ويحدث.. كل شيء بسرعة

ويحدث..

أننا نستيقظ كل يوم
نعمل كل الأشياء بسرعة..

قد نلقي تحية الصباح
ولا ندقق في الوجوه جيدا
فكلهم هناك..

ورأيناهم أمس وقبل أمس بذات الطريقة
نحن في عجلة..

أرتب طفلتي بسرعة
أحمل حقيبتها
أشد شعرها وأنا أمشطه دون أن أدري!

تصرخ فأقول لها بسرعة:
"بسيطة" بسرعة لا يوجد وقت..

مع الأولاد الوتيرة أعلى
يزيد الصوت ويزيد الامتعاض..

في المساء نعمل ذات الأشياء
ككل يوم
غداء وعشاء وتنظيف كل شيء محسوب وبسرعة وقد لا نتكلم..

كل سيحمل ما له ويجلس وحده
واجبات وتلفاز وألعاب إلكترونية..

وقد يتكلمون مع الغرباء
في عالمهم الإفتراضي..

سأقفل كل شيء
انتهى الوقت ... إلى النوم..

كبرت الطفلة
كبر الأولاد
وتعلموا ..
أن يعملوا كل شيء بسرعة..

أو ربما صار عندهم الحالة العكسية
لما تأخروا لحظة وفاتهم القطار السريع في كل شيء
وقرروا الإستسلام... وتركوا الحركة
وغابوا في عالمهم الإفتراضي..!!

وحدث أن كبر الجميع
ورحل الجميع
وجلسنا اليوم في الصباح
نتجرع فنجان القهوة
فقد نكهته..

لا داعي للسرعة
فلا ينتظرنا شيء
ورحل الجميع دون أن ننظر في وجوههم..

أرجوكم لا تصلوا إلى هذه النتيجة
انظروا في وجوه أحبتكم كل صباح..

إليك أنت..
اشربي القهوة مع رفيق العمر

قفي مع ابنتك وسرحي لها شعرها
انظري في وجهها
أعطها قبلة
استمتعي بخطواتها وأنت على النافذة
ستلوّح لك وتهديك قبلة طائرة
تلقفيها بابتسامة..

ومع الأولاد لا تنسي أن تعملي هذا..

اتركي كل شيء
فكل شيء سيبقى حيث هو لا يطير
فالجمادات ستبقى..

لكن أحبتنا
يكبرون بسرعة..

ولا يود أحدنا أن يضع يده خلف رأسه
ويتذكر بكل طاقته ويسأل..
"كيف كان العمر معهم"

ويكون الجواب:
لم أرهم حقا وجوههم غابت من الذاكرة..!!

واللحظات الأجمل هربت مني"
لم أعش اللحظة كما ينبغي
فلقد كنت منهكا بمتابعة عقارب الساعة!!!

للمرأة أنا أهمس..

فأنت في العائلة "المايسترو"
الذي يضبط نظام الحياة
لأغلى ما فيها... العائلة!!!