أحسن النية ولاتحقرن من المعروف شئياً

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد : فيقول الله تعالى ( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون )
فالحياة الطيبة والجزاء الأحسن لاتوجدان الا في العمل الصالح سواء كان هذا العمل الصالح مردوده على فاعله او على مجتمعه
الا وان من العمل الصالح المُكْسِب للحياة الطيبة والجزاء الأحسن عمل الخير للأخرين اياً كان هذا العمل صغيرا او كبيرا للإنسان اوللحيوان وفي كلٍ خير
قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم اني لأذبح الشاة وانا ارحمها فقال صلى الله عليه وسلم ( ان رحمتها رحمك الله )
وفي الحديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رجل دخل الجنة بسبب ازاحة غصن شجرة في طريق الناس
وفعل الخير ايً كان لايحتقر وان قل فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لاتحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تعطي صلة الحبل ، ولو ان تعطي شسع النعل ولو ان تفرغ من دلوك في اناء المستسقي ، ولو ان تنحي الشئ من طريق الناس يؤذيهم ، ولو ان تلقى اخاك ووجهك اليه منطلق ، ولو ان تلقى اخاك فتسلم عليه ، ولو ان تؤنس الوحشان في الارض )
بل ان العمل الخيري للاخرين صدقة من فاعله على نفسه فقد ذكر صلى الله عليه وسلم ان من ابواب الصدقة ( التكبير والاستغفار والتسبيح والتهليل والتحميد والامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وان تعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر ، وتهدي الاعمى ، وتسمع الاصم والابكم حتى يفقه ، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها ، وتسعى بشدة ساقيك الى اللهفان المستغيث ، وترفع بشدة ذراعيك مع الضعيف ، كل ذلك من ابواب الصدقة منك على نفسك )
وقال صلى الله عليه وسلم ( اماطة الاذى عن الطريق صدقة )
بل ان اصحاب العمل الخيري المحتسبون ذلك عند الله هم من خير الناس واحبهم الى الله كما قال صلى الله عليه وسلم ( خير الناس انفعهم للناس )
وقال صلى الله عليه وسلم ( احب الناس الى الله تعالى انفعهم للناس )
بل أن العمل الخيري بانواعهالمتعددهوالمختلفه من احب الأعمال الى الله وهو عند رسول الله احب من اعتكاف شهر في مسجده صلى الله عليه وسلم كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ( احب الاعمال الى الله سرور تدخله الى مسلم او تكشف عنه كربة او تقضي عنه دينا او تطرد عنه جوعا ثم قال صلى الله عليه وسلم ولأن امشي مع اخي في حاجة احب الي من ان اعتكف في هذا المسجد شهرا يعني مسجد المدينة )
فالعمل الخيري بفضل الله وقاية من جميع الآفات والمهلكات كما قال صلى الله عليه وسلم ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات )
عباد الله : إن اصحاب الأعمال الخيرية مقدَّرون في دين الله تعالى فقد جاء في السيرة ان امرأة اورجلا اسود كان ينظف المسجد توفي ولم يخبروا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما علم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دلوني على قبره فصلى عليه صلى الله عليه وسلم
فبهذا الفعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلاً على تقديره للعمل التطوعي في فعل الخير للمجتمع حتى ولو كان يسيرا بغض النظر عن مكانة الفاعل او المفعول له عمل الخير
وفي الحديث ان الله جل جلاله غفر لبغي أي زانية من بغايا بني اسرائيل بسبب رحمتها لكلب كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال ( بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش اذ رأته بغي من بغايا بني اسرائيل فنزعت موقها أي خفها فسقته فغُفر لها )
ففاعل الخير والمفعول له في هذا الحديث لايستحقان الذكر الحسن ابدا اذ هما زانية وكلب اكرمكم الله ولكنه فعل الخير هو من اكسبهما الجزاء الحسن من الله تعالى
ومثل ذلك الذي تصدق على سارق وزانية وغني فقبلها الله جل جلاله كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث
فهذه ثمرات فعل الخير للغير حتى وان كان يسيرا فهو يكسب فاعله التواضع ولين الجانب وينمي في النفس الرحمة والشفقة ويحيي معاني الايجابية والعطاء
فلاتبخلوا على انفسكم بمساعدة الاخرين تنالوا بذلك الاجر العظيم من الرب الرحيم
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر اللهم اجعلنا مباركين اينما نكون
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ( وماتقدموالانفسكم من خير تجدوه عندالله هو خيراً واعظَمَ اجرا )
فااللهم اعنّا على فعل الخيرات ومنّ علينا بعمل صالح مقبول نختم به حياتنا