04-01-2009
|
|
الدكتور : علي الموسى يندهش ويتفاجأ بالربوعة
الدكتور : علي الموسى يندهش ويتفاجأ بالربوعة
في مقاله في صحيفة الوطن في العدد 3103ليوم الأحد 2/3/1430هـ
بعنوان :وطني من أقصى الحدود: جلة الموت ووادي الحياة
كنت أشق الطريق إلى ـ الربوعة وفي ظهري تماما تميل الشمس إلى الغروب وأنا أجاهد اليوم كي أسرق منه ساعة نهار. بين هذه الجبال التي مثل جمال في قافلة متراصة وصلت بكل ما في الفجأة والدهشة وأنا أذرع شارع البلدة الرئيسي بكل ما فيه من أناقة ونظافة وإضاءة تحلم أن تكون نموذجا لشارع بالرياض أو أبها أو جدة. أنا لا أبالغ أبدا بكلمة واحدة. واصلت به مسافة أربعة كيلو مترات حتى نقطة أمن. طلبت منهم أن يفسحوا لي العمود فأجابني بحزم: هذه نقطة حدود وعلى بعد أمتار فقط ينتهي هذا البلد المارد العملاق. كانت هذه أول مرة في حياتي الطويلة أشاهد فيها نهاية بلدي على الأرض وأنا الذي كنت أغادره من الجو. عدت قليلا وصعدت الجبل وعن يميني كانت مساحة وطني وعن اليسار دولة مجاورة. هنا قريتان في بلدين متجاورين وكم هو محظوظ فينا الإنسان أن يولد في قرية إلى اليمين بكل ما في صورة القريتين من المتناقضات ومن مساحة التاريخ. حمدت الله أن نهاية وطني كانت في بلدة ـ الربوعة ـ وتذكرت كل أولئك الرجال من الذين جاهدوا ليجعلوا منها أنموذجا سعوديا رغم الأغوار والأدغال والجبال ورغم كل تاريخ المرض وأساطير الخوف. ذهبت لرئيس المركز الذي جمع من حولي بعض الأعيان وبعضا من رجال عاصروا البلدة ما بين تاريخين.
|