اسمع
ترك رجلاً زوجته وأولاده من أجل وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها على أطراف البلاد وبعد انتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أخبر احد الناس الرجل أن زوجته مرضت بالجدري في غيابه فتشوه وجهها كثيراً جراء ذلك , تلقى الرجل الخبر بصمت وحزن عميقين
وفي اليوم التالي شاهده رفاقه مغمض العينين فرثوا لحاله وعلموا حينها أنه لم يعد يبصر فرافقوه إلى منزله . وأكمل بعد ذلك حياته مع زوجته وأولاده بشكل طبيعي .. وبعد مايقارب الخمس سنوات توفيت زوجته ... وحينها تفاجأ كل من كان حوله بأنه عاد مبصراً بشكل طبيعي .. وأدركوا أنه أغمض عينيه طيلة تلك الفترة كي لا يجرج مشاعر زوجته عند رؤيته لها .........
تلك الإغماضة لم تكن من أجل الوقوف على صورة جميلة للزوجة وبالتالي تثبيتها في الذاكرة والاتكاء عليها كلما لزم الأمر , لكنها من أجل المحافظة على سلامة العلاقة الزوجية حتى لو كلف ذلك أن نعمي عيوننا لفترة طويلة خاصة بعد نقصان عنصر الجمال ؟؟
ربما تكون تلك القصة من النوادر أو حتى من نسج الخيال , ويبقى السؤال من منا من يغمض عينيه قليلاً عن عيوب الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهم ؟
لكم مني وافر التقدير
تليدي