فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- مسـاحةُ بِلا حُدود" مسآحة حـرهـ ~ | هنا المواضيع | العامة| التي | لها قسم يختص بها | |من هنا | وهناك | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حكاية ام يوسف 💔
- ماما أنا جعان يمّا ، بدّي آكل..
-متخافش حبيبي ، راح اعمل لك قلّاية بندورة.. خرجتُ إلى منزلِ أم محمود ، جارتي المؤقتة ، بحثاً عن حبّتي طماطم لإسكاتِ جوع يوسف ، حيثُ أوصيتهُ أن يغلقَ البابَ جيّدا ريثما أعود ، فأبوه في المشفى يؤدي واجبه ولا أحد بوسعهِ أن يذهب غيري ، ذهبتُ مسرعة ودعوتُ الله أن يحفظهُ لي.. على بابِ أم محمود طرقتُ عدّة مرّات لكن لم يجبْ أحد ، فذهبت إلى منزلِ آل المقداد ، على الطرفِ الآخر من الشّارع ، وكلّي أملٌ أن أجد حبّتي طماطم ليوسف ، حيثُ أكرهُ أن أبتعد عنه ، لكنّ البيت لم يعد فيه شيءٌ يؤكل ، أيامُ الحرب السّبعة أصعبُ من كلّ شيء.. - كيفك يمّا ، وكيف أولادك ، انشالله ماوصلكم القصف؟ - والله منيحة ، زي ما بتشوفي ، الله يسترها علينا ياحجة.. ردّدتُ الجواب لأم مقداد وسألتها عن الطماطم ، النّاسُ في الحربِ لا تملكُ ترفَ الأحاديث المطوّلة ، حيثُ بوسعِ كلّ ثانيةٍ أن تكونَ الأخيرة ، أخذتُ الطّماطم وودّعتُ الحجة.. - ادعيلنا يا حجة ، والله الظروف صعبة زي ما بتشوفي، مابدناش نطلع على الأونروا ، الوضع هناك كتير صعب زي مابيحكوا.. - الله يسترها عليكم وعلى النّاس ، كلّها أزمة وبتعدّي بعون الله.. ثمّ صوتُ انفجارٍ كبير... كلُّ ما أذكرهُ أن سحابةً سوداء حجبت كلّ شيءٍ، لقد أصبتُ بالصمم المؤقت بسبب قوّةِ الإنفجار ، لكنّ شيئا واحداً كان يشغلُ بالي ، هل يوسف بخير أم لا ؟ ركضّتُ نحوَ الشّارع وأنا أصارعُ لأخذِ نفسٍ بسبب الأتربة والدّخان ، زحامٌ كبير في مكان القصف ، والكلّ يصرخ ويساعدُ المسعفين لأخذِ الضحايا ، وكأنها أهوالُ القيامة.. - ياجماعة شفتو يوسف؟ فيكم حدا شاف ولد صغير هون ؟ - يما والله ما بعرف ، المصابين راحوا على الشفا إلحقيهم هناك. تذكرتُ أبو يوسف ، يعملُ هناك طبيبا ، لم يعد للمنزلِ من بداية الحرب ، ركبتُ في سيارة الإسعاف للمشفى ، كلُّ ما أذكرهُ آخر لحظةٍ قبل إغلاق باب السيارة ، البابُ الذي اغلقتهُ على يوسفْ لم يعد موجودا ، لقد كنتُ خائفة من أخطارِ الأرض بغريزة الأم الفطرية فأوصدتُ الباب ، كيفَ لأم أن توصدَ الخطرَ القادم من السمّاء ؟ حتى الخوفُ في الحروبِ يصيرُ مختلفا.. في الطّابق الثاني من مجمّع الشفاء صادفتُ والده ، ببدلتهِ الخضراء ، مرهقاً من أيامِ الحربِ ودوامِ العمل الذي لا يتوقّف ، لقدْ وهب حياتهُ للنّاس تلبيةً للواجب.. يوسف يوسف..لم أنطق بأكثر من الإسم ، لقد فهم سبب وجودي هنا ،النّاسُ لا يأتون للمشفى للتنزّه.. بدأت رحلةُ البحث عن يوسف "يوسف 7 سنين ، وأبيضاني وحلو " هكذا كنتُ أكرّر الأمر على كل من أصادف ، طبيبا أو صحفيا أو مصابا ، لا يهم ، كل ما أريدهُ هو معرفةُ مكان يوسفْ. بعدَ عدّة أدوارٍ والبحث في عدّة غرف تعبت، حاولتْ قدماي رفعي لكنّ خوفي كانَ أثقل ، فارتميتُ على أقرب مقعد.. بينما ذهبَ أبوه يبحث مرّت حياةُ يوسفَ أمام عيني ، رزقتُ به بعد سنواتٍ من الزواج ، كان بمثابةِ النّعمة في حياتي ، لكنّه كان جميلاً كالقمر ، فعوّض وجودهُ كلّ حرمان ، فسميّتهُ يوسف ، ربّيتهُ وكنتُ أتنفسُ به ، كلّ يومٍ من حياتي كان سعادةً جديدة ، وأنا أرى يوسف يكبرُ بين يديّ ، صار يوسفُ يلعبُ ويتكلم ، وحانَ وقتُ دخولهِ للمدرسة هذه السنة، لقدْ كان ذلك صعباً علي ، كيفَ سيكون بوسعي أن أفارقهُ لثمانِ ساعاتٍ كلّ يوم ، انتظرته أمام البابِ كلّ يومْ ، استقبله بحضني وبقلاية البندورة التّي يحب.. اتركوني لوحدي ، سمعتُ أبو يوسف ينطقها بوجع ، قفزتُ نحوه وأنا أصرخ يمكن مايكونش هوّ ، لقد كنتُ أحاول ، لكنّه ولدهُ ويعرفه ، لايخطئ الأب في توقّع مستقبل ابنه ، فكيف بالتعرف على ملامحه.. عاطفةُ الأم أخبرتني ، لقد انتهى كلّ شيءْ ، أردّتُ لحظة وداعٍ أخيرة لكنّهم منعوني ، أرادوا منّي أن احتفظَ بصورته الجميلة في مخيلتي ، يوسف الأبيضاني بشعره الكيرلي ، قبلَ أن تشوهه الصـ واريخ.. لا أعرفُ لمن أكتب ، لكنّ حزني كأمّ غيرُ قابلٍ للترجمة ، فكيف أعبّر؟ كيفَ أشرح سنينَ صبري لقدومِ يوسف ، لقد كان يوسف العطاء الذّي عوّض حرماني ، فمن يعوّض حرماني من يوسف ؟ لقد ربّيته بحبّ ، حرمتُ نفسي لأعطيه ، وتحمّلتُ الألم والمعاناة ليعيشَ كطفلٍ طبيعي كأولادكم ، أغلقتُ عليه الباب لأحميه ، فرحل هو والباب ، كيفَ للأم أن تحمي إبنها في الحرب.. لقد انتظرتُ يوسف على الباب ليعود من المدرسة كلّ يوم ، كيفَ لي أن أنتظر بعد الآن ويوسف لم يعد موجودا؟ لقد رحل يوسف وهو جائع - حكاية أم يوسف.. وغيرها من حكايا اطفال غزه الابرياء الله يرحمهم يارب
.
الأسلوب رِزق ، رحم الله من رُزق بحسن الكلام وَلين القلب |
مواقع النشر (المفضلة) |
(عرض الكل) الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 0 | |
لا توجد هنالك أسماء لعرضها. |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فعلت ما بوسعي و …💔💔 | ميساء الحياه | أقْـــلآم حُـــرّة | 4 | 04-18-2023 04:38 PM |
💔 ألم_المشاعر 💔 | عروبة وطن | - مسـاحةُ بِلا حُدود" | 12 | 12-26-2022 01:06 AM |
سبب غياب ام يوسف عن قصة نبينا يوسف | تميم | - القسـم الاسلامـي | 10 | 08-28-2020 11:31 AM |
لاتدعوا على انفسكم.💔💔 | ندى | - مسـاحةُ بِلا حُدود" | 5 | 01-03-2019 07:34 AM |
اهداء للغايبين 💔 | ندى | الصوتيات والمرئيات | 6 | 01-15-2018 06:47 PM |