الإنسان، والتهميش..

الإنسان ... والتهميش ..

الإنسان مجموعة من القيم والمكارم والمشاعر والأحاسيس
وكلما فقد شيئاً منها فقد جزءاً من ذاته
فهي هوية ثابتة لكيان الإنسان.

والإنسان هو المخلوق الوحيد
الذي يختلف عن سائر المخلوقات
بفكره وقيمه ومشاعره ومكارمه.

يتفاوت في ذلك الناس من شخص لآخر
فمنهم من تلمس تلك القيم في حديثه وتعاملاته
وتكون المهيمنة على كافة جوارحه
ومنهم من لا يملك منها الا القليل
لكنه يتصنعها وقت الحاجة ولمصالحه الشخصية
فالإنسان عندما يهمش ويغييب بقصد
او بغير قصد
فإن ذلك يساهم في عزله وجعله شيئاً آخر غير الإنسان.

وحتماً سوف ينحدر إلى اكثر من ذلك
فالإنسان بحاجة الى البناء فكري اولاً
ليقوم هو ببناء كافة احتياجاته
من العطاء، والبناء، والمشاركة المجتمعية
فلا يهتم بذاته ومتطلباته على حساب مجتمعه
ولا يخون قيمه ومشاعره.

له هدف واضح يسعى لتحقيقه
ليصبح له كيان مستقل.

حينها سنجده ينثر السعادة على من حوله
وايجابياً في سلوكه ووفائه وتوجهاته.

لذا فلا يمكن للإنسان الا ان يعيش على حالين ..

الأول : إما منتجاً باذلاً معطاء..
يحمل قيماً سامية
يتجاوز كل المعوقات والمثبطات الحياتية.
يستشير ذوي الخبره فيما لا يعرفه ولا يقدر عليه
ويسعى باحترافيه من خلال فكر تربوي ممنهج.

والثاني : أن يكون انساناً مهتماً بمأكله ومشربه وغريزته فقط.
من اجلها يعمل ويضحي ويبذل فهو عبئ على مجتمعه
فلا قيم لديه ولا هدف يسعى لتحقيقه.

ولذا قال المؤرخ ابن خلدون
( ان الإنسان اذا طال به التهميش يصبح كالبهيمة لا يهمه سوى الأكل والشرب والغريزة ).

لذا ان همشك المجتمع او افراده
فلا تساعدهم انت في تهميش انسانيتك.