فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- مسـاحةُ بِلا حُدود" مسآحة حـرهـ ~ | هنا المواضيع | العامة| التي | لها قسم يختص بها | |من هنا | وهناك | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
الواسطة غنيمة الأقوياء
نحن مجتمع متميز في كل شئ وأحسب أن من طرائف هذا التميز إستيطان فيروس خطير بكافة مكوناته بشكل فريد بين أظهرنا لاتجده في أي مجتمع على وجه الأرض ألا وهو فيروس الواسطة والمحسوبية ! نعم هو موجود لدى مجتمعات أخرى بمكون أو أكثر لكن أن تجتمع كل تلك المكونات لهذا الفيروس في مجتمع آخر كما هي مجتمعة لدينا لاأعتقد ذلك . ومن شدة سطوة هذا الفيروس رسخنا له شرعية أسميناها الشفاعة . ليست الشفاعة الحسنة كما هو وارد في الآية الكريمة ولكنها الشفاعة السيئة المذمومة بكل أبعادها ولكن من فرط إنقلاب الموازين وسطوة هذا الفيروس تحولت إلى شفاعة حسنة . لقد تحولنا من المجتمع القبلي الضيق إلى المجتمع المدني الحديث وحملنا معنا كل موروثاتنا السلبية وأضفنا لها ما وجدناه من سلبيات في الحياة المدنية من النفعية والأنانية والخداع والغش التي تعد كلها في العرف المدني المنحرف ذكاء وفطنة وكسب مشروع وغنيمة باردة حتى أضحت حياتنا خليط من تلك المكونات القميئة التي لايمكن بحال أن توصلنا للتطور والنمو المنشود ومن ذلك الواسطة والمحسوبية أو سمها حسب عرفنا السائد ( الفزعة أو النخوة أو كما تقول العرب قاعدة : أنصر أخاك ظالم أو مظلوم قبل أن يوجهها رسولنا صلى الله عليه وسلم التوجيه الصحيح) داء عضال يفتك بالإبداع والإنتاج والتطور نتيجة لقلبه للمعادلة الإدارية لتكون هكذا ( وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب ) ! لدينا جميع صنوف مكونات فيروس الواسطة والمحسوبية فلا تلوموني إن عكرت صفو مزاجكم من ذكر مكوناتها وإليكم أخطرها على الإطلاق فالواسطة والمحسوبية لها مكونات منها المكونات القبلية والعائلية والعشائرية والمناطقية والنفعية التبادلية والعنصرية والفئوية واستجد لون جديد من الواسطة لم يكن موجود من قبل وهو الواسطة بناء على التوافق الفكري أو التوافق في المنهج الديني حتى غدى هذا التصنيف مكون بارز المعالم في الإحلالات والتعيينات الإدارية لتقلد المسئوليات والمناصب والترقيات سواء في القطاع العام أوشبه العام على حد سواء ، إن تردي الخدمات وضمور الإبداع وانكفاء المبرزين والأكفاء عن تقلد المسئوليات وتوليها من قبل غير الأكفاء شكل بيئة طاردة للكفاءات والقدرات مما حرم المجتمع منها وأدى بالتالي لتولي غير المؤهلين لتلك المسئوليات نتيجة لسيطرة الواسطة والمحسوبية على معايير التعيين على تلك الأعمال أضف إلى ذلك القضاء على مبدأ تكافئ الفرص بين المستحقين بشكل عادل مما أدى لتزايد الشعور بالحرمان والسخط مما آلت إليه المعايير في التوظيف والترقيات والمزايا المادية والمعنوية والعلمية والحقوقية والخدمية ونتج عن ذلك وجود تجمعات شللية ومناطقية أو عشائرية في كثير من الإدارات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية تشكل عائقاً أمام التطور والإصلاح الإداري المنشود وأما ما يتعلق بالتعيينات والترقيات وتقلد المسئوليات فقد نتج عنه تبعات سلبية خطيرة من أهمها : أن تقديم الخدمات سواء في مستواها أو حجمها وسواء على مستوى الخدمات المقدمة للفرد أو لبعض فئات المجتمع ومكوناته قد إعتمد على تلك المؤثرات السلبية الناتجة إبتداءً عن الواسطة والمحسوبية وعليه فليس غريباً أن تمتد آثار ذلك الفيروس الفتاك إلى مالا نهاية مما يتعلق بحقوق المواطن والخدمات التي تقدم له . ونتيجة لتفشي هذا الفيروس فقد أصبح هو القاعدة حتى أن من لديه مراجعة إدارية ولو بسيطة يمكن له تحقيقها دون واسطة ، يبحث عن واسطة لقضاءها حتى انسحب ذلك على الخدمات الأساسية كالعلاج والتعليم والقبول في الجامعات والتوظيف وهلمَ جرا بعد ذلك يبقى سؤال كبير : هل يمكن القضاء على هذا الفيروس بشكل نهائي ؟ والجواب صعب للغاية ولكني متشائم بشدة تجاه هذا السؤال ويكفيني تبريراً لهذا التشاؤم أن ألقي نظرة على مستوى الوعي المجتمعي ومدى سيطرة تلك المؤثرات السلبية عليه لتجد قوة سطوتها مما ينبئ بصعوبة القضاء عليها في مجتمع يرسخ النزعات القبلية والعشائرية والمناطقية وكل ما ذكرناه من مكونات لهذا الفيروس الوبائي المستوطن في ربوعنا منذ زمن بعيد حتى تجذر وأصبح طبع متأصل أعيانا الفكاك منه ومالم يرتفع مستوى الوعي المجتمعي إلى حد يتسامى أفراد المجتمع عن تلك المؤثرات السلبية واستبدالها بمعايير الكفاءة والأمانة والقوة في تولي المسئوليات فلن نفلح في خلق مجتمع يقدم القدرات الوطنية المنتجة مهما كان توجهها ومكانها الإجتماعي والجغرافي طالما لديها خبرات وقدرات فطرية ومؤهلات علمية تمكنها من تقديم الخدمات المطلوبة والنهوض بالمشاريع التنموية وفق ما يوفر لها من موارد وإمكانات متاحة بفاعلية واقتداريحقق التنمية الشاملة . والله الموفق د. محمد بن علي آل خريف مستشار وكاتب سعودي خاص بصحيفة (سبق) الإكترونية |
05-09-2009 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الواسطة غنيمة الأقوياء
بارك الله فيك اخي ابو فيصل على نقلك الموفق لهذا الموضوع المزعج جدا لكل انسان له ضمير حي
الواسطة المقيتة هي داء وبيل يستشري يوما بعد يوم يضيع حقوق الناس المبدعين ويسرق أحلام المجتهدين ويغتال طموحاتهم وعرق جبينهم ان داء الواسطة والمسحوبية هو داء عضال نفاخر الدنيا بتقدمنا وازدهار بلدنا وما زلنا نقتل حق الآخر في جني ثمار تعبه وجهده على مقص الواسطة التي تجعل المقصر الذي لا يستحق المكان الذي يوضع فيه يأخذ مكانا غير مكانه يستولي على المناصب سالكا طرقا ملتوية تزكيها الواسطة والمحسوبية من منطلقات جهوية او عشائرية أو فسادوية او مصالح خاصة سمها ما شئت الموضوع جميل ومميز ذو شجون بارك فيك ايها المبدع دائما تقبل مروري
|
|
|