الناقمون على الوطن !!

عندما يكون ذلك البيت الذي يحتويك فيظلك من لهيب الشمس، ويحميك من همائل المطر ، وحصنك الحصين من

أعدائك ، وسترك من العيون التي تحاول رصدك وقت قيلولتك ، وقدرُك ومقامك ..

تكون أحيانا ناسيا لفضله أو متناسيا ، أو جاهلا أو متجاهلا ، فتكون في قمة الأنانية ، وقمة النكران ، وقلة الوفاء

،وربما في غاية الخيانة العظمى التي لا تغتفر ..

لن أطيل عليكم في المقدمات ..

ولكني سأكون قاسيا على الخونة ومنصفا لوطني وليغضب من غضب ، فليس لهم بعد أفعالهم وأقوالهم مكانة أو في

قاموس الاحترام المتبادل مجال، فقد كسروا تلك الجسور وعبروا بتهورهم وطيشهم وخبثهم شطآن السلام والأمان،

فلقد سوِّدوا كل جميل في قلوبنا ، وكل عزيز لدينا ، حتى المقدس لم يعد مقدسا في قاموسهم !!..

انجرفوا وراء سفه عقولهم ، و ديدنوا حول تغريدات أعدائنا ، ودموعهم تسيل كالزيت المحروق على الورق الأبيض

، ويحهم من خبثاء ، وويلهم من خونة ..

كيف لوطن أن يتقدم ويزدهر والخونة يهنؤون بنعيمه وأمنه وأمانه ورغد عيشه وهم كالمعاول تهدم جدرانه ،

وكالسوسة تنخر قواعده وأركانه !!

ولسان حالهم يهذي بل يعوي عواء الذئب المتربص :

فساد .. ظلم .. فقر .. محاباة .. بطالة .. تقسيم الميزانية للدول الصديقة .. غلاء أسعار .. وخصومات حافز .. و..

الخ ..

أتفق معهم في جزئية العدالة فلو كان هناك عدل ما تُرك أولئك الخونة بين أظهرنا يسلقون الوطن بألسنة حداد ،

ويطعنون ظهر الوطن بخناجر الغدر والخيانة ، ولم تنلهم يد العدالة والمساءلة ، وعلى النقيض منهم تماما فيما سوى

ذلك .

ولعلهم تناسوا مجانية التعليم من المرحلة الابتدائية الى ما بعد الجامعة ، ومجانية الصحة ، والطرق التي تجوب البلاد

شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، وغيرها من الخدمات ..

ولم يلحظوا أكبر النعم التي نهنأ بها نعمة إقامة الدين فلا مراقص ولا مواقع لبيع الهوى ولا المخدرات ولا سفور ولا

تبرج ، وقبل ذلك وبعده نعمة الأمن والأمان فأنت تجوب البلاد طولا وعرضا آمناً وليس معك حتى ولو عصا وتنسى

أحيانا أبواب بيتك مفتوحة فتنام قرير العين ..

وطني لا تلتف لأولئك الخونة الذين يلهثون وراء السمعة والرياء ، ويتقمصون أوشحة الغيرة عليك ، ويدعون

الإصلاح بتهجمهم عليك ، فقد بانت نواياهم ، وانفضحت مخططاتهم ، فأيُ سماء تظلهم وايُ أرضٍ تقلهم ، فهم

كالنوق الجرباء لا تخالط الصحيحة ، في عزلتهم يقبعون ، ومع وهمهم يعيشون ، وكحبة السقارة تحترق حتى تنتهي

، دخانٌ بدون نار ينبعث منها ريحٌ خبيثة وفي النهاية إلى مزابل التاريخ المنسي ..

وعش يا وطني كما أنت أبياً حصيناً وسدا منيعا ، فأهلك الخيرون حولك يحمونك بأرواحهم ويفدونك بأعز ما يملكون ،

لتبقى أرض الرسالة والحضارة ، ومهبط الوحي ، وبلد الحرمين الشريفين ومهوى أفئدة المسلمين من جميع بلدان

العالم الاسلامي ..

أما أنتم أيها الخونة الجبناء فموتوا بغيظكم ، وقبعوا في سراديبكم مع الجرذان والزواحف ، فلحقارتكم وهوانكم لم

يلتفت لكم أحد ، وقد تبرأ الوطن من أعمالكم فما أنتم فاعلون ؟!!

بقلم / العليلي الحر ..

أبو يوسف العليلي ..