للتـــــــــــــأمل

للتـــــــــــــأمل


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




.. لــلــتــأمــل ...

نقلاً عن فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي يقول ...

قالت لي أمي يوماً وأنا صغير :

هل تستطيع أن تقول كلمة حلال وتبقي شفتيك مفتوحة ...؟

حاولت ونجحت بأن أقولها بدون أن أطبق شفتاي...

صفقت لي أمي وقبلتني..

ثم قالت والآن هل تستطيع أن تقول كلمة حرام وتبقي شفتيك

مفتوحة..؟

حاولت مراراً وتكراراً ولكنني لم أستطع..

فقلت حزيناً :

لم أستطيع يا أمي مهما حاولت ...

ففي النهايه تغلق شفتاي رغماً عني...

ضحكت أمي وقالت :

هذا هو الفرق بين الحلال والحرام يا بني....

فالحرام إغلاق وشقاء ..

والحلال فتح وسعادة ..

والأمر منوطٌ بكَ ياعزيزي فاختر ما شئت ...

إما ان تُفتح لك أبواب الدنيا والآخرة ...

وإما ان تُغلق في وجهك..

ومن يومها إذا فعلت خطأ ،

أطبقت أمي شفتيها، وعلى وجهها حزن ...

وإذا فعلت عملاً صحيحاً فتحت شفتيها بإبتسامة ...

وكانت تقول لي إذا كنت تحبُّ أن ترى ابتسامة أمك دائما

فعليك بالحلال والطيب يا بني ..

كبرت وحاولت ألا أُفقد أمي ابتسامتها الرائعة ..

وعندما ماتت أمي ودخلت لأودعها وأقبلها القبلة الأخيرة...

وجدتها مبتسمة مفتوحة الشفتين ...

فقلت على العهد يا أمي على الحلال بإذن الله إلى أن ألقاكِ. . .

ربّوا وعلّموا أبناءكم هلى هذا حلال وهذا حرام ...

هذا يرضي الله عزِّ وجل .. وهذا يغضب الله عزَّ وجل..

ولا تربّوهم على اتقاء العيب فقط ...

حتى نُنشيء جيلاً يراقب الله عزَّ وجل ويخشاه في السرِّ والعلن ...

لا جيلاً يخشى الناس وكلامهم في الدرجة الأولى