تخيــــــــــــــل تجـــــــــــبرك الحيــــــــــــــــاة

تخيل تجبرك الحياة تدخل في علاقة انت فيها الطرف الأضعف، والعدل والأنصاف من الطرف الثاني راح يكون بس من باب تربيته وأخلاقه ولا ما في شي يضمن لك إنه ما ارح يستغل قوته في ظلمك
وفي نفس الوقت هذي العلاقة هي مكانك الوحيد في الحياة، إنهاء العلاقة يعني الضياع والفقر والذل في كثير من الأحيان
وعدم الدخول في العلاقة يعني أنك إنسان متمرد ولازم تتربى من جديد واحتمال يتم إدخالك في العلاقة قهرا

تخيل أن يتم اعتبارك عنصر ثانوي في هذه الحياة، أن يعتبرك الآخر (اللي هو العنصر الأساسي) أن الله خلقك لخدمته والقيام على راحته، تماما كما خلق البهائم والثمار والأنهار، نفس الفكرة اللي نعيبها على اليهود
وإذا قبلت أن تعمل على راحته راح يعتبر هالشي عيب فيك ويعايرك بأن مكانك المطبخ وما تفهم شي في الحياة، ولو فكرت تطلع من المطبخ وتصير مثله راح يتهمك بقلة الأدب وعدم التربية، أما لو تفوقت عليه فسيكون أول المحاربين لنجاحك

تخيل أن تكون إنسان محكوم بعواطفك بالدرجة الأولى وهرموناتك تلعب في مزاجك ليل نهار وفي نفس الوقت تقع تحت الضغوط النفسية طول عمرك بسبب عدم قدرتك على الاستقلال وإدارة شؤون حياتك بنفسك وعدم قدرتك على الاستقرار لأن مصيرك بيد شخص آخر، ثم تأخذ لقب "نكدي" لأنك لا تجيد لعب دور المهرج

تخيل أنك تحاول أن تعدل طبيعة هذي العلاقة ويقاومك الطرف الآخر وفوق ذلك يقاومك أبناء جنسك ممن سبقوك واقتنعوا بأن هذا هو الوضع الصحيح والواقع الذي يجب أن تقبل به والذي لا يمكن تغييره، مع أنه ضد العقل وضد القانون وضد الدين وضد الإنسانية وضد الكرامة وضد الحضارة، لكنه فقط واقع من باب ميزان القوى الحيواني