رمضان الشام

رمضان الشام

ما يقوم به الإنسان في هذه الحياة عموماً يمكن تسميته كفاحاً ،فكل إنسان يسعى لتحقيق أهداف ما بالكفاح والتضحية، وأشرف كفاح ليس كفاح هتلر الذي عنون به كتابه الشهير "كفاحي" من أجل مدّ نفوذه السياسي وسيطرة حزبه النازي على القارة الأوروبية. التضحية الشريفة هي الكفاح ضد الظلم بكافة أشكاله وضد الطغيان بأنواعه .. كتضحية أهل الشام ضد نظام ديكتاتوري استبدادي طائفي لسلب الشعب إرادته وأبسط حقوقه. ها هو شهر رمضان على الأبواب وأهل الشام لا يترقبون سماع دوي مدفع دخول الشهر الكريم ومدفع الإفطار ،بل يرقبون دوي البراميل المتفجرة وقصف الأبرياء دون تمييز..

أعوام خلت على الصورة القاتمة للثورة السورية! سنوات مرّت على الثورة السورية ذات الفاتورة الباهظة التكاليف ، وللقارئ حرية خياله في تصور هذه التكاليف! هلّا صام أهل الشام عن سفك الدماء قبل الصيام عن الطعام والشراب!

نسأل الله أن يعجّل بفرجه على أهلنا في الشام وأن ينصر الحق وأتباعه ويهدم الظلم وأركانه!

وكلما شاهدت القنوات والفضائيات والصحف تعنون أخبارها بـ"الثورة السورية " أتذكر أبيات أحمد شوقي التالية :

سلام من صبا بردى أرقُّ = ودمع لا يكفكف يا دمشقُ

لحاها الله أنباءً توالت = على سمع الولي بما يشقُ

بلاد مات فتيتها لتحيا = وزالوا دون قومهم ليبقوا

وحررت شعوب على قناها = فكيف على قناها تسترقٌ

..

"بــــ قلمي"

_________________

** كتبتُ هذا المقال قبل رمضان بيوم ..ولظروف معينة لم يتم طرحه إلا في هذا الوقت.