فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
أقْـــلآم حُـــرّة هنا القلم الحر | جميع ابداعات | الاعضاء| الشخصية| |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||||||||||||||||||||
|
|||||||||||||||||||||||||||||
غيـاهب الأسـى
صباح الحب،
سأقص عليكم حكايتي المضحكة المبكية ، تلك الحكاية التي بدأت بعد تخرجي، أشعر وكأنني أغوص في بحرٍ من الاغتراب والكراهية، كرهت ثلاثة أرباع العالم من حولي، ولم أعد أطيق رؤية الوجوه التي كنت أعتبرها مألوفة. كنت أشتهي العزلة، كانت الوحدة ملاذي، وصارت وجوه الناس مصدر انزعاجي. كان هناك شعورٌ متزايد بالنفور من كل ما يحيط بي. كنت أشعر بأن العالم قد تغير، أو ربما كنت أنا من تغيرت. لكنني لم أستطع تحديد السبب، كل ما كنت أعلمه هو أنني لم أعد الشخص نفسه. مع مرور الأيام، بدأت أشعر بثقلٍ غير مرئي على صدري. غاب عني النوم، وكنت أجد نفسي مستيقظة في ساعات الصخب، حيث لا أستطيع أن أغمض عيني إلا عندما يشتد الضجيج. في الوقت الذي كان ينام فيه الجميع، عندما يسكن الليل أبقى أنا وهاجسي في معركة لا تهدأ امشط المنزل ذهاباً اياباً لعل اليقظه تتركنـي من وحشة الدجـى و تسلمني لأكف النوم كنت أشعر وكأن النوم يهرب مني، وكلما حاولت اللحاق به، ابتعد أكثر. أستمع إلى دقات الساعة وهي تدفع لي أكوام من الأفكار لرأسي كانت الساعات تمر ببطء شديد، وكأن الزمن قد توقف، وأنا عالقة في مكانٍ لا أستطيع الهروب منه. كانت أفكاري تتوالى بلا توقف، كأنها أمواجٌ تضرب شاطئاً قاحلاً، شاطئاً حكمت عليه خوارزميات القمر بمد و جزرٍ مؤذيٍّ أحياناً، كنت أتحرك في أرجاء المنزل، أمشط كل زاوية بحثاً عن شيءٍ لا أعرف ما هو. كنت أبحث عن طمأنينة ضائعة، عن لحظة سلام قد تمنحني النوم الذي افتقدته. لكن كلما تحركت، كلما زادت وطأة القلق في صدري. كانت الأفكار تتكاثر في عقلي، تلاحقني بلا رحمة، وكأنها شبحٌ لا يفارقني. أصبحت ساعات نومي تتضاءل يوماً بعد يوم، وكأن الليل يطول بلا نهاية. كان النوم يزورني لفترات قصيرة، ثم يهرب مجدداً، يتركني وحيدة مع هواجسي وأفكاري المتعبة. كنت أشعر وكأنني محاصرة في دوامة لا نهاية لها، كلما حاولت الخروج منها، أجد نفسي غارقة أكثر.! في تلك العتمة الموحشة، أصبحت غائبة في غياهب اليأس، أمشي بلا هدى في دهاليز نفسي المتعبة، أبحث عن أحلامي المعلّقة في الهواء، تلك الأحلام التي كانت يوماً ما قريبة، ملموسة. لكنها الآن تتراقص بعيداً عن متناول يدي، وكأنها خيوط دخان تتبدد كلما اقتربت منها. كنت أعلم أنني أضيع، أضيع بين الحلم والواقع، بين الأمل والخوف، وكنت أجد نفسي غارقة أكثر في بحورٍ من الأسى والانتظار، في رحلة لا أدري متى ستنتهي، أو إن كانت ستنتهي أصلاً. بقلمـي ———- ميســاءكم —————- اكثروا من الاستغفار و ذكر الحبيب المصطفـى ———————————— لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير
..
|
مواقع النشر (المفضلة) |
(عرض الكل) الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 0 | |
لا توجد هنالك أسماء لعرضها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|