرهه، قال، لا، قال،لعلك رأيته في المسجد يمسك بالمصحف، يقرأ القرآن، يرفع رأسه تارة ويخفضها تارة، قال،نعم يا أمير المؤمنين، قال،اذهب فلست تعرفه، وقال للرجل،ائتني بمن يعرفه، فالإنسان مظهر ومخبر، صورة وحقيقة، الحكم على الناس بناءاً على مظاهرهم،سبيل للوقوع في سوء الظن الذي هو معصية لله تعالى، إن الانسان باخلاقه وتقواه ويده البيضاء على مجتمعه،وعلى الناس لقد خلقنا الله لغاية سامية وهي عبادة الله، وزرع الخير والمودة والرحمة وليس تكبراً على الاخرين بالمظهر والمال والسلطة، قال تعالى﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾الحجرات، ولكن نرى في زمننا الذي اختلت فيه الموازين واصبح الانسان بما لديه من مال في رصيده،وبمظهره واناقته،ولايقاس برصيده الاخلاقي وتدينه وتقواه، حتى اصبح العالم عالم زيف وتكبر وحسد وشحناء اسودت النفوس والقلوب الا من رحم ربي، ولكن الخير في امة محمد صلى الله عليه وسلم،الى ان يرث الله الارض ومن عليها، لقد صدق الشاعر فأصحاب الأقمصة المرقعة إذا تكلموا لا يسمع لهم،وإذا خطبوا لن يزوجوا هذه هي الحقيقة فالمعيار الحقيقي للحكم على الناس ،هو معيار التقوى والإيمان لا اللباس والمركب، ونسأل الله أن يعلي أقدارنا ويرفع عنا إصرنا ويبصر قلوبنا بهداه،و آجعلنا من المتقين، اللهم اجعل بوَاطِننا خير من ظواهرنا،وارزقنا خشيتك في السر والعلانية وحل بيننا وبين معصيتك وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح،اللهم آمين.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
11-01-2016 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: اتجعل من المظاهر سنداً للحكم على الناس
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|