02-23-2015
|
|
الأحوال المدنية وقضايا آل تليد , معاملات مفتوحة لعشرات السنين
سعيدة أو سعيدة لا فرق , فهما أختين فرّقت السين المضمومة بينهما في كل شيء, فالسعيدة الأولى مواطنة بالدرجة الأولى ومتعلمة وتنعم بالصحة والحرية كقريناتها من بنات هذا الوطن. أما الـ(سٌعيدة) الأخرى فقد كان لها من تصغير إسمها نصيب , فقدساء حظها لكون والدها الأمي الذي عاش طيلة حياته بين تلك الجبال لا يعلم الفرق بينهما وماستسببه تلك السين المظمومة من معاناة استمرت معه ومعها طيلة حياتها , إذ بلغت من العمر 13 عاما بلا هوية , وبالطبع بلا تعليم ولا علاج ولا حرية تنقل, لأنها بكل بساطة لا تحمل شهادة ميلاد ولا سجل مدني.
كما هي العادة ذهب والدها للأحوال المدينة بكل الوثائق المطلوبة لضمها في كرت العائلة, وجرت الامور على مايرام وعاد في الموعد ليستلم الكرت الجديد ولكن.. هناك مشلكة في الكمبيوتر راجعنا بعد أسبوع .. وبعد شهر.. هناك خطأ في الأوراق.. هناك معاملة رفعت لوزارة الداخلية في الرياض إنتظر عودتها.. المعاملة عادت بعد شهور ومطلوب إحضار عدد من الوثائق.. ذهبت المعاملة وبعد سنين من المتابعة عادت.. يطلب أوراق من الشيخ ومن العمدة ومن الأمارة , كافة الوثائق المطلوبة لتغيير الإسم أستكملت.. المعاملة في جازان.. المعاملة في الرياض .. بالرغم من الحاجة وبعد المكان ووعورة الطريق سافر والدها مراراً إلى الرياض وهناك في وكالة الداخلية للأحوال المدنية لا شيء سوى موظف إستقبال للإستفسار عن المعاملات, ودائما إجابة السؤال: المعاملة تحت الإجراء , المعاملة رفعت من صبياء ولم تصل, المعاملة رجعت لأحوال صبياء ومن صبياء لا ولن نجد لقضايانا أي حل.
يناشد والدها إنهاء هذه القضية التي أخذت من عمره وصحته وماله الكثير , وسلبت من ابنته حقها في التعليم والعلاج وحرية التنقل , ويامل ألا تحرمها سعادتها في مقتبل عمرها.
كثيرون هم أبناء آل تليد ممن يعانون الإهمال وضياع المعاملات في أحوال صبياء, وكثيرون من ضاعت حياتهم وهم يطاردون حقوقهم بين منطقتي عسير وجازان , لا لشيء إلا أنهم في كثير من الأحيان لا يعرفون لغة الـ(واو) او لا يجدون مفاتيح الأدراج المغلقة.
|