كيف فقدنا الدهشة

ترددت كثيرا عبارة العالم قرية صغيرة طواها الانترنت والتكنلوجيا الحديثة في قبضة يد واحدة سهلة ميسرة بيد الصغير والكبير..
"إلا أن ما يحزن قلبي بعيدا عن هذا كله.. هو الدهشة التي سلبتنا إياها الإنترنت..
الدهشة لرؤية أشياء جميلة وعادية ربما لم تكن متاحة سابقا وكانت مشاهدتها تعني لنا الكثير ..
ممشى جبلي معشوشب .. غابة خضراء ممتدة.. جدول ماء.. أطفال يعودون من مدرسة..
وحتى إمراة جميلة ..
بل وسلبتنا أيضا الدهشة من الأشياء المخيفة والمرعبة .. فلم نعد نقشعر لو رأينا حادثة إفتراس..
أو جريمة قتل.. أو محاولة إنتحار..
كل المشاعر التي كانت تنتابنا لدى رؤية هذه الأشياء بهتت و إختفت..
وصار من الطبيعي أن تشاهد مقطع فيديو لذبح عشرين رجلا ثم تتناول طعامك كالمعتاد...
ومن نافلة القول أيضا أن النكات والكلمات المضحكة ولو كانت جميلة فعلا ..
لم تعد تضحك أحدا... بالكاد تجعلك تبتسم..
بإختصار.. كل شيء أصبح مكرر ومستهلك ومبتذل .. ومن كل نسخة للشيئ هنالك ملايين النسخ..
أغرقتنا هذه الإنترنت بطوفان من الأشياء إغتال كل خلايا الدهشة والإستغراب والشعور فينا ..
وجعلتنا بليدين مشبعين بحيث لم يعد , لا العادي , ولا فوق العادي, ولا المميز يجذبنا...
صرنا جثثا متعبة ملولة .. تحتاج فقط ما هو أسطوري وغير تقليدي من الأشياء ليحركها ..
وحتى هذا الأسطوري فإنه ينجح في أن يثير إنتباهنا لدقائق معدودة فقط..
ثم لا نلبث أن نمر فوقه ..
لنعود لحالة الملل و السعار مرة أخرى..
نتصفح الإنترنت في بحث دائم عن الجديد.. ولا جديد.. لقد جردت الإنترنت الإنسان من دهشته .. روعة أحاسيسه .. جهله الجميل.. و غموض إحتمالاته أيضا..
غيبت مفاهيم المتعة البسيطة.. الإكتفاء بالقليل والفرحة بالعادي..
و فتحت جشعه و سعاره على مصراعي المجهول.. وهذا شيء خطر.. وخطر جدا

استحق الوقفه


موضوع جميل



جل التحايا

ارتقيتي بجمال طرحك وحرفك
شكرا لك وسلمت يداك
لآخلاولآعدم

الصامت ورذاذ مرور عطر
ربي يعطيكم العافية .. تقديري

حقاً ما قلتي اختي السوسن
العالم اصبح قريه صغيره طويت في قبضة اليد
متقاربين مادياً متباعدين معنوياً
قاربت بيننا التكنلوجيا في التواصل
لكنها باعدتنا مشاعر واحاسيس.
فعلاً سلبتنا الكثير هذه التقنيه ومن يقول غير ذلك
فهو واهم او يعيش في عالم آخر.
شكراً لكِ اختي السوسن على الطرح الجميل.

الله المستعان
أصبحنا نلتقط أيضا الصور بغرض الاستعراض والكشف
وتركنا الاستماع باللحظة مع الاهل والاحباب..


أصبح كل شئ نراه عادي حتى الخطف القتل الرقص الاختلاط
والطامه الكبرى أطفالنا بأيديهم الاجهزه هذه
والانترنت شغال ع مدار الساعة ونحمل لهم كل البرامج
سواء نافعه أو ضاره...

وهذا إثبات أن العالم اصبح قريه صغيره!
...

نسأل الله السلامة والعافيه وان يقينا
شر التقنيه السريعه.
....


يعطيك العافية السوسن