حباً يدوم لآخر العمر ..

أحبتي أضع هذا النص بين أيديك ..
وهو من بوحي لنفسي ولقرائي أتمنى أن ينال إعجابكم ..
للأهمية : طرحته من قبل بمعرف خاص بي يختلف عن هذا المعرف ..

لا يسمع الصوت ، ولا يدل الطريق ، ولا يقوى على المسير، نسي الماضي وفقد الأمل في المستقبل ، أحلامه السابقة لم تعد ممكنة ،

يحتاج من يلاعبه ويسليه ، هو طفل يحتاج لألعابه.. حتى الشوكولا له حظ منها ، يغار من الصغار وألعابهم ،

يحتاجُ الحنان والعطف والدلال لأنه ببساطة طفل !!

هو يبكي و دمعته غالية .. إن بكى بكى معه الوجود .. الحجر.. الشجر..

حتى الغيوم تسكب عبراتها قبل عبرته ..الأرض تتقارب لدمعته ، لتحتويها قبل الذبول.. لأنها دمعة غالية..

حسبت أنه فقد أحاسيسه بعد فقد الأمل.. حسبت أنه نسي مواجعه بعد مرضه بالشلل ، حسبت أنه فقد أغلى صورهِ بعد فقد البصر ،

حسبت أن هلع الموت المنتظر أنساه أول العمر..

باسمك اللهم وضعت جنبي.. وبك أرفعه .. فإن أخذت نفسي فارحمها ..وإن ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ..

نامت العيون .. وسكنت الجوارح ، لا تسمع همسا ، ولا تحس لمسا ..

إلا أنا ربما.. اتمتم بما نقص من أدعيتي ، وأخلو بأحلام اليقظة الممتعة ..

وأنا غارق بفكري ، ومنسجمٌ مع نفسي ..

.. و فجأة ..

هزة ضلوع تتحرك ، ونشيجٌ متقطعٌ ، وصوت غير مفهوم .

خفت ..

ولكني تجملت .. لاستيقن ما الأمر !!

تحسست جدي فقد كان حولي..

عرفت أنه جدي ، لا يسمع ..لا يبصر.. لا يتحرك ..

وضعت يدي على صدره لقيته يهتز !! مسحت على وجهه فكان متعرقا !!

ابتلت يدي !! فجدي يبكي !!

ويلي عليك جدي ، يا أغلى من نفسي، ليتني أدري ، ليتني أعرف مما تشكي .. كنت فديتك بنفسي ..

هو لا يسمع لا يبصر لا يتحرك ..له مشاعر وما زال يحس ..تناولت يده لأقبلها ، لا أستطيع سحبها !!

غاضب جدي !! قبلت رأسه واقتربت منه أكثر ،

لاصق جسمي روحه الطاهر ..

مددت يدي لأصل ليده اليمنى .. ما هذا جدي؟؟ صورة ! بيده صورة !!

ظلام .. لا استطيع فك الصورة .. يده ممسكة بصورة ..عرفت أنها لديه غالية .. كدمعته الغالية ، من غيرها تبُكيك جدي!!

فارَقتُّه هي على غير موعد ، سبقته ولم تودعه ، هو طفل بعمر جد ، وهو إنسان بقلب بشر، قلبه ينبض بالوفاء والحب ،

لم ينسى الجمال والعفاف والطهر،

لم ينسى الحلو والمر ، لم ينسى شغف العيش والكمد،

لم ينسى أسعد اللحظات في مقتبل العمر، لم ينسى ليلة فتراق الأرواح لأخر العمر..

لعل نفسه تاقت لـِلٌقيا قريبة ،ولعله كان يأمل منها أن تغمض هي عينيه ، وتمسح عبرته.. أو تدعو له أو تصبره،

أو تذكره بكرم من يفد عليه.. أو ربما كان يأمل أن تذكره بالشهادة إن وجِلَ من هول الموقف ..

هدأت نفس جدي ، ونام والصورة شيئا فشيئا تفلت منه، لكنه يعود

فيمسك بها من جديد ، مصارعة بين نوم قاتل ، وحب ووفاء مميت ..

صراع لم يدم طويلا ، هو طفل بعمر جد ، تسقط الصورة ،أغلى صورة،

وأطهر صورة ، أجمل ما رأت عيني ..

ليتك أخبرتني جدي ما يبكيك كنت عذرتك !!

وقد عذرتك من قبل ومن بعد ..

لم أنم تلك الليلة ،أأبكي جدي أم أبكي نفسي، أين وفائنا من أجدادنا !!

كل الحب الذي نحمله لا يقارن بحب جدودنا، أي وفاء وعرفان يسطرون ..

أصبحنا على قدر ربنا ..وعلى مكتوبٍ قبل مولدنا .. لا راد لقضاء الله ومشيئته..

مات جدي .. لكنه لم يمت حتى أوفى عهداً منه لها قد سبق..

حباً يدوم حتى آخر العمر..

العليلي الحر ..