على من تتكبر أيها المغرور

أيها المغرور على من تتكبر ؟!

وآخرتك نوم تحت التراب في ظلمة وعتمة مع الديدان والعفن.
تتكبر على ماذا وأنت عبد ضعيف بعوضة تنزل دموعك وتمص دماءك.
تتكبر على ماذا وأنت المخلوق الذليل للملك جل جلاله.
تتجرأ على خالقك وربك وواهبك الحياة ..
تعصاه بالصبح والمساء..
ألا تخجل من كثرة ذنوبك ؟
ما أوقحك تعصاه وبالمقابل إذا استغفرته غفر لك ذنوبك ..

منَّ عليك بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى ورغم جحودك لها لا يسلبك إياها .

ومن رحمته سبحانه أنه لم يجعل لذنوبك رائحة كريهة وإلا لكان كل من تمر به يشمئز من نتانتك .

ومن لطفه جلت قدرته لا يسمعك عذابات العصاة من عباده في قبورهم.

ومن سماحته سبحانه يبتليك ليغفر لك ويصيبك رأفة ورحمة بك.

خالقك أرحم من أمك عليك حتى أنه جل جلاله أرحم من نفسك عليك يعينك على دخول جنانه وأنت تسوق نفسك للنار!!

أما آن لك ان تعود لرشدك؟

أما آن لك أن تستفيق من سباتك ؟
ألا يكفيك نوما وغفلة طول السنين الماضية ؟
استيقظ قبل فوات الأوان ..
تدارك ما مضى ما دمت فوق الأرض قبل أن تصبح تحتها .
ارحم نفسك من نار وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين
ارجع لخالقك وسيدك وملكك فأمامك فرصة أنك مازلت على قيد الحياة ..
استغفره .. تذلل إليه .. استعطفه .. اخضع .. اخشع .. ابك بحرقة عساه يختم لك بالخير..

اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة