حب عظيم تنهيه ورقة صغيرة !!
..
تقول صاحبة القصة لاامدح نفسي ,بل هي حقيقة فأنا بشهادة الجميع إنسانة جميلة الأفكار والمشاعر بل والسلوك, وفوق ذلك فأنا بفضل ربي رقيقة الملامح , متفوقة جداً في كل عمل أقوم به , لدرجة أنني نلتُ شهرة واسعة الانتشار في أوج شبابي , وليست كل شهرة سبباً في سعادة صاحبها او صاحبتها أو , بل كثيرا ما يحدث العكس , فذكاءالمرء محسوب عليه , وتلك الحياة تحفل بالعجائب والغرائب والتناقضات , وأنا أعلم ذلك جيداً بحكم خبرتي في الحياة والعمل والعلاقات الإنسانية .
العلاقات الإنسانية أين أنا منها ؟ وأين هي مني؟ إنها مجال عملي وشهرتي وأفهمهما جيداً بل نبغت فيها كعلم أدرسه لطالباتي , وحين يأتي موعد التطبيق في الحياة أجد أن هذا الفن يصعب تطبيقه كعلم بين الناس , يمكنني أن أدرسه بسهولة لكن لا أستطيع أن أقنع البشر بأرق جوانب التعامل الإنساني الصحيح .
كنت ُأدرّس طالباتي وأثبت لهن أنني قدوة صالحة , كنت أقول ما أفعل , ولهذا وجدتُ الاحترام الكافي في الاوساط العلمية , لكن في الحياة أرهقني الناس ,لم يفدني علمي في الحياة في أن أعيش بسلام , هناك
فجوة كبرى بين المعلومة وتطبيقها , الزمن تغير للغاية وأصبح المعلم يلقن طلابه دون أن يقنع بأكثر مايقوله خصوصاً في فن كفن العلاقات الإنسانية والنفس البشرية , لكني كنتٌ فعلاً أستاذة تعيش كما تٌعلم طالباتها صادقة تماماً مع نفسي ومع الغير, وبعد كل ذلك هل كافأني البشر على هذا الإخلاص ؟
لا.. حتى هذا الرجل المثقف جداًوالذي وضعه القدر في طريقي , ليبهرني بعلمه وأفقه الرحب وثقافته الفريدة وأناقته المتميزة ووسامته , أجل فالمرأة تهمها أناقة المظهر للرجل كما يهمه هو أناقتها وربما أكثر,
وحين رايت هذا الرجل هوى قلبي في ضلعي , شعور ًلا إرادي تشعره المرأة تجاه رجل واحد في تلك الحياة,
والعجيب أن نفس الشيء شعوره هو تجاهي , فتزوجنا على الفور وأنا اشعر أني أسعد أمرأة في في هذا الوجود , فزوجي هو الرجل صاحب الصورة التي يختزنها خيالي منذ مراهقتي لفتى الإحلام ,: الوسامة _ الرجولة_ _الالتزام __الطيبة _ الكرم, إذن كل صفات زوجي رائعة , وإنطلقت مشاعرنا الجارفة في جنون لتؤكد أن مايميز الزواج في نظري أنا وزوجي هو القبول من أول لحظة للرؤية الجاذبية النفسية والعاطفية من أول وهلة ترى فيها المرأة خاطباً معيناً , شعور خاص به وحده وبها وحدها ,وحين تحب المرأة زوجها تتلاشى لإسعادة, وحين يحب الرجل يشعر بأنه أقوى رجل في العالم , فحب المرأة يمنحها ضعفاً أنثوي جميلاً بينما حب الرجل يمنحه قوة ورجولة رائعة .. سارت حياتي كقصيدة شعرية في حنان وغزل , أجمل اللحظات تلك التي كنت ُ أقضيها..عشنا أياماً جميلة أنا وزوجي أمتدت لسنوات أربع , ومن كثرة سعادتنا لم نلتفت إلى أننا لم ننجب ولم نبحث عن السبب , ولم نهتم لذلك , بل كنا في غمرة سعادتنا ولانكف عن الرحلات والسفر سوياً والاستمتاع بحياتنا في رحلات لمختلف دول العالم , بيد أن اهل زوجي سامحهم الله _ تجاهلوا كل ذلك وبدأوا يستفسرون عن سبب عدم الانجاب الذي بالتاكيد لابد أن يعود لمرأة من وجهة نظرهم وبدأت أسمع منهم كلاماً كالسموم تخرق جسدي ونفسي , وزوجي يطالبني بالهدوء وعدم التأثر , لأنه لايهمه الأبناء بقدر مايهمه سعادته بي ومعي.
ومرت فترة هدوء ثم شعرت أن زوجي واجم حزين ويخرج من البيت كثيراً على غير عادته , لما سألته إذا كان يواجه أي مشكلات في عمله , أو في الحياة عموماً , رد باختصار : لاشيء .
كدتُ أجن قلقاً عليه , هذا الرجل طفلي وحبيبي وأخي وزوجي..وكل شيء مالذي يؤرقه ؟ لماذا لا يصارحني ؟ لماذا تغير فجأة ؟ هل ظهرت أخرى في حياته ؟ هل ملّ عشرتي وخصوصاً مع عدم وجود أطفال ؟ هل تأثربكلام أهله عن ضرورة الإنجاب واستشارة الطبيب في ذلك؟
لم يخبرني زوجي بأي شيء وإنما تركني في عذابي ووحدتي شهوراً , وكنت ابكي أمامه كي يوضح لي أسباب تغيره فجأة بل إني أخبرته أني مستعدة لعمل فحوصات وأي علاج ممكن إذا كان عدم الإنجاب منيّ. كي أحقق له رغبته في وجود أطفال بإذن الله, لكنه أيضاً لم يفدني بأي رد ولا إيضاح , ثم أرسل لي ورقة طلاق , تخيلوا هذا الحب العظيم انتهى بورقة صغيرة قتلني من أحببته أكثر من حياتي فجأة ودون مقدمات , ليتني أفهم ,اعلم أن من حقي كإنسانة أن أعلم لماذا يزهدني زوجي فجأة ويلفظني من حياته , هل الحب أمر تافه لهذا المدى عند الرجل؟ هل الطلاق سهل لهذا الحد ؟ هل العشرة لاقيمة لها ؟
تعذبت عذاباً لايوصف فبقدر الحب يكون الألم , شعرت أن الدنيا كلها قد ماتت في عيني وقلبي, عدت إلى بيت أهلي كسيرة شاحبة , ملامحي تخلو من كل جمال كان , فالمرأة المحبة المحبوبة دوماً جميلة ,ولكن نفس المرأة إذا فقدت الحب والحبيب أصبحت في لحظة خالية من كل جمال , لم يعد يهمني أن أكون جميلة أولا أكون فقد كنتُ أحب جمالي في عينيه هو وحده , سامحه الله.وذات يوم وجدتُ إشعاراً من البنك برصيد كبير من المال
وذهلت ,ذهبت للبنك لأكتشف أن زوجي السابق وضع باسمي مبلغاً كبيراًعقب طلاقي مباشرة, ثم سافر للخارج دون أن يعلم أحد لماذا؟ وكيف؟ وأين؟ وماسر هذا الكرم الحاتمي من رجل أهانني في مشاعري كأنثى ,ماذا يفيد المال؟ هل يدفع ثمن عذابي ؟ لابد أن أرفض وسأرد له كل ماله فوراً,فأنا لا أقبل ثمناً لنزيف كرامتي !
طلبت من أخي أن يذهب لوالد زوجي ليستفسر عن سر هذا المبلغ في الوقت الذي طلقني فيه زوجي دون ذنب
منى؟ كان رد والد زوجي الوحيد : لا أعرف شيئاً عن هذا , ابني مسافر ولم يخبرني بشيء!وليس من حقنا استرداد مال منحة لزوجته السابقة !
رغم كوني أستاذة في العلاقات الإنسانية إلا أنني لم افهم لماذا تحول حب زوجي إلى كره فجأة ؟ لماذا لم يخبرني بالتغييرات النفسية التي تعرض لها وأدت إلى أن يطلقني؟ من حقي أن أفهم , ولكن كيف؟
مضت الحياة بي وقد تبدلت ملامحها ولما توفي والدي شعرت بالوحدة تثقل كاهلي , لكني خفت أن أتزوج رجلاً
أحبه ويكرهني؟ويزهدني فجأة؟ ويطلقني ويحطمني كزوجي السابق ,طمأنني بعض الاقارب إلى رجل تقدم لي خاطباًوأخبروني أنه طيب وملتزم , وهو خير من الوحدة !تزوجته وبالفعل أثبت أنه إنسان طيب , وانجبت طفلين هما قرة عيني وعشت مع زوجي هذا حياة هادئة تخلو من ملامح الحب المتوهج الذي عشته في تجربتي الاولى , التي المتني وقتلتني؟ومضى وقت غير طويل لتزيد تجربتي الأولى ألمي؟وتحوله إلى عذاب رهيب , حين علمت ُعن طريق الصدفة البحتة سبب طلاق زوجي أول لي : أنه علم أنه لا ينجب , وأنه مصاب بمرض خطير أيضأ فطلقني لإطلاق سراحي لأتزوج وأعيش حياتي!
رغماً عني بكيت حتى مرضتُ من قال أن المرأة المحبة يسعدها الابن عن الزوج؟ من قال إن مرض الزوج نقطة ضعف تقلل حب الزوجة له؟ لماذا فعل ذلك ؟ لماذا لم يخبرني إما البقاء معه أو الطلاق ؟ أليس لي حق القرار مثله؟ لماذا عرفت هذه الحقيقة القاتلة ؟ !وأنا زوجة لرجل أخر؟ لماذا أخبروني ؟ كيف أتحمل هذا الصراع دون أن اجن؟ ليتني لم أعلم بالحقيقة التي قتلت نفسي! أيها الرجال لماذا تتخذون القرارات المصيرية دون استشارتنا ؟؟!!
لماذا تطلقني دون أن تخبرني بالسبب ؟ من قال لك إني كنت سا تخلى عنك لأصبح أمّاً ؟؟
م/ن .. |
|
|