فإن الله تعالى أمرنا بالاستجابة، ووعدنا على الاستجابة التي يريد، بالاستجابة التي نريد؛ كما قال تعالى:
{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:186].
ما الاستجابة؟!
الاستجابة لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ترضى بما جاء في شريعة الله تعالى،
وأن تُحَكِّمها فيما تأتي أو تذَر، وتُسلِّم بها تسليمًا، وأن تتحرى موافقة السنة قدْر وُسعِك،
حتى جاء عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: "إذا استطعت ألَّا تحكَّ رأسَك إلا بأثر فافعل
" وأن يستوي عند في الامتثال الأمر والنهي،
ويستوي الواجب والمستحب في حب الامتثال، إلا عند التزاحم، فالواجب أوجب،
فما كان الصحابة رضي الله عنهم يسألون النبي صلى الله عليه وسلم، عمَّا جاءهم به،
أفرضٌ هو أم سنة، لأن الإيمان حين تخالط بشاشتُه القلوبَ
يجعل هو المرء تَبعًاً لما جاء به المحبوب صلى الله عليه وسلم.
فليحذر الذين يخالفون
فاستجب لأمر الله كلِّه، وتخالف منها شيئًا:
{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }[النور:63].
أي: فليحذر وليخش من خالف شريعة الرسول باطنا أو ظاهرا {أن تصيبهم فتنة}
أي: في قلوبهم، من كفر أو نفاق أو بدعة، {أو يصيبهم عذاب أليم} أي: في الدنيا، بقتل، أو حد،
أو حبس، أو نحو ذلك. قال الإمام أحمد: عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته،
يذهبون إلى رأي سفيان، والله تعالى يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ}
أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك لعله
إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
حيَّ على الحياة!
وقد حُبِّب إلى النفس البشرية الملكُ والخلودُ، وكان أول ما أغرى به إبليسُ اللعينُ أَبَوَيْنَا الكريمين؛
آدمَ وحوَّاء: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَاآدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}
[طه: 120]؛ فطلبًا للخلود أخرجهما من الخلود! ومِن ثمَّ كان دعوةُ الله ورسوله لنا إلى الحياة الحقيقية
والخلود الصحيح، بل أمرنا بالاستجابة لما يحيينا، مما جاء به رسوله الكريم من حياة القلوب،
والتي هي الحياة الحقيقية، لا حياة الأجساد فقط، قال الله تعالى:
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[الأنفال:24].
فمن أراد الحياة الحقيقية، التي يرتفع بها عن حياة البهائم، فلا بد أن يستجيب،
وإنّ يوم ميلاده الحقيقي هو يوم استجابته لهذه الحياة الإيمانية الكريمة،
وإلا فالبشر بلا استجابة: {كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[الأنعام:179].
شتان بين استجابتين:
لا بد للبشر من استجابة! إمَّا لدعوة الله تعالى، وإلا فهي الاستجابة لدعوة الشيطان
ولدعوات أوليائه من شركاء وطواغيت ودجَّالين:
{لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا
وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ}
[الرعد:18]، فدعاهم للاستجابة لأمره، ووعدهم على ذلك الحسنى،
فقام الشيطان بالمضاهاة، فدعاهم دعوة باطلة ووعدهم عِدَة باطلة:
{وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ
وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ
وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[إبراهيم: 22]،
ويا لها من نهاية بئيسة قاتلة؛ حين يتبرَّأ الشيطان من أتباعه! وهذه سنَّةُ كلّ الشركاء
والأولياء المتبوعين بالباطل، لا يُغيثونهم لا في الدنيا ولا في الآخرة ولا يستجيبون لهم:
{إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ}
[فاطر:14]، ويفعلون بأتباعهم ما فعل شيخهم الأكبر إذ يُلقي اللوم على الأتباع، فهم يتبرَّؤون ممن استجاب لدعوتهم:
{إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ،
وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ
عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}[البقرة:166- 167].
فشتان بين الاستجابة لمن له دعوة الحق ولمن لهم دعوات الباطل:
{لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ
لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}[الرعد:14]،
فلا تستجب لمن ليس له دعوة حقٍّ، ولا يملك أن يستجيب لدعوتك.
قبل فوات الأوان:
استجب لربك قبل فوات الأوان، قبل أن تَجْهَد لتستجيب فلا تستطيع، قبل الغرغرة،
قبل أن يفجأك الأجل بأسبابه التي كثرت اليوم كما لم تكن من قبلُ، قال الله تعالى:
{اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ}
[الشورى:47]، إذا جاء هذا اليوم لا مردَّ له بشفاعة
شافع ولا جاهِ وجيه، ولا أمر سلطان.. وهذا اليوم الذي لا مرد له ليس هو يوم القيامة
الذي يأتي الناسَ جميعًا في آخر الزمان، ويستبعده أناس آملون فحسب، بل كل من مات فقد قامت قيامته:
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}[النساء:78]،
{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}[ق: 19].
فاستجب قبل أن يأتيك ذلك اليوم، فتحيد عنه إلى الطبيب وإلى الراقي وإلى كل سبب تتعلق به،
وكأني بك في حال: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُون، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا
فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}[المؤمنون:99 -100].
كما استجابت الجن
نعم، إنهم الجن المؤمنون، سمعوا دعوة الله لهم إلى الحياة، فاستجابوا:
{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ
مُنْذِرِينَ، قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ؛ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ}
[الأحقاف:29- 30]،
ثم لم يكتفوا بهذا، فراحوا يدعون قومهم للاستجابة أيضًا، يُرغِّبونهم في الاستجابة،
بما عند الله تعالى من مغفرة الذنوب ومحو الخطايا، والإجارة من عذاب الله تعالى،
ويُحذرونهم من مغبة عدم الاستجابة، ويخوفونهم
بالله تعالى القوي العزيز الذي لا يعجزه شيء، كما بينوا لهم أن عدم الاستجابة ضلال مبين ولا ولي للضالين:
{يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ،
وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الأحقاف:31-32].
استجابة رغم الجروح والقروح
لقد استجاب الصحابة رضي الله عنهم لأمْرِ الله تعالى وأَمْرِ رسوله صلى الله عليه وسلم رغم
ما أصابهم يوم أُحُدٍ من فَقْدِ الأحباب ومن جِراح وآلام، وبعد ما وصلهم من تخويفٍ أن الناس
قد جمعوا لهم ليُفنوهم ويُجهزوا على بقيتهم، ومع ذلك توكلوا على الله تعالى واستجابوا:
{الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ،
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}
[آل عمران:172- 173].
فكان أن جعل الله تعالى من تلك الهزيمة نصرًا، نجْنِي من ثماره إلى اليوم وإلى قيام الساعة،
وقذف بها الرعبَ في قلوب الأعداء. ولو لم يستجيبوا فقد كان يُكتب عليهم عار الدهر وذل الزمان.
استجابة للذبح
وهذا خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، يستجيب لأمر ربه في رؤيا رآها بأن يذبح ابنه،
وإن كان الأمر مهول بالنسبة لاستجابة إبراهيم لربه سبحانه، وهو الذابح، فاستجابة المذبوح
واستسلامه والله لا تنقضي منها الدهشة والعجَب، غير أنه بالإيمان لا عجب:
{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَاأَبَتِ افْعَلْ
مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ، فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ،
وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ،
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ}[الصافات:103- 106]. ولعلنا اليوم نستجيب لداعي الله فنذبح الشهوات،
ونذبح الأنانيات، ونذبح حب الزعامات، وننحر جميع الولاءات التي ليست لله، ولا على مقتضى مرضاة الله وشريعته.
لا نذبح أولادنا، وإنما نذبح فقط تَعَلُّقاتهم بقدوات كافرة ضالة، وبطولات باطلة من فنَّانين ورياضيين،
حتى صاروا يعرفون عن حياتهم وتفاصيلها أكثر مما يعرفون أيسر المعلومات عن أعظم رجل عرفه التاريخ،
بطل البشرية جمعاء، محمد صلى الله عليه وسلم، في أعظم بطولة شهدتها الدنيا.
يعرفون متى سجَّل الرياضي ركلة جزاء في القرن الماضي ما لا يعرفون عن غزوة بدر الكبرى!
سؤال عجيب:
مِن المتوَقَّع أن يسأل الله تعالى البشر المدعويين، وهل استجابوا لأنبيائهم،
لأنهم هم المحاسَبون عن موقفهم من الرسل والرسالات، ودعوة الله تعالى، استجابوا أم أعرضوا،
كما قال تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ}[القصص:65].
ولكن العجب أن يجمع الله تعالى الرسل في مجمعٍ يخصهم،
ثم يسألهم عن استجابة الناس لدعوتهم: {يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ؟!
قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}[المائدة:109].
فمن خطورة هذا السؤال وهول هذا اليوم تطيش عقولهم ويذهلون،
حتى لا يدرون، ثم تثوب عقولهم فيُجيبون؛ فيشهدون لمن صدَّقهم بالتصديق والاتِّباع،
ولمن كذَّبهم بالتكذيب والإعراض.
أمَّا الإعراض عن المدعوين المكذبين والمعرضين وترك سؤالهم هنا ففيه من الإهمال ما فيه،
حتى إنَّ الله تعالى لا يباليهم ولا يقيم لهم وزنًا فيسألهم؛ لأنهم كذَّبوا رُسله وأعرضوا عن أمره.
وهي– والله- من أشد العقوبات والإهانات النفسية، وأنت تُجرِّبها
حين يعرض عنك مخاطِب عمدًا ويُهمِلك!
يقول سيد قطب في تصوير هذا الموقف ما ملخَّصُه: {ماذا أُجِبْتُمْ؟}..
فاليوم تُجمَع الحصيلة، ويُضَمُّ الشتات، ويقدم الرسل حساب الرسالات،
وتعلن النتائج على رؤوس الأشهاد. {ماذا أُجِبْتُمْ؟} والرسل بشر من البشر لهم علم ما حضر،
وليس لديهم علم ما استتر. إنه الاستجواب المرهوب في يوم الحشر العظيم،
على مشهد من الملأ الأعلى، وعلى مشهد من الناس أجمعين...
الاستجواب الذي يراد به المواجهة.. مواجهة البشرية برسلها
ومواجهة المكذبين من هذه البشرية خاصة.
أختكم / طيف