الحلقة الثالثة من سلسلة قصة يوسف

الحلقة الثالثة من سلسلة قصة يوسف بعنوان المؤامرة

المؤامرة

كلما ازدادت محبة يعقوب ليوسف ازدادت كراهية

أخوته له ولاخيه، وبعد أن جلس الأخوة ذلك المجلس

الصاخب الغاضب فعبروا عن كرههم لأخيهم يوسف

وأعلنوا لومهم لأبيهم على حبه البالغ ليوسف

فإنهم لم يكتفوا بنفث غيظهم بل هم ازدادوا

حقداً على أخيهم، وعزموا على أن يحولوا

كرههم ليوسف إلى أذى يصيبه فقرروا

الخلاص من يوسف بكل وسيلة

فقال أحدهم وهو يغلي بالحقد

(اقْتُلُواْ يُوسُفَ)

هذا قرار خطير مفاجئ أذهل الجميع، فكيف يقتلون

يوسف أخاهم الصغير! ولكن ذلك الغاضب

الحاقد بادر فخفف قرار القتل، وخيّرهم بأن

يرموا يوسف في أرض بعيدة ليهلك فيها أو

يغيب فلا يرجع إلى أبيه فقال:
(أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا)
ثم بدأ يغريهم بثمرة هذين العملين الخطيرين

لو فعلوا واحداً منهما، فقال يغريهم ويمنيهم

كان الشيطان ينفث على لسانه:
(يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ)
فيقبل عليكم وحدكم، فيصفوا لكم وده

ويجتمع لكم حبه.ثم زادهم الشيطان إغراءً بالجريمة،

فأغوى أخاهم بوسوسته: فوعدهم أخوهم

بالصلاح والاستقامة والتقوى، بعد توبتهم

من جريمتهم التي اقترحها عليهم

فقال له مطمئناً واعطاً:

(وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)

حار الجميع وذهلوا لهذه الخطة الشيطانية

الطافحة بالغدر فقام احدهم وهويهوذا)

وكان صاحب الرأي فيهم، فذكّرهم بانهم أبناء

يعقوب النبي وأحفاد إبراهيم الخليل، ولا

يليق بهم أن يقتلوا أخاهم الصغير مهما كانت

غيرتهم منه وحقدهم عليه قال:
(لاَ تَقْتُلُواْ يُوسُفَ)
ولكن ما دمتم مصرين على الخلاص منه، فهاكم الحل

الأمثل!، فقال:

وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّا
ثم أضاف كأنه يحرضهم على أن لا يفعلوا:
إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ
وهنا تذكروا تلك البئر أو الجبّ التي يعرفونا جيداً

والتي تقع على بعد ثلاثة فراسخ من مقام يعقوب

حيث لا يوجد فيها ماء يغرق، وليست مهجورة

بحيث تكون مأوى العناكب والحيات والعقارب،

ويعرفون أيضاً أنها ليست معزولة عن طريق المارة،

فسوف تمر قافلة سيارة، من تلك القوافل الرائحة

الغادية بين مصر والشام، وتأخذ يوسف معها

عبداً رقيقاً لتبيعه في أرض بعيدة.
فاستجاب الأخوة الحاقدون لهذا

الاقتراح وبينوا أمرهم على تنفيذه.

الى هنا نتوقف ونكمل ف الحلقة القادمة ان شاء الله