فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- "تحليقات في فضاءات همس القصيد" | ملتقى القصائد | | ونبض | | الشعر| | الشعراء | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
إِذا الشَّــــــــــــعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
إِذا الشَّــــــــــــعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ = فلا بُدَّ أنْ يَسْــــــــــــــتَجيبَ القدرْ
ولا بُـــــــــدَّ للَّيْــــــلِ أنْ ينجــــــلي = ولا بُـــــــدَّ للقيــــــدِ أن يَنْكَسِــــرْ ومَن لم يعــــــــانقْهُ شَـــــوْقُ الحياةِ = تَبَخَّـــــرَ في جَوِّهـــــــــــا واندَثَرْ فويــــــلٌ لمَنْ لم تَشُــــــــــقْهُ الحياةُ = من صَفْعَـــــــةِ العَــــدَمِ المنتصرْ كــــــــذلك قــــــــالتْ ليَ الكـائناتُ = وحـدَّثَني روحُهــــــا المُســــــتَتِرْ ودَمْـــــــدَمَتِ الرِّيــــحُ بَيْنَ الفِجـاجِ = وفـــوقَ الجبــــالِ وتحتَ الشَّــجرْ إِذا مَــــــا طَمحْتُ إلى غـــــــــــايةٍ = رَكِـــبتُ المنى ونَســــــيتُ الحَذرْ ولم أتجنَّبْ وُعـــــــورَ الشِّــــــعابِ = ولا كُبّــــَةَ اللَّهَبِ المُســـــــــــتَعِرْ ومن لا يحـــبُّ صُعـــــودَ الجبـــالِ = يَعِـــــــــشْ أبَدَ الدَّهــرِ بَيْنَ الحُفَرْ فَعَجَّــــتْ بقــــــلبي دمــــاءُ الشَّبابِ = وضجَّــــت بصـــدري رياحٌ أُخَرْ وأطـــرقتُ أُصـغي لقصفِ الرُّعودِ = وعــــزفِ الرّيــــاحِ وَوَقْعِ المَطَرْ وقـــــالتْ ليَ الأَرضُ لما ســـــألتُ = أيـــا أمُّ هـــــل تكرهينَ البَشَــــــرْ أُبــــــــاركُ في النَّاسِ أهلَ الطُّموحِ = ومَن يَسْـــــــــــتَلِذُّ ركوبَ الخطرْ وأَلعــــــنُ مَنْ لا يماشـــــي الزَّمانَ = ويقنعُ بالعـيـشِ عيـــــــشِ الحجرْ هو الكـــــونُ حيٌّ يحبُّ الحَيَــــــــاةَ = ويحتقـــــرُ الميْتَ مهمــــــــا كَبُرْ فــــــلا الأُفقُ يَحْضُـنُ ميتَ الطُّيورِ = ولا النَّحْــــلُ يــلثِمُ مــتَ الـزَّهَــرْ ولولا أُمــــومَةُ قـــــلبي الرَّؤومُ لمَا = ضمَّـــتِ الميْـــتَ تِـــــــلْكَ الحُفَرْ فويــــــلٌ لمنْ لم تَشُــــــــــقْهُ الحَيَاةُ = منْ لعنـــــــــةِ العَـــــدَمِ المنتصرْ وفي ليـــــــــــلةٍ مِنْ ليالي الخريفِ = متقَّـــــــلةٍ بالأَســـــــــى والضَّجَرْ سَـــــــــكرتُ بها مِنْ ضياءِ النُّجومِ = وغنَّيْتُ للحُــــزْنِ حتَّى سَــــــــكِرْ ســــــــــألتُ الدُّجى هل تُعيدُ الحَيَاةُ = لمــــــا أذبــــــــــــلته ربيعَ العُمُرْ فــــــــلم تَتَكَلَّمْ شِــــــفاهُ الظَّـــــــلامِ = ولمْ تتــــرنَّمْ عَـــذارَى السَّـــــحَرْ وقـــــــــال ليَ الغــــــــابُ في رقَّةٍ = محبَّبَـــــــةٍ مثـــــــلَ خفْقِ الوتــرْ يجيءُ الشِّـــــــتاءُ شــــتاءُ الضَّبابِ = شـــــــــتاءُ الثّلوجِ شــــتاءُ المطرْ فينطفئُ السِّــــحْرُ ســـحرُ الغُصونِ = وســــحرُ الزُّهورِ وســـحرُ الثَّمَرْ وســــــحْرُ السَّـــماءِ الشَّجيّ الوديعُ = وســــــحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ وتهـــــوي الغُصــــونُ وأوراقُــــها = وأَزهـــــــــــارُ عهدٍ حبيبٍ نَضِرْ وتلهـــــو بهــــــا الرِّيحُ في كلِّ وادٍ = ويدفنهــــــا السَّـــــــــيلُ أَنَّى عَبَرْ ويفنى الجميــــــــــــعُ كحــــلْمٍ بديعٍ = تــــــــأَلَّقَ في مهجــــــــةٍ واندَثَرْ وتبقَى البُـــــــــــذورُ التي حُمِّــــلَتْ = ذخـــــــيرَةَ عُمْرٍ جميلٍ غَـــــــبَرْ وذكـــــرى فصـــولٍ ورؤيـــا حَياةٍ = وأَشـــــباحَ دنيا تلاشـــــــتْ زُمَرْ معـــــــــانِقَةً وهي تحتَ الضَّبـــابِ = وتحتَ الثُّـــــــــلوجِ وتحتَ المَدَرْ لِطَيــــــْفِ الحَيَـــــاة الَّذي لا يُمـــلُّ = وقلـــــبُ الرَّبيعِ الشـــذيِّ الخضِرْ وحـــــــالِمةً بأغــــــــاني الطُّيـــورِ = وعِطْــــرِ الزُّهــــورِ وطَعْمِ الثَّمَرْ ويمشــــي الزَّمانُ فتنمو صـــروفٌ = وتذوي صــــروفٌ وتحيــــا أُخَرْ وتَصبِـــــحُ أَحـــــــــــلامَها يقْظـــةً = موَشَّـــــحةً بغمـــوضِ السَّـــــحَرْ تُســــــائِلُ أَيْنَ ضَبــــابُ الصَّبـــاحِ = وسِــــــحْرُ المســاءِ وضوءُ القَمَرْ وأَســـــــرابُ ذاكَ الفَراشِ الأَنيـــقِ = ونَحْــــــــــــلٌ يُغنِّي وغيمٌ يَمُــــرْ وأَينَ الأَشـــــــــعَّةُ والكـــــــــائناتُ = وأَينَ الحَيَـــــــــــــــاةُ التي أَنْتَظِرْ ظمِئْتُ إلى النُّورِ فـــوقَ الغصـــونِ = ظمِئْتُ إلى الظِّلِّ تحـتَ الشَّــــجَرْ ظمِئْتُ إلى النَّبْـــــــعِ بَيْنَ المــروج = يغنِّي ويرقـــــــــــصُ فوقَ الزَّهَرْ ظمِئْتُ إلى نَغَمــــــــــــاتِ الطُّيـورِ = وهَمْـــــــــسِ النَّسيمِ ولحنِ المَطَرْ ظمِئْتُ إلى الكــــــــونِ أَيْنَ الوجودُ = وأَنَّى أَرى العــــــــــــالَمَ المنتظَرْ هُو الكــــونُ خلف سُـــبَاتِ الجُمودِ = وفي أُفقِ اليَقظــــــــــــــاتِ الكُبَرْ ومــــــا هو إلاَّ كَخَفْقِ الجنـــــــــاحِ = حتَّى نمــا شـــــــــــوقُها وانتصَرْ فصــــــدَّعَتِ الأَرضُ من فوقـــــها = وأَبْصـــرتِ الكونَ عذبَ الصُّوَرْ وجــــــــــــــــــــاءَ الرَّبيعُ بأَنغامـهِ = وأَحــــــــــــلامِهِ وصِبـــاهُ العَطِرْ وقبَّلهــــــــا قُبَلاً في الشِّـــــــــــــفاهِ = تُعيدُ الشَّـــــــــــبابَ الَّذي قدْ غَبَرْ وقـــــــــال لها قدْ مُنِحْتِ الحَيَــــــاةَ = وخُــــــلِّدْتِ في نَسْـــــلِكِ المدَّخَرْ وبـــــاركَكِ النُّورُ فاســــــــــــتقبلي = شَـــــــبابَ الحَيَاةِ وخصْبَ العُمُرْ ومــن تَعْبــــُدُ النُّـــورَ أَحــــــــلامهُ = يُبـــــــــــــارِكُهُ النُّورُ أَنَّى ظَهَــرْ إليكِ الفضــــــــــاءَ إليكِ الضِّيـــــاءَ = إليكِ الثَّرى الحـــــــــالمَ المزدهر فميدي كما شــــــــئتِ فوقَ الحقولِ = بحُــــــــــلْوِ الثِّمـارِ وغضِّ الزَّهَرْ وناجي النَّســــــــــيمَ وناجي الغيومَ = وناجي النُّجــــــــومَ وناجي القَمَرْ وناجي الحيـــــاة وأشـــــــــــــواقها = وضنــــة هــــذا الوجــــود الأغر وشــــــفَّ الدُّجى عن جمـالٍ عميقٍ = يُشِــــــــبُّ الخيالَ ويُذكي الفِكَـــرْ ومُدَّ على الكونِ ســــــــحرٌ غريبٌ = يصرّفُهُ ســـــــــــــــــــاحرٌ مقتدِرْ وضاءَتْ شـــــموعُ النُّجُومِ الوِضَاءِ = وضـــــــاعَ البَخُورُ بَخُورُ الزَّهَرْ ورَفْرَفَ روحٌ غريبُ الجمـــــــــال = بأَجنحةٍ من ضيــــــــــــــاءِ القَمَرْ وَرَنَّ نشـــــــــــــــيدُ الحَيَاةِ المقدَّس = في هيكلٍ حـــــــالِمٍ قدْ سُــــــــحِرْ وأُعْلِنَ في الكـــــــــونِ أنَّ الطّموحَ = لهيبُ الحَيَـــــــــــاةِ ورُوحُ الظَّفَرْ إِذا طَمَحَتْ للحَيـــــــــــــــاةِ النُّفوسُ = فلا بُدَّ أنْ يســـــــــــــتجيبَ القَدَرْ |
10-31-2012 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: إِذا الشَّــــــــــــعْبُ يوماً أرادَ الحياةَ
|
|
|