مذكرات جندي دخل القتال بخمس رصاصات فقط

تصدرت صورته صفحة الوطن الاولى في بداية الحرب ضد الشرذمه الحوثيه رافعا يده يشير الى النصر او الشهاده كنت على يقين انني سألتقيه ذات يوم اذا لم يكسب الشهاده التي اشار اليها من فوق تلك المجنزره ...
بالامس كانت الصدفه والتقينا وليس هناك حديث يدور بيننا غير مايحدث في ارض القتال وتطوراتها من جندي واكب الحدث من البدايه وحتى قبل رخصة الـ 48 ساعه التي منحت له لمعايدة اهله وربما موادعتهم قبل ان يسجل حضوره الرسمي عند الثانية عشر من ظهر الجمعه ....

يقول تلقينا الامر بعد ان كنا على اهبة الاستعداد وعلى يقين ان حركتنا وتوجهنا الى جيزان فقط رهن اشاره ولاتحتمل معامله رسميه يقول جاء القرار بمغادرة المنطقه الى جازان وعلى الفور بدء التحرك الى هناك وكان بين وقت تحركنا ووصولنا وقت قياسي جدا وملائم لحركة لواء بكامله
يقول : وصلنا الى ارض المعركه وكل فرد منا يملك ( خمس رصاصات فقط ) صرفت بأمر قائد اللواء لكل فرد وللاسف قائد اللواء زهراني وينتظر الان قرار تقاعده او نقله بسبب هذا الخطا الفادح ...
يقول فور وصولنا تبادلنا اطلاق النار مع شرذمة الحوثيين وكان رصاصهم موجه وينم عن خبره عريضه في هذا المجال وقال حرفا ( حرب العصابات )
يقول : رصاصنا لايكفي ابدا فخمس رصاصات لكل فرد لاتكفي ابدا لساحة حرب من المحتمل ان يحدث فيها متقلبات عديده ومن حسن حظنا اننا نملك ذخيره وافره وكافيه فقط لعيار 50 وهو ما اكثرنا استخدامه في هذه المواجهات خصوصا واننا مكثنا بعدها ليومين كاملين بلا ذخيره للاسلحه الخفيفه وهذا ماعرض قائد اللواء الزهراني لبعض الانتقادات اللاذعه لعل اهمها ماقيل له من قائد العمليات ان خمس حوثيين قادرين على الاستيلاء على اللواء الثامن عشر طالما يقوده قائد قبل التحرك واوصل جنوده الى هنا بلا ذخيره .....
يقول : تبادلنا اطلاق النار منذ اول ثانيه وصلنا فيها الى ارض المعركه ولازال حتى اللحظه تبادل اطلاق النار موجود على مدار الساعه ينشط ليلا وخصوصا بعد الساعه الثانيه عشرة ليلا وتتركز في قناصين محنكين ومؤهلين لذلك وخبيرين جدا اذ تتركز اصاباتهم في مركزين رئيسين وهي الرأس والصدر تجاه القلب ومن يهمل الاوامر والتوجيهات في هذه المواجه فأنه سيكون هدفا سهلا للقناصة الكلاب من الطرف الحوثي وكم من ضحيه ذهب نتيجة اهمال الاوامر والتعليمات والوضع تحت السيطره ونحن من يوقع فيهم الخسائر اكثر بل كل يوم نكبدهم خسائر بشريه كبيره ....
يقول : نتعامل مع كل شيء على انه كمين فكل شيء مقبل تجاهنا سيكون صيدا سهلا لنيرانا وبنيران كثيفه بحيث لايقترب مسافه يمكن ان يكون له اي خسائر في حال كان ذلك كمينا والاغلب انه الغام او متفجرات تشد على الحمير اكرمكم الله وتساق نحونا وكأن هناك من يسوقها الينا سوقا فنمطرها بوابل من النيران بعضها ينفجر وهذا مايفسر انها ملغمه بالاضاف الى تعمدهم اطلاق القرود وعلى ظهورها انوار في الجبال فيبادر الجانب السعودي بأطلاق النار وهذا يعطي القناصه الحوثيين فرصه لأقتناص عدد من الافراد من الجانب السعودي خصوصا ممن تتركز نيرانهم تجاه الطعم الذي يطلقه الحوثيين لمنح قناصيهم فرصة التقاط رؤوس وصدور الرماة السعوديين ...

يقول : نعم هناك اخطاء وخيانه من الجانب السعودي
كان الخطا الاول حينما فكر السعوديين ان الامر لن يحتاج الى اكثر من كتيبة عسكريه للسيطرة على وضع دون ادراك منهم ان اخطر حرب هي حرب العصابات التي فككت كثيرا من الدول العظمى لعل اكبرها الاتحاد السوفيتي سابقا
يقول التفكير بهذه الطريقه دفعت ثمنه الكتيبه الخاصه من اللواء المظلي التي تكبدت خسائر كبيره جدا في مواجهة الحوثيين وقناصيهم المتمركزين لاقتناص كل مايقع من السماء من المظليين وهناك من اسر ومن قتل منهم واكثرهم جرح لوقوعهم في اكثر من كمين كاد ان يفتك بتلك الكتيبه كامله لولا استدراك الامر في لحظات كانت هي العودة الى جادة الصواب وضربهم من الجو واضعافهم حتى وصول القوات البريه الكافيه لمواجهتهم وسحقهم
وكانت اولى البوادر واستمرار الاخطاء هي وصول اللواء الثامن عشر الى ارض المعركه وكل فرد منه يملك خمس رصاصات فقط ....

يقول : للاسف احيانا تواجهك مشاكل مع افراد سعوديين من قوه اخرى ومنها على سبيل المثال يقول في الايام الاولى كنا نواجه الحوثيين بالرقابه واقتناصهم ليلا اما بالصدفه او خطا احدهم ويكشف البقيه ثم ننسفهم وفي هذه المره يقول صادف وجودنا في ذلك المكان جيب لحرس الحدود ولدينا ضابط لايرحم ولايقبل الخطا يقول جاء واذا بجيب حرس الحدود وبه ثلاثة افراد ومامهم حزمة قات يعني بالعربي جلسة تخزين اكثر مما هي رقابه وقتال فأخذه منهم ومرنا بالتحفظ عليه ووعدهم بابلاغ قائد العمليات وطلب منهم الكاميرا لرصد حركات الحوثيين ليلا واقتناصهم حتى لايتسللو الى المعسكر ورفض حرس الحدود بحجة ان الكاميرا الوحيده معطله وهي ليست معطله انما هو غضب من تصرف الضابط معهم يقول واكملنا الحراسه بدون كاميرا معتمدين على المناظير وعيوننا التي نشعر انها ترى اكثر من اي وقت اخر ....

وهذه قصة اخرى تفوح منها رائحة الخيانه وتصرف صف ضابط عصي الاوامر ينقذ الموقف :
يقول لدينا ضابط برتبة ملازم اول صادف وجوده معنا رؤيتنا ورصدنا لثلاثة اشخاص يتجهون الينا من اعلى الجبل ولدينا اوامر بنسف كل مانراه في ذلك الجبل خصوصا اذا كان ذلك نهارا يقول وجهنا بنادقنا اليهم وتفاجئنا بهذا الضابط يأمرنا بأن لانرميهم قائلا انه ليس كل مانراه يرمى ويقول هناك من يعرف شيعية هذا الضابط
يقول ومن افراد طاقمنا وكيل رقيب وجه اليهم عيار50 ونسفهم وقال للضابط حرر انني عصيت امرك ونفذت اوامر خالد بن سلطان وفور علم قائد العمليات بتلك الحادثه تم اعادة هذا الضابط الى خميس مشيط

والمفاجأه يقول : ان شيخ الخوبه كان متعاونا مع الحوثيين حيث كان منزله مستودعا لأسلحة الحوثيين وبعض مستلزماتهم وخرائطهم وكان ذلك بعد ان تم مداهمة منزله وتفتيشه
وكذلك تم رصد بعض المخططات الحوثيه وقتلها في المهد وربما يكون ذلك وفق معلومات ادلى بها شيخ الخوبه حيث وعد الحوثيين بمفاجأه يوم العيد حيث تم رصد عدة مصليات للعيد تحيط بها الالغام والمتفجرات من قبل المهندسين وخبراء المتفجرات وتم التعامل معها كما يجب وهذا ساهم في اخماد مفاجاة الحوثي التي وعد بها ذلك اليوم

يقول : شخص يمني كان يعمل معنا في النجاره وبعض الاعمال يدق مسمارين ثم يمطرنا بوابل من الرصاص ثم يخبئ سلاحه وتمكن احد الافراد من مشاهدته والقبض عليه يقول لم يقتله لكنه اراه الموت عدة مرات قبل تسليمه الى جهات الاختصاص

ايضا يقول تم تصفية المدفعيه من بعض من يشك بديانتهم حيث وقعت ضحايا بنيران صديقه ليس نتيجة احداثيات غلط ولكنها نتيجة غدر تحت حجة الاحداثيات الخطأ وهناك عشرات الافراد تم اعادتهم الى خميس مشيط للاشتباه في تعمدهم ايقاع خسائر في الجانب السعودي ربما لرابط الديانه ومعروف لدى الشيعه ارتباطهم القوي بديانتهم ولشيوخهم عليهم لعنة الله الى قيام الساعه

كثيرا من الامور حكاها لي وقد اخترت هذا النص ووعدني في المرة القادمه التي اراه فيها اذا لم يستشهد ان يزودني بصور خاصه وكذلك حكايات عن السحر وعن اشياء اخرى لم يحكيها لي خلال هذا اللقاء

كما لايفوتني ان اسجل هذه الملاحظه التي قال فيها للأسف ليس الجميع في نفس درجة الشجاعه فهناك من يختبئ تحت الناقلات خوفا من الرصاص الذي لايهدا ولايقف

منقول