ما بال السماء قد أظلمت؟
أكان هناك عهدٌ بيننا وبين القمر،
نكسر فيه كلّ مرة الحدود
بين الظلام والنور؟
لقد كان دائمًا شاهدًا على أحلامنا،
وحاملًا لأحزاننا، وما زال، رغم غيابه اليوم،
ينبض في كل زاوية من هذا الليل الذي أحاط بنا.
:
في كلماتك، ميس
رأينا كيف اختلطت السماء بالألم،
وكيف تكسر الهدوء في قلبك بين السؤال
والبحث عن إجابة قد لا تأتي.
يا له من عتابٍ مرير!
سلب الغيم ضوءه، وأظلم الليل بلا رجعة.
لكن ربما، يا صديقتي، في تلك العتمة نفسها،
يكمن الجمال المفقود؛
ربما هذا الظلام هو بداية لنجمة جديدة ستشرق.
أليس القمر كما نحن؟
يتأرجح بين لحظات النور والظلام،
بين القدرة على التألق والانطفاء.
وفي تلك اللحظات التي يختفي فيها،
قد يكون قد وجد طريقًا آخرًا ليرشدنا.
قد يكون قد تعلم أن البقاء في الضوء
ليس دائمًا هو الخيار، وأن الظلمة
قد تمنحنا فرصة لتعلم كيف ننتظر.
فلنمنح أنفسنا مساحة لهذا الانتظار.
فلا القمر فقد ضوءه،
ولا السماء ضاقت بما فيها.
ربما نحن من أرهقنا القمر بأسئلتنا،
وربما كان الوقت قد حان لنتعلم كيف
نرى الضوء في غياب القمر،
في غياب أي شيء خارجي،
وكيف نُشعل نورنا الخاص.
نعم، لننتظر عودته، لكن لنتعلم أن
في كل عتمةٍ، هناك جمال آخر مفقود،
وهنالك دائمًا ضوء سيعود من حيث لا ندري.
سلمت أناملك التي خطّت هذه الكلمات،
ودام مدادك ينسج من الحروف جمالاً لا ينتهي
لك الود والورد 🌹
يا لصدى كلماتكِ كيف يطرق أبواب
القلب كنسيمٍ هادئ،
يلامس الألم لكنه لا يوجعه،
بل يحنو عليه حتى يضيء في عتمته بصيص رجاء!
روفـي ،
كيف استطعتِ أن تجعلي من الغياب وعدًا
، ومن الظلام احتمالًا للنور؟
كأنك تقولين لي:
لا تحزني، فالقمر لم يُطفأ،
لكنه اختار أن يعلمنا كيف نرى بغير عيونه،
كيف نجد النور في داخلنا لا في السماء.
لكن أما تخشين أن يكون بعض الغياب فاصلًا لا لقاء بعده؟
أما تخافين أن يكون الضوء الذي ننتظره ليس سوى سرابٍ
يغرينا بالركض نحوه، لنكتشف عند الوصول أنه لم يكن
إلا انعكاس شوقنا؟
أتعلمين،
ربما أنتِ على حق…
ربما لم يظلم الليل،
ولم يخن الغيم
، ربما كان في الأمر درسٌ خفي،
أن لا نرهن سعادتنا بمشهدٍ في السماء،
أن نتعلم كيف نكون نحن القمر حين يغيب،
كيف نكون النور حين تنطفئ النجوم.
لكنني رغم كل هذا،
ما زلت أريد أن أراه، أن يعود كما كان،
لا لأنني أخشى العتمة،
ولكن لأنني أحب ذاك الضوء الذي عرفته فيه
،
ذاك النور الذي يشبهكِ حين تكتبين،
لكِ كل الود، يا ترفـي و يال مرورك الذي يفرط من الترف ❤❤
منذ 3 يوم
حــين أختفــى
العرض العادي
