فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
العفة وغض البصر عند قُدامى العرب
العفة وغض البصر عند قُدامى العرب كان النابغةُ الذبيانيُّ جليسَ النُّعمان بن المنذر، وأحد شعراء المعلَّقات العشر، في مجلس من مجالس النعمان، فدخلت امرأة النعمان فجأة مجلسَ زوجها دون علمها أن عند الملك ضيوفًا، فسقط بُرْقُعُها الذي كانت قد تقنَّعت به، فبادرت وأسرعت أن سترت وجهها بيدٍ، والتقطت البرقع بالأخرى، فخلَّد لها النابغة هذا الموقفَ بهذا البيت الشعري؛ تثمينًا منه لهذه العِفَّة التي أبدَتْها؛ حيث قال بعد أن طلب منه النعمان وصف الموقف فقال: سقط النَّصِيفُ ولم تُرِدْ إسقاطَه فتناولته واتَّقَتْنا باليدِ فتأمَّل نساء عصرِ حضارتنا في موقف هذه المرأة الجاهلية التي تغطي وجهها طلبًا للعَفاف. ومن أعجب القصص الجاهلية في العِفَّة قصةُ عثمان بن طلحة؛ حيث لقِيَ أمَّ سلمة حاملةً رضيعها، حينما فرت مهاجِرة من مكة إلى المدينة، بعد أن هاجر زوجها ولم يستطع أخذها معه، فأبى عثمان أن يتركها وحدها، وقال لها: "والله ما لك من مَتْرَكٍ"، فأخذ بخِطام بعيرها، وانطلق يقودها إلى المدينة. قالت أم سلمة: "فو الله ما صحِبت رجلًا من العرب قطُّ أرى أنه كان أكرم منه، كان إذا بلغ المنزل أناخ بي، ثم استأخر عني، حتى إذا نزلنا، استأخر ببعيري فحطَّ عنه، ثم قيَّده في الشجرة، ثم تنحى إلى شجرة فاضطجع تحتها. فإذا دنا الرَّواح قام إلى بعيري فقدَّمه فَرَحَلَهُ، ثم استأخر عني فقال: اركبي، فإذا ركبت فاستويت على البعير، أتى فأخذ بخطامه، فقادني حتى ينزل بي، فلم يزل يصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة. فلما نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: زوجكِ في هذه القرية، فادخليها على بركة الله، ثم انصرف راجعًا إلى مكة". فانظر إلى أخلاقه في العفة وهو مشرك، وقد منَّ الله عليه بعد ذلك بالإسلام. وقد عبَّر مسكين الدارمي الشاعر الأموي عن غضِّ البصر بالعمى حين بروز جارته؛ فيقول: أعمى إذا ما جارتي خرجت حتى يوارِيَ جارتي الخِدْرُ ويصم عما كان بينهما سمعي وما بي غيره وِقْرُ وهو أعلى رتبة من قول عنترة في الامتثال للمروءة ومكارم الأخلاق؛ لأنه كان أكثر خلقًا حين عطل حاسة البصر من أساسها، بينما ألغى عنترة وظيفتها فقط؛ فيقول عنترة بن شداد: وأغضُّ طرفي ما بدت جارتي حتى يوارِيَ جارتي مأواها إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ماجدٌ لا أُتْبِعُ النفس اللجوجَ هواها أما عروة بن الورد، فكان يتغافل حتى تلِجَ جارته بيتها: وإنْ جارتي ألْوَت رياح بيتها تغافلتُ حتى يسترَ البيت جانبه ونجد الخنساء عندما رَثَتْ أخاها صخرًا قائلة: لم تَرَهُ جارة يمشي بساحتها لرِيبةٍ حين يُخلي بيته الجارُ وقال بشار بن بشر المجاشعي: وإني لَعفٌّ عن زيارة جارتي وإني لَمَشْنُوء لديَّ اغتيابها إذا غاب عني بعلها لم أكن لها زَؤورًا ولم تأنس إليَّ كلابها ولم أكُ طلابًا أحاديث سرها ولا عالمًا من أي جنس ثيابها ولعل أروع ما قيل في ذلك ما ذكره حاتم الطائي: إذا ما بِتُّ أختِلُ عرسَ جاري ليُخْفِيني الظلام فلا خَفِيتُ أأفضح جارتي وأخون جاري معاذ الله أفعل ما حييتُ قال أبو حازم: كان أهل الجاهلية أحسن جوارًا منكم، وبيننا وبينكم قول شاعرهم: ناري ونار الجار واحدة وإليه قبلي تنزل القدرُ ما ضرَّ جارًا لي أجاوره ألَّا يكون لبيته سترُ أعمى إذا ما جارتي برزت حتى يواري جارتي الخِدْرُ لقد كان الرجل العربي الكريم ينأى بنفسه عن التعرض للنساء، والنَّيل من أعراضهن، وخدش كرامتهن؛ لأنه هو الذي يبذل ماله ودمه من أجل حماية عِرْضِه، فكيف يسمح لنفسه أن يمس أعراض الآخرين؟ أما غير الكريم، فهو لا يجرؤ أن يُقدِم على مثل هذا الخطأ والعيب الكبير؛ لأنه سيعرض نفسه وقومه إلى ويلات حرب لا تُحمَد عُقباها، وسيكون مسبَّة في قومه إلى آخر الدهر، وهو في الوقت نفسه يعلم أن هذا الأمر يأباه العقل، وترفضه المروءة؛ لذا التزم العربي غضَّ بصره عن جاراته، وعطل سمعه عن سماع حديثهن؛ وفي ذلك يقول السيد الكريم حاتم الطائي: بعيني عن جاراتِ قومي غفلةٌ وفي السمع مني عن حديثهن وِقْرُ وقد حُكِيَ أن أعرابيًّا كان على خلاف مع زوجته، سألوه: ما السبب؟ قال: لا أتكلم عن عرضي، فلما طلقها، سألوه: ما السبب؟ قال: لا أتكلم عن أعراض الناس!
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-01-2024 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: العفة وغض البصر عند قُدامى العرب
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|