إلى أمي وأبي الراحلين

تذكار إلى أمي وأبي الراحلين

إلى من غابا عن العين،
لكن ملامحهما خُلدت في الروح.
إلى أمي وأبي، نبضي الأول
، وسندي الذي لا يتكرر،
أكتب إليكما بحبر الحنين ودمع الاشتياق.

رحيلكما كان كغروب شمس قلبي،
تاركًا عالمي في ظلالٍ باردة.
لم أعد أسمع تلك الضحكات
التي كانت كالأغنيات،
ولا أجد تلك النظرات التي كانت
تضمّد جراحي بصمت.
أبحث عنكما في تفاصيل أيامي،
في رائحة الأماكن، وفي همسات الريح،
لكنني لا أجد سوى الذكريات، تلك
التي تأبى أن تنطفئ،
وتشعلني شوقًا كل يوم.

يا أبي، كنتَ حصني، وكتف القوة
الذي استندتُ إليه في ضعفي.
غيابك علّمني كيف تبدوا الحياة بلا أمان.
يا أمي، كنتِ دفء عمري، ومرآتي
التي أرى فيها معنى الحب الحقيقي.
برحيلك، رحلت كل تفاصيل الطمأنينة من حياتي.

لكما دعائي الذي لا ينقطع، كلما رفعتُ كفيّ
إلى السماء أطلب الله أن يرحمكما
كما كنتما رحمة لي.

أشتاق إلى لحظة واحدة أقول فيها
“أحبكما” من جديد،
أشتاق لحديثٍ لا ينتهي،
لحضنٍ يزيل أوجاعي، ولنظرة تروي روحي.

لماذا تركتموني أهيم في
عالمٍ بلا أمان، بلا سند؟

لماذا غبتم فجأة، ورحلتم إلى مكان
لا أملك مفاتيحه ولا طريقه؟

أبي، أمي، كنتما عالمي،
وصرحي الذي احتميت به
من قسوة الحياة،
وجناحيّ اللذين علّماني كيف أطير

. برحيلكما، انكسر جناحي،
وضاعت بوصلتي،
وأصبحت الأيام ثقيلة
كأنها لا تريد أن تمضي.

تركتما قلبي يتوه في متاهة الشوق
، يتخبط بين ذكريات لا تموت
وأحلام لن تتحقق.
أبحث عنكما في وجوه الناس،
في نبرة الأصوات،
في عبق الأماكن التي كانت تجمعنا
، لكني لا أجد سوى الفراغ،
ذلك الفراغ الذي يلتهمني

، دعواتي تسبق أنفاسي لتصل إليكما.
أسأل الله أن يجمعني بكما يومًا
، حيث لا فراق ولا ألم،
وحيث أستعيد روحي التي رحلت معكما

رحمكما الله يا من كنتما للحياة معنى،
وأسأل الله أن يرزقكما جنة
عرضها السماوات والأرض،
حيث لا ألم ولا فراق،
وحيث اللقاء الأبدي.

حصرية /.

إستفزاز ,هدوء المساء معجبون بهذا